بعد فسخ الخطوبة.. رجل يطالب باسترداد الهدايا والمهر

في تطور غريب أثار جدلاً واسعاً، لجأ رجل صيني إلى القضاء مطالباً باسترداد أموال أنفقها على خطيبته السابقة، متهمًا إياها بـ “الإسراف” خاصة في تناول الطعام من مطعم عائلته. هذه القضية، التي سلطت الضوء على مسألة الخُطبة والإنفاق في الصين، أصبحت حديث منصات التواصل الاجتماعي، وتطرح تساؤلات حول الحدود المالية والعاطفية في العلاقات قبل الزواج.
تفاصيل القضية المثيرة للجدل: مطالبة مالية بعد انتهاء الخطوبة
بدأت القصة في مقاطعة خبي بشمال شرق الصين، حيث تعرف الشاب “هي” والآنسة “وانج” عبر وسيط زواج تقليدي قبل أن يعلنا خطوبتهما. بعد الخطوبة، انتقلت “وانج” لمساعدة خطيبها في إدارة مطعم عائلته المتخصص في وجبة “مالاتانج” الشهيرة – وهي عبارة عن حساء حار يضم اللحوم والخضروات والمعكرونة. لكن الأمور لم تسر على ما يرام، ووصلت إلى طريق مسدود.
“هي” ادعى أن خطيبته كانت تكتفي بأداء المهام السهلة في المطعم، والأهم من ذلك، أنها كانت تستهلك كميات كبيرة من الطعام، وتحديداً وجبة “مالاتانج”، لدرجة أن ما يتم بيعه لا يكفي لسد احتياجاتها. إثر ذلك، قرر “هي” رفع دعوى قضائية للمطالبة بتعويض عن هذه “النفقات الزائدة”، بالإضافة إلى المهر الأولي الذي دفعه.
المطالبات المالية وتفاصيل الإنفاق
طالب “هي” باسترداد 20 ألف يوان (حوالي 2800 دولار) وهو المبلغ الذي دفعه كـ مهر لعائلة “وانج”، بالإضافة إلى 30 ألف يوان (حوالي 4200 دولار) تعويضًا عن المشتريات الشخصية التي قام بها لها خلال فترة الخطوبة. وتضمنت هذه المشتريات ملابس وحتى زوج من الجوارب السوداء، بحسب ما ورد في التقارير.
هذه التفاصيل الدقيقة للإنفاق هي التي أثارت الدهشة والجدل، حيث رأى البعض أن “هي” يبالغ في حساباته ويحاول استغلال علاقته السابقة لتحقيق مكاسب مالية.
رد فعل خطيبته السابقة ودفاعها أمام المحكمة
لم تقف “وانج” مكتوفة الأيدي أمام هذه الادعاءات، بل دافعت عن نفسها بقوة أمام المحكمة. وقالت إن تركيز خطيبها السابق على حساب كل صغيرة وكبيرة كان مبالغًا فيه، وأكدت أنها كانت خطيبته وليس موظفة لديه. وأضافت أن هذا التركيز يظهر مدى ضيق أفق تفكيره وعدم احترامه لمشاعرها.
هذا الرد أثار تعاطفاً واسعاً مع “وانج” وأبرز أنها كانت تعتبر العلاقة شراكة عاطفية، وليست اتفاقية تجارية. كما لفت الانتباه إلى التوقعات غير الواقعية التي قد يفرضها بعض الرجال على خطيباتهم فيما يتعلق بالمشاركة في الأعمال العائلية والإنفاق.
حكم المحكمة وردود فعل المجتمع حول الخُطبة
بعد دراسة القضية، حكمت المحكمة برفض دعوى “هي” باسترداد المبلغ الخاص بالمشتريات الشخصية، معللة ذلك بأن هذه الأمور تحمل قيمة عاطفية للطرفين ولا يمكن تقييمها ماليًا. في المقابل، أمرت المحكمة بإعادة نصف مبلغ المهر، أي 10 آلاف يوان، إلى “هي”.
على الرغم من أن الطرفين قبلا الحكم، إلا أن القضية أثارت عاصفة من ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين. تباينت التعليقات بين السخرية والانتقاد والإعجاب. فقد كتب أحدهم ساخرًا: “لو كان بهذه الدقة في الحسابات، لماذا لم يدفع لها راتبًا؟”، بينما علق آخر: “يستحق خادمة وليس زوجة”. وفي المقابل، أشاد الكثيرون بـ “وانج” لإنهاء العلاقة مع رجل اعتبروه بخيلاً.
المهر في الثقافة الصينية: تقليد أم عبء؟
تأتي هذه القضية لتسلط الضوء على مسألة المهر المتجذرة في الثقافة الصينية. فالمهر تقليد قديم يدفعه عائلة العريس إلى عائلة العروس كنوع من التعبير عن الجدية تجاه العلاقة والرغبة في الزواج. ومع ذلك، أصبح هذا التقليد مثار جدل في السنوات الأخيرة، حيث يرى البعض أنه يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على العائلات، وربما يعيق فرص الزواج للشباب. في المقابل، يصر آخرون على أنه جزء أساسي من التقاليد والعادات، ويعكس احترام العريس لعائلة عروسه. إن الجدل حول الخُطبة ومبالغها يزداد حدة في الصين مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها البلاد.
الخلاصة: توازن بين التقاليد والحقوق الفردية
تُعد قضية “هي” و”وانج” بمثابة جرس إنذار حول أهمية وضع حدود واضحة فيما يتعلق بالإنفاق والمسؤوليات المالية في العلاقات قبل الزواج. كما أنها تؤكد على ضرورة احترام التوازن بين التقاليد والحقوق الفردية، وتجنب التحول إلى علاقات مبنية على المصلحة المادية بدلاً من المودة والتفاهم. من الواضح أن هذه القضية ستستمر في إثارة النقاش حول الإنفاق الزائد في فترة الخطوبة، وأهمية الحوار المفتوح والصريح بين الطرفين حول التوقعات المالية والعاطفية. هل يمكنك مشاركتنا برأيك في هذه القضية؟ وهل تعتقد أن المهر يجب أن يكون جزءًا من الزواج الحديث؟












