يشكل السكري ودعامات القلب تحديًا صحيًا معقدًا يتطلب اهتمامًا خاصًا ونظامًا صارمًا للمتابعة. فمع تزايد أعداد مرضى السكري عالميًا، يرتفع أيضًا عدد المصابين بأمراض القلب الذين يحتاجون إلى إجراءات مثل تركيب الدعامات. يركز هذا المقال على التوصيات الهامة التي قدمها الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة، لمرضى السكري الذين يعانون من دعامات في القلب، بهدف تحسين جودة حياتهم وتقليل المخاطر الصحية. سنستعرض معًا أهم النصائح والإرشادات التي يجب على هؤلاء المرضى اتباعها للحفاظ على صحتهم القلبية والسيطرة على مستويات السكر في الدم.
أهمية التحكم في السكري لصحة القلب والدعامات
يؤكد الدكتور حسام موافي على أن التحكم الدقيق في نسبة السكر في الدم هو حجر الزاوية في صحة مرضى السكري ودعامات القلب. فارتفاع السكر يضر بالأوعية الدموية، مما يزيد من خطر انسداد الدعامات أو حدوث مضاعفات أخرى في القلب. بالإضافة إلى ذلك، يزيد السكري غير المتحكم فيه من فرص حدوث التهابات وأكسدة، وهي عوامل تساهم في تفاقم أمراض القلب.
العلاقة بين السكري وتصلب الشرايين
السكري يعتبر من أهم عوامل الخطر لتصلب الشرايين، وهي الحالة التي تتراكم فيها الدهون والكوليسترول وغيرها من المواد داخل الشرايين، مما يؤدي إلى تضييقها وتقليل تدفق الدم. هذا التضييق يمكن أن يسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية. بالنسبة للمرضى الذين لديهم دعامات، فإن تصلب الشرايين في مناطق أخرى من القلب يمكن أن يقلل من فعالية الدعامات ويزيد من الحاجة إلى إجراءات إضافية.
التدخين: العدو الأول لدعامات القلب
لا يتردد الدكتور موافي في وصف التدخين بأنه “العدو الأول واللدود” لدعامات القلب. فالنيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في السجائر تلحق أضرارًا كبيرة بالأوعية الدموية، مما يزيد من خطر تجلط الدم وانسداد الدعامات. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التدخين سلبًا على قدرة الجسم على إصلاح الأضرار التي لحقت بالشرايين.
النشاط البدني وأثرة على صحة القلب
ينصح الدكتور حسام موافي مرضى القلب الذين يعانون من السكري ولديهم دعامات بممارسة المشي يوميًا، مع التأكيد على ضرورة أن تكون عضلة القلب في حالة جيدة. فالنشاط البدني المنتظم يساعد على تحسين الدورة الدموية، وخفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، وتعزيز صحة القلب بشكل عام.
كيف تبدأ برنامجًا للمشي؟
من الضروري البدء ببطء وزيادة مدة وشدة المشي تدريجيًا. يجب استشارة الطبيب قبل البدء في أي برنامج رياضي جديد، خاصة إذا كان المريض يعاني من مضاعفات قلبية أخرى. يمكن البدء بالمشي لمدة 10-15 دقيقة يوميًا، ثم زيادة المدة تدريجيًا حتى الوصول إلى 30-60 دقيقة في معظم أيام الأسبوع.
النظام الغذائي الصحي: رفيق العلاج
يشدد الدكتور موافي على أن الدواء وحده لا يكفي لعلاج السكري ودعامات القلب. فالتزام المريض بنظام غذائي صحي هو جزء أساسي من العلاج. يجب أن يركز النظام الغذائي على الأطعمة الغنية بالألياف، والفواكه والخضروات، والبروتينات الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة.
الأطعمة التي يجب تجنبها
يجب على مرضى السكري والقلب تجنب الأطعمة المصنعة، والأطعمة السريعة، والمشروبات السكرية، والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والكوليسترول. كما يجب تقليل تناول الملح، حيث يمكن أن يساهم في ارتفاع ضغط الدم.
تجنب الانفعالات الشديدة: مفتاح الاستقرار
يحذر الدكتور موافي مرضى القلب الذين لديهم دعامات ويعانون من السكري من الانفعالات الشديدة. فالانفعالات تطلق هرمونات التوتر التي ترفع ضغط الدم ومستوى السكر في الدم، مما يزيد من الضغط على القلب والدعامات. ويشير إلى أن تأثير الانفعال السلبي يمكن أن يوازي تأثير تناول وجبة غير صحية. و بالتالي، تعلم تقنيات إدارة الإجهاد، مثل التأمل واليوغا، يمكن أن يكون مفيدًا للغاية.
أهمية المتابعة الدورية مع الطبيب
بالإضافة إلى اتباع هذه النصائح، من الضروري جدًا أن يلتزم مرضى السكري ودعامات القلب بالمتابعة الدورية مع الطبيب المعالج و فريق الرعاية الصحية. هذه المتابعة تساعد على مراقبة الحالة الصحية، وتعديل العلاج عند الحاجة، والكشف المبكر عن أي مضاعفات محتملة. يشمل ذلك فحوصات الدم المنتظمة لقياس مستويات السكر والكوليسترول ووظائف الكلى، بالإضافة إلى تخطيط القلب وفحوصات الأشعة لتقييم وظيفة القلب والدعامات.
في الختام، إن التعامل مع السكري ودعامات القلب يتطلب التزامًا كاملاً بنمط حياة صحي، يشمل التحكم في السكر، والإقلاع عن التدخين، وممارسة النشاط البدني، واتباع نظام غذائي متوازن، وتجنب الانفعالات الشديدة، والمتابعة الدورية مع الطبيب. باتباع هذه التوصيات، يمكن للمرضى تحسين صحتهم القلبية، وتقليل المخاطر الصحية، والعيش حياة أطول وأكثر نشاطًا. ندعوكم دائمًا إلى استشارة طبيبكم للحصول على خطة علاجية مخصصة تناسب حالتكم الصحية.
