“50 سنة ولسة بيجري ويعافر”.. حكاية الدخاخني أكبر لاعب كرة في كفر الشيخ

كتب : إسلام عمار
05:01 م
23/10/2025
في زمنٍ أصبحت فيه كرة القدم لغة الأرقام والعقود الخيالية، يطلّ من قلب محافظة كفر الشيخ نموذج مختلف تمامًا، يذكّر الجميع بأن الشغف لا يُقاس بالعمر ولا بالملايين.
إبراهيم سعد الدخاخني، لاعب ومدرب نادي الرياض، أحد فرق دوري الدرجة الرابعة في محافظة كفر الشيخ، الذي أثبت أن الانتماء ليس قميصًا يُرتدى، بل روحًا لا تنطفئ مهما اشتدت العواصف رافضًا فكرة اعتزال الكرة طالما في استطاعته القدرة على العطاء في الملاعب وصناعته حلم الانجازات مع عالم الساحرة المستديرة.
بداية الحكاية.. من ناشئ بكفر الشيخ إلى زمالة نجوم الملاعب
يروي الدخاخني لـ”مصراوي” رحلته التي بدأت مع الساحرة المستديرة حين التحق بصفوف قطاع الناشئين بنادي كفر الشيخ، وتحت قيادة المدربين محمد حسنين وأشرف طلحة، فبدأ في رسم أولى ملامح موهبته حتى أصبح أحد أفراد جيل ضم أسماء لامعة في كرة القدم المحلية مثل حمادة شنح لاعب كفر الشيخ وإنبي السابق، وخيري محمد عبده، وإسماعيل فاروق هيكل.
وفي موسم 1996، حمل القدر لإبراهيم أولى محطات المجد، حين صعد إلى الفريق الأول تحت قيادة الراحل إبراهيم يوسف، نجم غزل المحلة الأسبق، ليجاور نجومًا كبارًا أبرزهم عبدالحميد بسيوني نجم الزمالك ومنتخب مصر، وجمال القادوم وشريف رضا وأشرف السعيد.
رحلة انتقالات بين الأندية
لم يكتفِ ابن كفر الشيخ بحدود محافظته، فكانت له محطات أخرى في ملاعب مصر فانتقل إلى نادي ناصف البورسعيدي وخلال تواجده في ذلك النادي البورسعيدي التقطه عين الراحل ميمي عبدالرازق، المدير الفني الأسبق للنادي المصري، ليضمه إلى غزل دمياط موسم 2000، وتألق موسمين متتاليين.
وفي عام 2002 انتقل إلى نادي سموحة السكندري، قبل أن ينتقل إلى أندية مطروح، منها الصفاقسي والسواحل وشبان مطروح.
وبعد تلك الرحلة عاد إلى مسقط رأسه في كفر الشيخ ليواصل العطاء مع فرق مثل قلين ومركز شباب شباس عمير وصندلا في دوري الدرجة الرابعة كما لعب لنادي الفتح بشبين الكوم في المنوفية في القسم الرابع، قبل أن يحط رحاله أخيرًا في نادي الرياض.
من لاعب إلى صانع حلم
لم يكن نادي الرياض يملك الكثير من الإمكانيات، بل كان يفتقر لأبسط أدوات المنافسة، لكن الدخاخني قرر أن يصنع المستحيل قبل انطلاق دوري القسم الرابع في 10 أكتوبر 2025.
واستطاع تجميع فريق كامل من لاعبين لم يسبق لهم الانضمام لأي نادٍ من قبل، باستثناء ثلاثة فقط إذ تبين أن هؤلاء اللاعبين من أبطال الدورات الرمضانية، الذين وجدوا في الدخاخني أملًا وفرصة للانطلاق.
مستوى طيب للاعبين
ورغم ضعف الإمكانيات وغياب الدعم المادي، إلا أن الفريق ظهر بمستوى طيب أشاد به الجميع، حتى وإن خانته الخبرة في بعض المباريات.
وكان سر ذلك النجاح، كما يقول الدخاخني، هو “الانتماء”، إذ جعل لاعبيه يتحملون نفقات انتقالهم على حسابهم الشخصي، وخلق فيهم روح المسؤولية تجاه ناديهم الوليد.
مدرب ولاعب
بعد مرور 3 جولات في دوري القسم الرابع كان الدخاخني يقود لاعبي الفريق فنيًا من خارج خطوط المستطيل الأخضر كمديرًا فنيًا للفريق، وفي ظل الاحتياج له يخلع عباءة المدير الفني ويرتدي قميص اللاعب.
يشارك الدخاخني مع لاعبي الفريق كقائد العلي في قلب الملعب يحركهم يمينًا ويسارًا موجهًا إياهم بالتزامهم بالتعليمات الموجهة لهم خلال المنافسة مع لاعبي الخصم في الملعب.
الرياض خرج من رحم المعاناة
في ختام حديثه لمصراوي قال إبراهيم سعد الدخاخني بصوتٍ يملؤه الأمل:”فريق الرياض خرج من رحم المعاناة الكروية.. مركز الرياض يجب أن يكون له ممثل في مسابقات كرة القدم المحلية فالمواهب هنا كثيرة وتستحق النظر والدعم. ننتظر من المسؤولين والمستثمرين أن يمنحوا هؤلاء الشباب فرصة، فهم مستقبل اللعبة في كفر الشيخ”.












