كيف تؤثر الخلايا المناعية على تصلب الشرايين

تصلب الشرايين من الأمراض الخطيرة التي تهدد صحة القلب والأوعية الدموية، وتشكل سبباً رئيسياً للوفاة حول العالم. لطالما ارتبط تصلب الشرايين بارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، ولكن دراسة حديثة أجراها باحثون روسيون كشفت عن آلية أكثر تعقيداً تلعب دوراً حاسماً في تكون اللويحات داخل الأوعية الدموية، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. هذه الدراسة تلقي الضوء على أهمية دور الجهاز المناعي في هذه العملية، وتحديداً الخلايا البلعمية، وكيف تتأثر بوظائف الأيض.
آلية جديدة لتكون اللويحات في الشرايين
لم يعد الأمر مجرد ارتفاع في الكوليسترول. أظهرت الأبحاث أن البرمجة الأيضية للخلايا المناعية، وخاصة الخلايا البلعمية، لها تأثير كبير على استقرار اللويحات وتطورها. هذه الخلايا، التي تعتبر جزءاً أساسياً من جهاز المناعة، تتغير وظيفتها عندما تتعرض لتغيرات في بيئتها الأيضية، مما يؤدي إلى نشاط غير طبيعي يؤثر على كيفية معالجتها للدهون والأحماض الأمينية.
دور الخلايا البلعمية في تطور المرض
ركزت الدراسة على نشاط الخلايا البلعمية في ثلاثة مواقع رئيسية: الأوعية الدموية، الأنسجة الدهنية، والكبد. وتبين أن هذا النشاط يترافق مع نمط أيضي مميز في تطور تصلب الشرايين. لاحظ الباحثون زيادة في نشاط جزيئات معينة مثل Trem2 وFolr2 وSlc7a7، مما يشير إلى تحولات في وظيفة الخلايا المناعية وكيفية تفاعلها مع الدهون المتراكمة داخل جدران الأوعية.
التركيز على ناقل الأحماض الأمينية Slc7a7
أحد الجزيئات التي حظيت باهتمام خاص هو ناقل الأحماض الأمينية Slc7a7، والذي يلعب دوراً مهماً في استقلاب الغلوتامين. أظهرت التجارب المعملية أن تعطيل هذا البروتين يقلل بشكل ملحوظ من قدرة الخلايا البلعمية على امتصاص الدهون المعدلة.
وهذا له تأثير مباشر على منع تحول هذه الخلايا إلى ما يعرف بـ “الخلايا الرغوية”، وهي المكون الأساسي للويحات التي تتراكم في الشرايين وتعيق تدفق الدم. الخلايا الرغوية هي خلايا بلعمية ابتلعت كميات كبيرة من الكوليسترول المؤكسد، مما يجعلها متورمة ومليئة بالدهون.
فهم جديد لتصلب الشرايين: ما بعد الكوليسترول
تعتبر هذه النتائج بمثابة نقطة تحول في فهمنا لآلية تصلب الشرايين. فبدلاً من التركيز فقط على خفض مستويات الكوليسترول في الدم، يجب أن نأخذ في الاعتبار أيضاً طريقة تفاعل الخلايا المناعية مع المغذيات المختلفة.
هذا يعني أن النظام الغذائي والظروف الأيضية العامة للجسم يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تطور المرض. فالتغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم قد يساعدان في تحسين وظيفة الخلايا المناعية وتقليل خطر تكون اللويحات.
أهمية البحث وتأثيره المحتمل
تكمن أهمية هذا البحث في أنه يفتح آفاقاً جديدة لتطوير علاجات أكثر فعالية لـ تصلب الشرايين. فبدلاً من مجرد استهداف الكوليسترول، يمكننا الآن التفكير في استهداف العمليات الأيضية داخل الخلايا المناعية، وبالتالي منع تكون اللويحات أو تثبيت اللويحات الموجودة وتقليل خطر تمزقها.
الوقاية من تصلب الشرايين: خطوات ضرورية
بالإضافة إلى العلاجات الدوائية المحتملة، هناك العديد من الخطوات التي يمكن للأفراد اتخاذها للوقاية من تصلب الشرايين وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. تشمل هذه الخطوات:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الإقلاع عن التدخين.
- السيطرة على ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.
- إجراء فحوصات طبية دورية للكشف المبكر عن أي علامات للتصلب.
الخلاصة
لقد قدمت الدراسة الروسية رؤى جديدة ومهمة حول الآلية المعقدة لتكون اللويحات في الشرايين. من خلال التركيز على دور الخلايا المناعية والعمليات الأيضية، يمكننا الآن فهم تصلب الشرايين بشكل أفضل وتطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية أكثر فعالية. لا يزال هناك الكثير من الأبحاث التي يجب إجراؤها، ولكن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو مكافحة هذا المرض الخطير وحماية صحة القلب والأوعية الدموية. نحث القراء على استشارة أطبائهم لمناقشة عوامل الخطر الخاصة بهم واتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على صحة قلوبهم.
اقرأ أيضاً:
- أبرز فيروسات أثارت الجدل في 2025.. احذر هذه الأعراض
- الإنفلونزا الخارقة تضرب بريطانيا.. أعراض مفاجئة وتحذيرات من العدوى السريعة
- عدو القلب.. تقليل نوع واحد من الدهون قد ينقذك من الجلطة
- احذر الجفاف.. 7 إشارات تنبهك لنقص الماء في جسمك
- أعشاب تدمر الكلى وأخرى تحميها.. “توخى الحذر قبل التناول”












