حملة العودة الى المدرسة: بناء مستقبل مشرق بدعم من تكية ام علي
مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، تمتلئ قلوب العديد من الأطفال بمشاعر الفرحة والحماس لشراء مستلزماتهم المدرسية الجديدة. ومع ذلك، فإن هذه الفترة تحمل عبئًا ثقيلًا على آلاف الأسر غير القادرة على توفير أبسط الاحتياجات التعليمية لأطفالهم. هنا يبرز دور المبادرات الإنسانية، مثل حملة العودة الى المدرسة، التي تنظمها تكية ام علي، لتمثل جسر أمل يعبر من خلاله الطلاب المحتاجون نحو عام دراسي ناجح ومشرق.
لماذا تعتبر هذه الحملة ضرورية؟
التعليم هو حجر الأساس لبناء أي مجتمع، وأي عائق يعترض طريق الطالب قد يحرمه من حقه الأساسي في التعلم والنمو. تخيل طفلًا يذهب إلى المدرسة دون حقيبة تحمل كتبه، أو دون زي مدرسي يوحد زملاءه، أو حتى دون معطف يدفئه من برد الشتاء. هذه التفاصيل، التي قد تبدو بسيطة للبعض، يمكن أن تكون سببًا في تسرب الأطفال من المدارس أو فقدانهم للثقة بأنفسهم.
من خلال حملة التكية، لا يتم توفير المستلزمات المادية فحسب، بل يتم أيضًا غرس رسالة أعمق في نفوس الطلاب وأسرهم: رسالة تقول إنهم ليسوا وحدهم وأن مجتمعهم يدعمهم ويراهن على نجاحهم.
كيف تعمل الحملة؟
تعتمد الحملة على نظام تبرعات مرن يسمح للمتبرعين باختيار نوع الدعم الذي يرغبون في تقديمه، مما يجعل المشاركة عملية ومباشرة. تشمل خيارات التبرع:
- حقيبة مدرسية: تحتوي على الأدوات الأساسية للطالب.
- زي مدرسي: للمرحلة الابتدائية، ليشعر الطالب بالانتماء والمساواة.
- معطف واقٍ من المطر: لحماية الطلاب من تقلبات الطقس.
- طرد مدرسي متكامل: يجمع بين الحقيبة والمستلزمات والمواد الغذائية الأساسية.
تبدأ قيمة التبرعات من 6 دنانير لتوفير لوح تمر، وهو رمز للعطاء في الثقافة المحلية، وصولاً إلى 28 دينارًا لتوفير طرد مدرسي وحقيبة كاملة. هذه الأسعار المدروسة تجعل التبرع في متناول الجميع، وتسمح لأكبر عدد ممكن من الناس بالمشاركة في صنع الفرق.
الدور المحوري لتكية ام علي
لا تأتي هذه الحملة من فراغ، بل هي امتداد لرؤية مؤسسة راسخة في العمل الخيري. تكية ام علي ليست مجرد منظمة إغاثة عابرة، بل هي مؤسسة رائدة في مكافحة الجوع والفقر في الأردن، تتمتع بخبرة عميقة وشفافية عالية في إدارة المشاريع الخيرية. لطالما آمنت التكية بأن مكافحة الجوع لا تقتصر على الطعام فحسب، بل تشمل أيضًا مكافحة “جوع” الفرص، سواء كانت تعليمية أو معيشية.
باستخدام منهجية علمية وشرعية واضحة، تضمن التكية وصول كل تبرع إلى مستحقيه بالكامل، دون أي اختزال أو إهدار. لقد وزعت التكية أكثر من 2.3 مليون طرد غذائي على الأسر المحتاجة، وهو دليل على قدرتها التنظيمية ومصداقيتها التي اكتسبتها على مر السنوات.
تأثيرك أكبر مما تتخيل
عندما تتبرع، أنت لا تشتري حقيبة أو معطفًا فقط. أنت تشارك في:
- رفع العبء المادي: عن كاهل الأسرة، مما يمكنها من توجيه مواردها المحدودة نحو احتياجات أخرى.
- تعزيز الثقة النفسية: للطالب، الذي سيدخل الفصل وهو مستعد ومتساوٍ مع أقرانه.
- محاربة التسرب المدرسي: بتوفير بيئة تعليمية مناسبة تشجع الطالب على المواظبة والتفوق.
- استثمار في المستقبل: لأن تعليم جيل اليوم هو أفضل ضمانة لبناء غدٍ أفضل.
كلمة أخيرة
في النهاية، تبقى الأعمال الخيرية هي اللغة العالمية التي يفهمها الجميع. مبادرات مثل هذه لا تقيس قيمتها بالمال الذي يتم جمعه، بل بعدد الابتسامات التي ترسمها على وجوه الأطفال، وعدد الأحلام التي تساعد في إحيائها، وعدد العائلات التي تمنحها الأمل. إنها شراكة حقيقية بين من يملكون الموارد ومن يملكون الإرادة، لتذليل العقبات وبناء مسار واضح نحو النجاح. كل مساهمة، مهما كان حجمها، هي لبنة في صرح هذا البناء الإنساني العظيم.












