هذا ما قالته الناقدة ماجدة موريس عن فيلم “الست”

فيلم “الست” لأم كلثوم: نظرة نقدية شاملة على العمل السينمائي الملحمي
يشكل فيلم الست حديث الساعة في عالم السينما العربية، ويثير جدلاً واسعاً حول طريقة تناول السيرة الذاتية لكوكب الشرق، أم كلثوم. الفيلم الذي أخرجه مروان حامد وكتبه أحمد مراد، لم يخلُ من الجدل والانتقادات، ولكنه في الوقت نفسه ترك انطباعاً قوياً لدى الكثيرين. هذا المقال يقدم تحليلاً شاملاً لـ فيلم الست، مستنداً إلى تعليقات الناقدة الفنية ماجدة موريس، ومستكشفاً جوانب القوة والضعف في هذا العمل السينمائي الطموح. كما سنناقش أهمية أفلام السيرة الذاتية في الحفاظ على الذاكرة الثقافية، وتأثيرها على الجمهور.
فيلم الست: بين التقدير والانتقاد
أثارت إطلالة منى ذكي بشخصية أم كلثوم الكثير من ردود الأفعال المتباينة، كما هو الحال مع أي ممثلة تجسد شخصية محبوبة وراسخة في أذهان الجمهور. الناقدة ماجدة موريس أشارت إلى أن هذا الجدل تكرر سابقاً مع الفنانة صابرين في المسلسل التلفزيوني الذي قدمها في دور أم كلثوم. وتؤكد موريس أن الشبه الخارجي ليس المعيار الأساسي لنجاح الأداء، بل الإجادة، والاجتهاد، والتغلغل في روح الشخصية.
فيلم الست لم يكن مجرد سرد للأحداث، بل محاولة لتقديم زوايا جديدة لمسيرة أم كلثوم المعروفة، وإعادة تقديم القصص المأثورة بطريقة عصرية تجمع بين الصورة والتقنيات الحديثة. هذا الجانب الإبداعي حظي بتقدير خاص من موريس التي رأت أن الفيلم نجح في التفاعل معها وإثارة اهتمامها، رغم بعض الملاحظات التي وجدتها أثناء المشاهدة.
رحلة أم كلثوم: من القرى إلى الأضواء
يقدم فيلم الست لمحة عن طفولة أم كلثوم في قرية طماي الزهايرة، محافظة الدقهلية، وكيف اكتشف والدها موهبتها الغنائية. كما يسلط الضوء على انتقالها إلى القاهرة وبداية صعودها الفني، بدءاً من الغناء في الموالد والحفلات الخاصة، وصولاً إلى الأضواء والشهرة.
القاهرة.. نقطة التحول
تصف موريس مشهد وصول أم كلثوم (الفيلم) إلى القاهرة بأنه بالغ الأهمية، حيث يمثل بداية تحول كبير في حياتها. الفيلم يجسد ببراعة التباين بين الحياة الريفية البسيطة والحياة الحضرية الصاخبة، وكيف تعاملت أم كلثوم مع هذا التغيير الجذري. وتضيف أن هذا الجزء من الفيلم يعكس قوة شخصية أم كلثوم وإصرارها على تحقيق طموحاتها، حتى في مواجهة الصعاب والتحديات.
مقابلات مع كبار الشخصيات
بالإضافة إلى ذلك، يركز الفيلم على بعض العلاقات الهامة في حياة أم كلثوم، مثل علاقتها بالشاعر أحمد رامي والملحن محمد القصبجي. إلا أن موريس تشير إلى أن الفيلم أغفل بعض الشخصيات المؤثرة الأخرى في مسيرتها، مثل زكريا أحمد ورياض السنباطي، بالإضافة إلى أعضاء فرقتها الموسيقية.
بناء الفيلم: اختيارات المخرج والكاتب
يتميز فيلم الست ببنية غير تقليدية لأفلام السيرة الذاتية. فهو لا يقدم سردًا زمنيًا كاملاً لحياة أم كلثوم، بل يختار أجزاءً معينة من حياتها لتكون شاهدة عليها ومعبرة عنها. تبدأ أحداث الفيلم بمشهد من نهاية عام 1967، حيث ذهبت أم كلثوم للغناء في باريس لدعم المجهود الحربي، ثم يعود إلى طفولتها في القرية، لينتهي نفس المشهد (السقوط على المسرح) ليكتمل بنهوضها ونجاحها.
أهمية الاختيارات الفنية
يؤكد أحمد مراد ومروان حامد، من خلال اختياراتهما الفنية، أهمية عملية الاختيار في أي عمل فني. فلا يمكن تقديم قصة حياة غنية ومتنوعة مثل قصة أم كلثوم بشكل كامل، بل يجب التركيز على الجوانب الأكثر أهمية وتأثيرًا. وعلى الرغم من أن بعض الاختيارات قد أثارت استياء البعض، إلا أنها تعكس رؤية خاصة للمخرج والكاتب، وتسلط الضوء على جوانب معينة في شخصية أم كلثوم لم يتم التركيز عليها من قبل.
فيلم الست: وصلة بين الماضي والحاضر
في الختام، يمكن القول أن فيلم الست هو عمل سينمائي يثير الجدل ويستفز التفكير. إنه ليس مجرد فيلم سيرة ذاتية، بل محاولة لإعادة إحياء ذكرى كوكب الشرق وتقديمه للجيل الجديد. وعلى الرغم من وجود بعض الملاحظات والانتقادات، إلا أن الفيلم يستحق التقدير لما يقدمه من جهد وإبداع في مجال الإخراج والتصوير والمونتاج والتمثيل. كما أنه يفتح الباب أمام نقاشات أوسع حول كيفية تناول التاريخ والذاكرة الثقافية في الأعمال الفنية.
الفيلم يقدم لنا فرصة للتأمل في رحلة صعود أم كلثوم، وتحدياتها، وإنجازاتها، وتقييم إرثها الفني والوطني. ويبقى السؤال الأهم: هل استطاع صناع الفيلم تقديم رؤية منصفة لأم كلثوم، أم أنهم قدموا لنا جزءًا من الحقيقة فقط؟ هذا السؤال يترك للمشاهد حرية التفكير والتقييم.
اقرأ أيضاً:
من كواليس “لا ترد ولا تستبدل”.. أحمد السعدني يروج للمسلسل
“حلقة طرش”.. أحمد العوضي ضيف إسعاد يونس في “صاحبة السعادة” الأحد المقبل.












