منوعات

الأغلى في العالم.. بيضة تعرض للبيع بسعر 20 مليون جنيه

في عالم التحف الفاخرة، تظهر قطع نادرة تحمل في طياتها قصصًا وحضارات بأكملها. ومن بين هذه الروائع، تستعد بيضة فابرجيه الإمبراطورية المعروفة باسم “بيضة الشتاء” للعودة إلى دائرة الضوء، مع توقعات بتحطيم الأرقام القياسية في المزادات العالمية. هذه التحفة الفنية، التي تقدر قيمتها بأكثر من 26 مليون دولار، ليست مجرد قطعة مجوهرات، بل هي رمز للفن الروسي الملكي والتاريخ العريق لدار فابرجيه.

تاريخ عريق وندرة لا مثيل لها لبيضة فابرجيه “الشتاء”

تعتبر بيضة فابرجيه “الشتاء” من أندر القطع التي أنتجتها دار فابرجيه، حيث أنها واحدة من ثلاث بيضات إمبراطورية فقط لا تزال في ملكية خاصة وقابلة للبيع من أصل 50 بيضة صنعت على الإطلاق. معظم هذه البيضات الثمينة معروضة الآن في المتاحف والمؤسسات حول العالم، بينما فقدت سبع منها بشكل نهائي، مما يزيد من قيمة وأهمية البيضة المعروضة. هذه الندرة تجعلها محط أنظار هواة جمع التحف والمستثمرين على حد سواء.

من أين أتت هذه القيمة التاريخية؟

تعود جذور هذه القيمة إلى الفترة التي صنعت فيها البيضة، وهي عصر الإمبراطورية الروسية. كانت بيضات فابرجيه تُقدم كهدايا من الإمبراطور إلى زوجته أو أفراد العائلة المالكة في مناسبات خاصة، مثل عيد الفصح. “بيضة الشتاء” تحديدًا، أهديت في الأصل إلى الإمبراطورة الأرملة ماريا فيودوروفنا، والدة الإمبراطور نيقولا الثاني، مما يضفي عليها هالة من الفخامة والارتباط بالعائلة المالكة الروسية.

تصميم فريد يجسد جمال الطبيعة

لا تقتصر قيمة بيضة فابرجيه “الشتاء” على تاريخها وندرتها، بل تتعداها إلى تصميمها الاستثنائي الذي يجسد جمال الطبيعة. نحتت البيضة من كتلة واحدة من الكوارتز الشفاف، مما يجعلها تبدو وكأنها قطعة جليد متجمدة. زينت البيضة برقائق ثلج مرصعة بألماس مقطوع على شكل وردة، مما يضفي عليها بريقًا ساحرًا. القاعدة المصنوعة من البلاتين تحاكي ذوبان الثلج في بداية فصل الربيع، مما يكمل الصورة البصرية الرائعة.

لمسة فنية من ألما بيل

يعود الفضل في هذا التصميم المذهل إلى ألما بيل، إحدى أبرز الحرفيات في ورش فابرجيه. استوحت ألما فكرتها من بلورات الجليد المتشكلة على نافذة ورشتها، وحولتها إلى تحفة فنية خالدة. تعتبر ألما بيل من الأسماء اللامعة في تاريخ دار فابرجيه، وقد اشتهرت بقدرتها على تحويل الأفكار البسيطة إلى قطع فنية معقدة ومتقنة.

صعود وهبوط قيمة بيضة الشتاء في المزادات

شهدت بيضة فابرجيه “الشتاء” ارتفاعًا ملحوظًا في قيمتها على مر السنين. ظهرت البيضة لأول مرة في الأسواق عام 1994، حيث حققت رقمًا قياسيًا بمبلغ يتجاوز 5.6 مليون دولار. ثم كسرت هذا الرقم مرة أخرى في عام 2002، عندما بيعت مقابل 9.6 مليون دولار. واليوم، تعود البيضة إلى الواجهة، مع توقعات بتسجيل رقم قياسي تاريخي جديد في عالم المزادات، يتجاوز 26 مليون دولار.

العوامل المؤثرة في ارتفاع الأسعار

يرجع هذا الارتفاع في الأسعار إلى عدة عوامل، منها: زيادة الطلب على التحف الفاخرة، الندرة المتزايدة لبيض فابرجيه، الأداء القوي لسوق المزادات بشكل عام، والاهتمام المتزايد بالتراث الثقافي الروسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تاريخ البيضة وارتباطها بالعائلة المالكة الروسية يضفي عليها قيمة إضافية في نظر هواة الجمع.

آراء الخبراء في قيمة “بيضة الشتاء”

يشير كيران مكارثي، المدير المشارك لشركة “Wartski” البريطانية المتخصصة في أعمال فابرجيه، إلى أن “بيضة الشتاء” تعتبر أعظم ما صممته الدار، وواحدة من أكثر القطع ندرة في سوق التحف العالمية. وهو يؤكد أن ثلاثة فقط من البيض الإمبراطوري متاح حاليًا للبيع.

كما توافقه الرأي مارغو أوغانسيان، رئيسة قسم الفنون الروسية في كريستيز، والتي وصفت البيضة بأنها الأكثر إبداعًا وروعة بين جميع البيض الإمبراطوري. تشدد مارغو على أن التصميم المبتكر والحرفية المتقنة يجعل “بيضة الشتاء” تحفة فنية فريدة من نوعها.

مستقبل بيضة فابرجيه “الشتاء” والاهتمام بالتحف الروسية

تُعد بيضة فابرجيه “الشتاء” أكثر من مجرد قطعة فنية؛ إنها استثمار محتمل ورمز للتاريخ والثقافة الروسية. مع استمرار الاهتمام المتزايد بالتحف الروسية، من المتوقع أن تحافظ هذه البيضة على قيمتها العالية، بل وقد ترتفع أكثر في المستقبل. سواء انتهى بها المطاف في يد جامع خاص أو في متحف مرموق، ستظل “بيضة الشتاء” شاهدة على عصر من الفخامة والإبداع. الاهتمام بدار فابرجيه والتحف الروسية بشكل عام في ازدياد مستمر، مما يجعل هذه القطع ذات قيمة متزايدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المزادات تساهم في إحياء الاهتمام بالفن الروسي وتاريخه الغني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى