ماذا حدث بحفل افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان القاهرة للسينما
11:13 ص
الجمعة 29 نوفمبر 2024
كتب- هاني صابر:
انطلق مساء أمس الخميس 28 نوفمبر، حفل افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، برئاسة الكاتب والناقد السينمائى د. ياسر محب، وبحضور نخبة من المبدعين والدبلوماسيين والمتخصصين الفرنكوفونيين، وقدم الحفل الفنان تامر فرج.
بدأ الحفل بعرض فيلم تعريفي بالمهرجان، وقدم الحفل الفنان تامر فرج، الذي رحب بالحضور، وألقى كلمة، قال فيها إن الجمهور لا يعرف كثيرا معنى الفرنكوفونية، فهى أكثر من مجرد لغة لكنها روح تجمع أكثر من 88 دولة، تجمعهم الثقافة الفرنسية، وهى ثقافة قائمة على الرقي والتحضر، ولم نجد أجمل من لغة الفن التي تجمع كل شعوب العالم حتى نبث هذه الثقافة التي يفهمها ويحفظها الجميع، والمهرجان في هذه الدورة يقدم صورة جديدة لكيفية استخدام التقنيات الحديثة وتطويعها لخدمة اغراضنا، بدلا من أن تكون التكنولوجيا الحديثة أزمة لشبابنا.. والنسخة الرابعة من المهرجان تقدم مسابقة لاكتشاف مواهب الجيل الجديد، والمسابقة فرصة لفتح نافذة للشباب أن يتعرفوا على القامات التي قامت عليها السينما.
وقال رئيس المهرجان د. ياسر محب خلال كلمته في الافتتاح، إن الدورة الجديدة للمهرجان تدعم الشعب العربى، لأنها تقام فى ظل العديد من التقلبات على كافة المستويات، والسينما ليست فى معزل عن كل مايحدث فى العالم .
وأضاف، أن هذا العام نقدم برنامجا شاملا من دول تقدم افكارها، وافلام تعبر عن تغيرات الواقع الذى نعيشه على مستوى صناعة السينما وعلى المستوى الانسانى .
وأشار إلى أن هذا العام هناك العديد من المهرجانات ، لكن فى مهرجاننا اليوم نقدم افلاما تعبر عن الواقع السياسى الذى نعيشه، وهو هدفنا فى هذه الدورة أن نوضح مايحدث فى العالم من خلال السينما.
وقدم السفير عمرو جويلي مساعد وزير الخارجية المصرية كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: اننا نقدم كل الدعم للقضية الفلسطينية من خلال المهرجان وقال خلال كلمته الافتتاحية أن الدورة الرابعة للمهرجان تحمل العديد من الأهداف أهمها التأكيد على أن الفرنكوفونية هى التعددية اللغوية، التي نعمل على الترويج لها، ومصر هى الدولة الوحيدة التي تستضيف الاوبيراتور ، أيضا المهرجان يقدم رسالة أن العالم يتغير، ولمصر جزء كبير فى المشاركة فى الركب المتحرك المؤثر على كل المجالات.. واضاف قائلا، نحن نتحدث فرنكوفوني وليس فرنسى ورسالتنا أن الفن لابد أن يكون في خدمة قضايا المجتمع ، ونحمل رسالة تضامن من خلال المهرجان للشعب الفلسطيني الذي يعاني الآن.
من جانبه، قال المستشار ناجى الناجي: “مرت أكثر من 400 يوم على اندلاع حرب الإبادة الجماعية، التي خلفت حتى الآن أكثر من 45 ألف شهيد، في حين تجاوز عدد القتلى والنازحين 150 ألفًا. هذه الأرقام تحمل في طياتها مآساة إنسانية هائلة يصعب على الكلمات أن تعبر عنها، ومع ذلك، تستمر الحروب والآلام، ولكنها لم تحجب شعلة التضامن العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني”.
وتابع: “فمنذ بداية الحرب وحتى هذه اللحظة، نظمت مصر 142 فعالية، كان من بينها 92 فعالية تحت شعار “فلسطين”، تعبيرًا عن وحدة الموقف العربي وتأييدًا للحقوق الفلسطينية، هذه الفعاليات تعكس استمرار الوعي الشعبي في دعم القضية الفلسطينية، رغم تزايد التحديات على الأرض، ومن خلال هذه الفعاليات، يظل الصوت الفلسطيني مسموعًا، مؤكدًا أن التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يتوقف مهما كانت الظروف”.
وأشاد في كلمته بدور الفن في دعم القضية قائلا: جميعا نشجع العدالة الإنسانية وحقوق الإنسان وكل المبادئ التى تروج لمفاهيم التعايش فى العالم، واقول بعد كل هذا القتل لابد من إعادة تقييم قوة فعل المثقف فى الخارج، وقال نستطيع بكل الاصوات الحرة فى العالم تحرير وطننا.
