منوعات

لا تتجاهله.. خطوة واحدة في نظامك الغذائي تُقلل خطر السرطان الخفي

العلاقة بين التغذية وسرطان المرارة: دراسة تكشف دور البقوليات في الوقاية

أظهرت دراسة حديثة نشرت في “المجلة الأوروبية للتغذية” وجود صلة قوية بين النظام الغذائي وزيادة خطر الإصابة بسرطان المرارة، وهو مرض غالبًا ما يتم تشخيصه في مراحل متأخرة. تشير النتائج إلى أن بعض الأطعمة الشائعة في الحمية الحديثة قد تساهم في تطور هذا السرطان الصامت، مما يستدعي إعادة النظر في خياراتنا الغذائية. هذا المقال يستعرض تفاصيل الدراسة، العوامل المساهمة، وكيف يمكن لتغيير بسيط في نظامنا الغذائي أن يحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية.

دور الغذاء الحديث في تفاقم المخاطر

يشير خبراء الأورام إلى أن النمط الغذائي المعاصر، الذي يتميز بالإفراط في تناول الأطعمة فائقة المعالجة، يلعب دورًا متزايدًا في ارتفاع معدلات الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك سرطان المرارة. لا يقتصر الأمر على السعرات الحرارية الزائدة والدهون المشبعة، بل يمتد ليشمل تأثير هذه الأطعمة على الميكروبيوم، وهو مجتمع البكتيريا المعيشية في الأمعاء.

تعتبر الأطعمة المصنعة، على وجه الخصوص، مصدر قلق كبير. فقد أظهرت الدراسات السابقة ارتباطًا وثيقًا بين تناول اللحوم الحمراء والمصنعة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، وحتى سرطان الأمعاء. يعزى هذا الارتباط جزئيًا إلى وجود مركبات النترات في اللحوم المصنعة، والتي يمكن أن تتحول إلى مواد مسرطنة في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تفتقر هذه الأطعمة إلى الألياف والمغذيات الأساسية التي تدعم صحة الجهاز الهضمي.

قوة البقوليات: حل وقائي بسيط

في خطوة واعدة، كشفت دراسة أجراها باحثون دنماركيون عن حل وقائي بسيط وفعال: استبدال حصة أسبوعية واحدة فقط من اللحوم المصنعة بالبقوليات يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بسرطان المرارة. هذه النتيجة مهمة بشكل خاص لأنها تشير إلى أن إجراء تغييرات صغيرة في النظام الغذائي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة.

أكد البروفيسور دانيال إبسن، المعد الرئيسي للدراسة، أن هذا الانخفاض في الخطر، على الرغم من عدم وجود فهم كامل للآلية البيولوجية الدقيقة، يشير بقوة إلى أن الألياف الموجودة في البقوليات هي عنصر أساسي في هذا التأثير الوقائي. البقوليات، مثل العدس والفول والحمص، غنية بالألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، والتي تلعب دورًا حيويًا في صحة الجهاز الهضمي.

منهجية الدراسة والنتائج الإحصائية

اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات شاملة لأكثر من 121,593 مشاركًا من البنك الحيوي البريطاني. تم جمع البيانات من خلال استبيانات تفصيلية حول النظام الغذائي والعادات الصحية، بالإضافة إلى قياسات حيوية مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI). تمت متابعة المشاركين لمدة تزيد عن عقد من الزمن، مما سمح للباحثين بتحديد الارتباطات بين النظام الغذائي وتطور سرطان المرارة.

خلال فترة المتابعة، تم تسجيل 3,772 حالة إصابة بمرض المرارة. أظهرت التحليلات أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين تناول كميات أكبر من اللحوم الحمراء والمصنعة وزيادة خطر الإصابة. كما لوحظ أن المصابين غالبًا ما كانوا يعانون من مؤشر كتلة جسم مرتفع، ويدخنون بشكل أكبر، أو يستخدمون العلاج الهرموني البديل أو موانع الحمل الفموية.

الأهم من ذلك، أظهرت البيانات أن استبدال حوالي 80 جرامًا من اللحوم الحمراء المصنعة بالبقوليات أسبوعيًا يقلل من خطر الإصابة بأمراض المرارة بنسبة 3%. تجدر الإشارة إلى أن هذا التأثير الوقائي لم يظهر عند استبدال اللحوم بالدواجن أو الأسماك، مما يؤكد الدور الفريد للبقوليات في الحماية من هذا المرض.

الآليات البيولوجية المقترحة

يرجح الباحثون أن التأثير الإيجابي للبقوليات يعود إلى آليتين رئيسيتين:

  • دعم صحة الأمعاء: تساعد ألياف البقوليات في تحفيز نمو البكتيريا المحللة للألياف في الأمعاء، مما يحسن وظائف الجهاز الهضمي. هذا مهم بشكل خاص لأن الدراسات السابقة أظهرت أن مرضى سرطان القناة الصفراوية غالبًا ما يعانون من مستويات أقل من البكتيريا النافعة في أمعائهم.
  • تنظيم الكوليسترول: تساهم البقوليات في خفض مستويات الكوليسترول الضار وتقليل الدهون المشبعة. تعمل الألياف القابلة للذوبان كـ “إسفنجة” تمتص العصارة الصفراوية الغنية بالكوليسترول، مما يساعد الجسم على التخلص منها قبل أن يتم امتصاصها، وبالتالي تقليل خطر تكون حصوات المرارة.

عوامل الخطر والتحذيرات المتعلقة بمرض المرارة

تشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) إلى أن عوامل مثل السمنة، والحميات الغذائية الغنية بالدهون والفقيرة بالألياف، وفقدان الوزن السريع، تزيد جميعها من خطر تشكل حصوات المرارة. تعتبر حصوات المرارة عامل الخطر الأبرز لـ سرطان المرارة، حيث تزيد من احتمالية الإصابة بخمسة أضعاف.

من المهم أن ندرك أن سرطان المرارة غالبًا ما يكون مرضًا خفيًا، حيث لا تظهر الأعراض إلا في المراحل المتقدمة. تشمل هذه الأعراض اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، وحكة الجلد، وآلام البطن، والغثيان والقيء، وتغير لون البول والبراز. إذا ظهرت أي من هذه الأعراض، فمن الضروري استشارة الطبيب على الفور.

الخلاصة: استثمار في صحة المرارة من خلال التغذية

تؤكد هذه الدراسة على أهمية النظام الغذائي في الوقاية من سرطان المرارة. إن استبدال حصة أسبوعية واحدة من اللحوم المصنعة بالبقوليات هو تغيير بسيط ولكنه فعال يمكن أن يقلل من خطر الإصابة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على وزن صحي، وتناول نظام غذائي غني بالألياف وقليل الدهون، وتجنب فقدان الوزن السريع، كلها خطوات مهمة لحماية صحة المرارة. لا تتردد في دمج البقوليات في وجباتك اليومية كجزء من استراتيجية وقائية شاملة.

اقرأ أيضًا:

  • 6 أعراض شائعة في المسالك البولية قد تشير إلى سرطان صامت
  • 5 عادات ليلية تعزز خصوبة الرجال
  • الشاي الأخضر: 5 أضرار و4 فئات ممنوعة من تناوله
  • عائلة برازيلية تتذوق أغلى بيتزا بالنمل.. فيديو يثير الدهشة
  • تغيرات فلكية.. تعرف على الأبراج الأكثر حظًا قبل عام 2026

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى