3 أمراض تهدد الأطفال عند امتلاك هاتف ذكي قبل سن 12 عاما.. احذرها

في السنوات الأخيرة، أصبح امتلاك الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين. ومع ذلك، تثير دراسة حديثة أجراها علماء النفس والطب السلوكي في الولايات المتحدة قلقًا متزايدًا بشأن الآثار الصحية والنفسية المحتملة لمنح الأطفال هذه الأجهزة في سن مبكرة جدًا. تشير النتائج إلى وجود صلة قوية بين الحصول على الهاتف الذكي في سن 12 عامًا أو أقل وزيادة مخاطر الاكتئاب والسمنة واضطرابات النوم.
تأثير الهواتف الذكية على صحة الأطفال النفسية والجسدية
كشفت الدراسة، التي حللت بيانات أكثر من 10 آلاف طفل ضمن مشروع تطوير الدماغ لدى المراهقين – وهي أكبر دراسة طويلة المدى من نوعها في الولايات المتحدة – عن ارتباط واضح بين سن الحصول على الهاتف الذكي وبين مجموعة من المشكلات الصحية. لم يكتف الباحثون بتحديد هذا الارتباط، بل أشاروا أيضًا إلى أن منح الأطفال الهواتف الذكية يمكن اعتباره قرارًا له تبعات كبيرة على صحتهم العامة.
الاكتئاب وزيادة الوزن: نتائج مقلقة
أظهرت التحليلات أن الأطفال الذين حصلوا على هواتف ذكية قبل سن 12 عامًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وزيادة الوزن مقارنة بأقرانهم الذين تأخروا في الحصول عليه. الأمر اللافت للنظر أن المتابعة بعد عام واحد للأطفال الذين حصلوا على هواتفهم في سن 12 أظهرت تدهورًا ملحوظًا في صحتهم العقلية وجودة نومهم. هذه النتائج تدعو إلى التفكير مليًا في العادات الرقمية التي نغرسها في أطفالنا.
اضطرابات النوم و الأجهزة الإلكترونية
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد الخبراء على أن الهواتف الذكية هي من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبًا على نوم الأطفال والمراهقين. تشير الإحصائيات إلى أن 63% من الأطفال بين سن 11 و12 عامًا لديهم جهاز إلكتروني في غرفتهم أثناء النوم، وأن 17% منهم يستيقظون بسبب إشعارات الهاتف. هذه المقاطعات المستمرة للنوم يمكن أن يكون لها آثار ضارة على النمو البدني والعقلي.
لماذا يثير هذا الأمر القلق؟ حساسية مرحلة المراهقة
يرى الدكتور ران بارزيلاي، المؤلف الرئيسي للدراسة وأخصائي طب نفس الأطفال، أن منح الطفل هاتفًا يجب أن يتم بحذر شديد واعتبارًا كأمر يتعلق بصحة الطفل بشكل عام. وأضاف: “عندما تعطي لطفلك هاتفاً، عليك التعامل معه كأمر شديد الأهمية لصحة الطفل.”
يرجع هذا القلق بشكل كبير إلى حساسية مرحلة المراهقة. يوضح الباحثون أن التغيرات الطفيفة في أنماط النوم أو الصحة النفسية في هذه المرحلة العمرية يمكن أن تترك آثارًا طويلة الأمد. لذلك، من الضروري تجنب أي عوامل قد تعرقل النمو الصحي والسليم للأطفال في هذه الفترة الحاسمة.
هل هي علاقة سببية أم مجرد ارتباط؟
على الرغم من أن الدراسة تُظهر ارتباطًا قويًا بين سن الحصول على الهاتف الذكي والمشكلات الصحية، إلا أنها لا تثبت بالضرورة وجود علاقة سببية مباشرة. تشير الدكتورة جاكلين نيسي، أستاذة الطب النفسي بجامعة براون، إلى أن الدراسة تعزز أهمية توخي الحذر من قبل الآباء.
“لا يحتاج الآباء إلى انتظار أدلة دامغة لاتخاذ قرار التأجيل؛ الحدس وحده قد يكون كافيا”، تقول الدكتورة نيسي. الأمر يتعلق بالموازنة بين الفوائد المحتملة لتوفير الهاتف الذكي – مثل سهولة التواصل مع الأصدقاء والعائلة – وبين المخاطر المحتملة على صحة الطفل.
نصائح بسيطة لتقليل المخاطر
يقترح الدكتور جيسون ناجاتا، طبيب الأطفال بجامعة كاليفورنيا، خطوة بسيطة يمكن أن تقلل بشكل كبير من الأضرار المحتملة: إخراج الهاتف من غرفة النوم ليلاً. حتى لو كان الطفل يمتلك هاتفًا ذكيًا بالفعل، فإن هذه الخطوة يمكن أن تحسن بشكل كبير من جودة نومه.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم تشجيع الأطفال على ممارسة النشاط البدني بانتظام، وقضاء وقت ممتع في التواصل الاجتماعي وجهًا لوجه، وتحديد وقت محدد لاستخدام الأجهزة الإلكترونية. إن وضع حدود واضحة وتعزيز عادات صحية يمكن أن يساعد في حماية الأطفال من الآثار السلبية المحتملة لـ الاستخدام المفرط للهواتف الذكية.
الخلاصة: التفكير مليًا قبل منح الهاتف
في الختام، تؤكد هذه الدراسة على أهمية التفكير مليًا قبل منح الأطفال هواتف ذكية. على الرغم من أن هذه الأجهزة أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا، إلا أن هناك حاجة إلى توخي الحذر والتأكد من أننا لا نعرض أطفالنا لمخاطر صحية ونفسية غير ضرورية. من خلال تأخير سن الحصول على الهاتف الذكي، وتشجيع عادات صحية، ووضع حدود واضحة، يمكننا مساعدة أطفالنا على النمو والتطور بشكل صحي وسليم في العصر الرقمي. شارك هذا المقال مع الأهل والأصدقاء لزيادة الوعي حول هذا الموضوع الهام.












