بعد سيطرة الدعم السريع.. ماذا يحدث في مدينة الفاشر السودانية؟ (فيديو-

بي بي سي
دعت الأمم المتحدة إلى توفير ممر آمن للمدنيين العالقين خارج مدينة الفاشر السودانية، بعد أن أعلن مقاتلو قوات الدعم السريع شبه العسكرية سيطرتهم على القاعدة الرئيسية للجيش هناك.
وأقرّ قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بانسحاب الجيش من مدينة الفاشر في إقليم دارفور، غداة إعلان قوات الدعم السريع السيطرة عليها بعد معارك استمرت منذ نيسان 2023.
وقال البرهان في خطاب بث عبر التلفزيون الوطني “وافقنا على انسحاب الجيش من الفاشر لمكان آمن”، مؤكدًا أن قواته “ستقتص لما حدث لأهل الفاشر”.
#الفاشر
مليشيا الدعم السريع لم تترك جريحا ولا اسيراً ولا مواطنا
إبادة جماعية شاملة ترتكبها المليشيا pic.twitter.com/YFyUpbsPXt— طــــه ود حنـــان (@6a7a_hussein) October 27, 2025
بدوره الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن القتال الأخير يُمثّل “تصعيدًا خطيرًا” في الصراع، مضيفًا أن معاناة المدنيين “لا تطاق”، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء.
حذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن مدينة الفاشر السودانية في “وضع حرج للغاية”، مع تزايد خطر “الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع العرقية”.
وفرّ السكان وعلق مئات الآلاف من المدنيين وسط انقطاع تام للاتصالات واتهامات بارتكاب تصفيات جماعية.
تتواصل الساعات الثقيلة على #الفاشر، ومع كل ساعة تظهر مقاطع جديدة توثق فظائع مليشيا الدعم السريع، التي يتباهى مرتزقتها بتصفية المدنيين العُزّل الفارين من جحيمهم.
هذه المليشيا تحولت إلى تنظيم إرهابي تمدد في #السودان، والمجتمع الدولي الذي يلوذ بالصمت اليوم سيجد نفسه غدًا أمام تمدد… pic.twitter.com/94xqVcEaRL— Sudan News 🇸🇩 (@Sudan_tweet) October 27, 2025
ووردت أنباء بأن قتالًا عنيفًا يدور هناك منذ يوم السبت، بعد أن استولى مقاتلو قوات الدعم السريع على منزل حاكم ولاية شمال دارفور.
وأفادت شبكة أطباء السودان بأن قوات الدعم السريع نفّذت بالفعل عمليات قتل بدوافع عرقية، طالت العشرات في المدينة، ونهبت مرافق طبية وصيدليات.
وفي مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر مقاتلو قوات الدعم السريع وهم يحتفلون بالسيطرة على مقر الجيش في الفاشر.
وقالت القوات إنهم سيطروا بالكامل على المدينة، لكن حلفاء الجيش المحليين يقولون إن القتال مستمر في بعض المناطق.
تتواصل الساعات الثقيلة على #الفاشر، ومع كل ساعة تظهر مقاطع جديدة توثق فظائع مليشيا الدعم السريع، التي يتباهى مرتزقتها بتصفية المدنيين العُزّل الفارين من جحيمهم.
هذه المليشيا تحولت إلى تنظيم إرهابي تمدد في #السودان، والمجتمع الدولي الذي يلوذ بالصمت اليوم سيجد نفسه غدًا أمام تمدد… pic.twitter.com/94xqVcEaRL— Sudan News 🇸🇩 (@Sudan_tweet) October 27, 2025
وقد أدت الأحداث الدائرة هناك إلى انقطاع خطوط الاتصال بالفاشر بشكل شبه كامل، بينما يعيش الناجون ساعات عصيبة مليئة بالخوف والريبة.
وعبر أحد السكان الفارين عن قلقه البالغ قائلًا “لا نزال لا نملك أي معلومات عما حدث لسكان الفاشر من الأطفال والمسنين والجرحى”.

وقد وجهت اتهامات لقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين بغارات جوية، ومحاصرة ما يقرب من 250 ألف شخص بعد تطويق المدينة بجدار ترابي، ما ترك الكثيرين على شفا المجاعة.
وتعدّ المدينة واحدة من أسوأ ساحات المعارك في الحرب الأهلية السودانية، ما دفع الأمم المتحدة إلى وصفها بـ”بؤرة المعاناة”.
مشاهد صادمة تفيض بالعنف من مدينة الفاشر السودانية.. عناصر من قوات “الدعم السريع” تنفذ عمليات إعدام ميداني واسعة#الجزيرة_رقمي pic.twitter.com/CMXUlcKa92
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 27, 2025
وعبّر توم فليتشر، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تفيد بسقوط ضحايا مدنيين.
وقال في بيان صحفي “مع زحف المقاتلين نحو المدينة وانقطاع طرق الفرار، يعيش مئات الآلاف من المدنيين في حصار ورعب، ويتعرضون للقصف ويتضورون جوعًا، كما يفتقرون إلى الغذاء والرعاية الصحية والأمن”، مضيفًا “يجب السماح للمدنيين بالمرور الآمن وحصولهم على المساعدات”.
كما دعت الولايات المتحدة إلى توفير ممر آمن، في حين تحاول التفاوض على وقف إطلاق النار.
ويعاني السودان من صراع وحرب طاحنة منذ عام 2023، بعد خلافات بين كبار قادة قوات الدعم السريع والجيش السوداني، في صراع شرس على السلطة.

وأدت الحرب إلى مصرع أكثر من 150 ألفًا في جميع أنحاء البلاد، وفرار حوالي 12 مليونًا من ديارهم، ما تسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية.
ويُسيطر الجيش على معظم شمال وشرق البلاد، وتُعدّ الفاشر حتى الآن آخر مركز حضري رئيسي في دارفور كان تحت سيطرة القوات الحكومية وحلفائها، فيما تُسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور ومعظم إقليم كردفان المجاور.
يُذكر أن قوات الدعم السريع قد أعلنت في وقت سابق أنها تأمل في تشكيل حكومة منافسة في الفاشر عند سيطرتها الكاملة على المدينة.












