واشنطن ستطلع سفراء الاتحاد الأوروبي على مسودة خطة السلام في أوكرانيا الجمعة

في تطور لافت للأحداث المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، كشفت مصادر عن مسودة خطة سلام جديدة، قيل إنها أعدت خلال فترة رئاسة دونالد ترمب، وتقترح تسوية قد تغير خريطة المنطقة. هذه الخطة، التي تثير جدلاً واسعاً، من المتوقع أن يتم عرضها على سفراء الاتحاد الأوروبي في كييف، مما يضعها في قلب المشاورات الدبلوماسية الحالية. يركز هذا المقال على تفاصيل خطة ترمب للسلام في أوكرانيا، ردود الفعل الأولية، والتحديات التي قد تواجهها.
تفاصيل خطة ترمب للسلام في أوكرانيا: تنازلات أم تسوية واقعية؟
تتضمن خطة ترمب للسلام في أوكرانيا، وفقاً لتقارير إعلامية أمريكية، مجموعة من البنود التي تثير قلق الأوساط الأوكرانية والدولية. أبرز هذه البنود هو الاعتراف الأمريكي بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى منطقتي لوغانسك ودونيتسك. كما تشير التقارير إلى أن الخطة تتضمن قيوداً على حجم الجيش الأوكراني، وتعهداً من كييف بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
هذه الشروط، التي تبدو في ظاهرها منحازة لمطالب موسكو، أثارت تساؤلات حول مدى جدية هذه الخطة كمسعى حقيقي للسلام، أم أنها مجرد محاولة لإنهاء الصراع بأقل تكلفة ممكنة، حتى لو كان ذلك على حساب السيادة الأوكرانية. المسؤولون الأمريكيون يؤكدون أن الخطة لا تزال قيد الإعداد، وأن أي اتفاق نهائي سيتطلب “تنازلات من الجانبين، وليس من أوكرانيا وحدها”.
ردود الفعل الأوكرانية الأولية
على الرغم من حساسية الموقف، أبدت أوكرانيا انفتاحاً على دراسة الخطة الجديدة. صرح رستم عمروف، أمين عام مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، بأنهم “يدرسون بعناية جميع مقترحات شركائنا، ونتوقع نفس الموقف المناسب تجاه موقف أوكرانيا”. وأضاف أن العمل على دراسة المقترحات الأمريكية سيستمر على المستوى الفني، مع التأكيد على أن أوكرانيا تتوقع من الأطراف الأخرى “احترام موقفها”.
هذا الرد الحذر يعكس رغبة أوكرانيا في استكشاف جميع السبل الممكنة لإنهاء الحرب، مع الحفاظ على مصالحها الأساسية. موافقة الرئيس زيلينسكي على العمل مع إدارة ترمب على الخطة الجديدة، كما أعلن في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، تشير إلى استعداده لـ”عمل بنّاء وصادق وسريع” لتحقيق السلام.
موقف الاتحاد الأوروبي وألمانيا من مقترحات السلام
من جانبها، أكدت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، دعم التكتل “أي خطة تُحقق السلام العادل والدائم في أوكرانيا”، مشددة على أن “أي خطة سلام لكي تنجح، يجب أن تكون بمشاركة أوكرانيا والأوروبيين”. هذا الموقف يعكس التزام الاتحاد الأوروبي بدعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
أما وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول، فقد وصف الخطة المدعومة من الولايات المتحدة بأنها “قائمةٌ من القضايا التي تحتاج إلى مناقشة عاجلة بين كييف وموسكو”، لكنه أكد أنها ليست “نهائية”. وأضاف أن الموقف الألماني هو الموقف الأوروبي، وهو دعم أوكرانيا وضمان قدرتها على مناقشة هذه النقاط من موقع قوة.
دور المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف
تولى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قيادة جهود صياغة خطة ترمب للسلام في أوكرانيا. وقد ناقش الضمانات الأمنية مع مستشار زيلينسكي للأمن القومي رستم عمروف خلال نهاية الأسبوع الماضي، وتم مشاركتها خطياً مع زيلينسكي الخميس. هذا الدور يشير إلى أهمية هذه الخطة في الدبلوماسية الأمريكية الحالية، ورغبتها في إيجاد حل سريع للأزمة.
التحديات التي تواجه خطة السلام
على الرغم من الجهود المبذولة، تواجه خطة ترمب للسلام في أوكرانيا العديد من التحديات. أولاً، التنازلات الإقليمية التي تتطلبها الخطة قد تكون غير مقبولة بالنسبة للرأي العام الأوكراني، وقد تؤدي إلى احتجاجات واسعة النطاق. ثانياً، القيود المفروضة على حجم الجيش الأوكراني قد تثير مخاوف بشأن قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها في المستقبل.
ثالثاً، التعهد بعدم الانضمام إلى حلف الناتو قد يضعف الأمن الأوكراني، ويتركها عرضة للضغوط الروسية. رابعاً، قد يواجه ترمب معارضة من حلفائه في تحالف “أميركا أولاً”، الذين قد يرون أن الخطة تتطلب الكثير من التنازلات من الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تحدي الثقة بين الأطراف المتنازعة. فبعد سنوات من القتال والعداء، قد يكون من الصعب على أوكرانيا وروسيا التوصل إلى اتفاق سلام دائم ومستدام.
مستقبل المفاوضات
يبقى مستقبل المفاوضات حول خطة ترمب للسلام في أوكرانيا غير واضح. ولكن، من المؤكد أن هذه الخطة ستكون نقطة انطلاق لمشاورات مكثفة بين الأطراف المعنية. من المهم أن تتسم هذه المشاورات بالصراحة والواقعية، وأن تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف.
لتحقيق السلام العادل والدائم في أوكرانيا، يجب أن تكون الخطة شاملة، وتتضمن ضمانات أمنية قوية، وتعويضات عن الأضرار التي لحقت بأوكرانيا، وتحديد وضع المناطق المتنازع عليها بشكل واضح. كما يجب أن تحترم الخطة سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وأن تضمن حقوق وكرامة جميع المواطنين الأوكرانيين.
في الختام، تمثل خطة ترمب للسلام في أوكرانيا تطوراً مهماً في الجهود الدولية لإنهاء الصراع. على الرغم من التحديات التي تواجهها، فإنها قد تكون فرصة حقيقية لإيجاد حل سياسي للأزمة، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. يستدعي هذا الوضع متابعة دقيقة وتطورات مستمرة لتحليل مدى نجاح هذه المقترحات في تحقيق الهدف الأسمى وهو السلام الدائم والشامل.