وأضاف: هناك جهد عظيم بذله نجوم الفن فى مصر بالوقوف بجانب القضيه الفلسطينيه ونحن نحاول دعم القضيه بالتواجد فى المهرجانات مثل مهرجان السينما الفرنكوفونية الذى يعرض 14فيلما فلسطينيا بهدف إيقاف شلال الدماء وأقول إن لغة الفن والإبداع تتجاوز الكثير .
وقدم الشكر للمتتج الفلسطيني حسين القلا صاحب الإنتاج الضخم الذي قدم أعمالا مهمة في مصر، وأيضا عندما لقبت كوكب الشرق في حيفا، هذا يؤكد أن الفكر والوعي لا يبدءان إلا من مصر.
وقدم د. ياسر محب فيلما قصيرا بالذكاء الاصطناعي ليؤكد أننا لابد أن نطوع التكنولوجيا تحت تحكم العقل البشري والثقافة الإنسانية دائما لن يتم إلغاء تواجدها.
وقدمت عرضا راقصا، أبهر الحضور والذي مزج بين الثقافات المختلفة بموسيقى كلا من شارل ازنافور احتفالا بمئويته ،واغانى فريد الاطرش احتفاءا بمرور 50 عاما على رحيله، وكذلك فقرة راقصة احتفاءا بمئوية ميلاد سامية جمال.
وكرم د. ياسر محب، المكرمين، قائلا إنه تم اختيارهم على أساس تميزهم والثراء الذى قدموه للسينما والوعي البشري للمتلقى.
وكرم المهرجان المخرج أحمد نادر جلال وعبر عن سعادته، قائلا: “أنا فخور بتكريمي وأتمنى أن اقدم سينما تجعلني دائما أكرم في مثل هذا المهرجان”.
وكرم المهرجان الإعلامية سلمى الشماع، التي أكدت على سعادتها، وقالت إن نجاح المهرجان يكمن في كونه يقدم أفكارا متطورة وسريعة خاصة أن صناعة السينما بدأت في فرنسا وبعدها بعام بدأت السينما فى مصر وهذا يؤكد أن الفن لغة يفهمها العالم ومتداوله بين الجميع.
وضربت مثال بنجاح الاجيال المختلفه بالكاتب ناصر عبد الرحمن عضو لجنة التحكيم الذى وصفته بأنه دليل على نجاح الأجيال الجديدة التى نفخر بها.. وقالت إن المهرجان مع الشباب سيحقق طفرات مميزة.
وكرم المهرجان النجمة إلهام شاهين، والتي لاقت إشادة كبيرة من الحضور وقالت إنها الداعم الأول للمهرجان لايمانها بفكرته المميزة والمختلفة، مشيرة إلى أنه فى كل عام يتطور المهرجان، مؤكدة على أن أهمية المهرجان تكمن فى قدرته على تقوية الابداع بين مصر والدول الفرنكوفونية، وهى فرصه لوصول رسالتنا للعالم كله . ونحن أهدينا كل مهرجاناتنا لفلسطين لنعبر عن أن فلسطين في قلوبنا، ونحن دائما ندعم منطقتنا وندعم الانسانية ، ونقول إن من حق كل إنسان أن يعيش فى وطنه بحريه ونتمنى أن يكون العام الجديد خير على كل بلدان العربية.
كما أهدى المهرجان رسالة دعم وتأييد ومساندة للشعب اللبناني الشقيق من خلال عرض الفيلم التسجيلي “ثالث الرحبانية” عن حياة وإبداعات الموسيقار الراحل إلياس الرحباني، والذي يشهد المهرجان عرضه الأول بمصر.
وصعد على المسرح اعضاء لجنة تحكيم مسابقات المهرجان المختلفة.. وترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة هذا العام النجم الكبير محمد صبحي، بعضوية كل من الكاتب والسيناريست ناصر عبد الرحمن والنجمة المغربية هدى الإدريسى، والمنتجة والمخرجة التونسية عبلة الأسود، والموسيقار المصرى خالد حماد والناقدة الألمانية بريجيت بولاد والمؤرخ اليونانى ينى ملارخونيديس.
كما يترأس المنتج الفلسطيني الكبير حسين القلا مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة، بعضوية النجمة التونسية عائشة عطية والنجم تامر فرج.
ويترأس المخرج أحمد رشوان لجنة تحكيم مسابقة ١,٢,٣ سينما بعضوية الكاتبة والسيناريست شهيرة سلام والمخرجة سلمى زكي، بينما تترأس الدكتورة إيمان يونس عميد المعهد العالى للسينما مسابقة أفلام الرسوم المتحركة، بعضوية الدكتور معتز الشحري والدكتورة ليلى فخري، ويترأس المخرج السينمائي أشرف فايق مسابقة أفلام “الجيل زد” لأفلام شباب الدارسين والطلبة، بعضوية مدير التصوير أيمن أبو المكارم والناقد محمد الروبي.
ويعرض ضمن أقسامه أكثر من ٧٠ فيلم من أكثر من ٣٠ دولة فرنكوفونية، بحضور نقاد ومخرجين مصريين وآفارقة من الدول الأعضاء بمنظمة الفرنكوفونية.