منوعات

ساعة من “تيتانيك” تُباع بملايين

سجلت قطعة أثرية من حطام سفينة تيتانيك رقماً قياسياً جديداً في عالم المزادات، حيث بيعت ساعة جيب ذهبية تعود إلى أحد ركاب السفينة مقابل مبلغ ضخم. هذه القصة ليست مجرد صفقة تجارية، بل هي تذكير مؤثر بالدراما الإنسانية التي رافقت غرق تيتانيك، وتثير اهتماماً واسعاً بـ تذكارات تيتانيك و قصصها.

ساعة جيب تيتانيك تُحطم الأرقام القياسية في مزاد علني

في حدث تاريخي، بيعت ساعة جيب ذهبية عيار 18 قيراطاً، كانت مملوكة لإيسيدور ستراوس، أحد ركاب الدرجة الأولى على متن تيتانيك، بمبلغ 2.34 مليون دولار أمريكي (1.78 مليون جنيه إسترليني). هذا السعر يجعلها أغلى قطعة تذكارية من السفينة الغارقة على الإطلاق. وقد أقيم المزاد في دار هنري ألدردج أند سون في إنجلترا، حيث جذبت الساعة اهتماماً عالمياً كبيراً.

قصة إيسيدور وإيدا ستراوس: رمز للحب والتضحية

تعتبر قصة إيسيدور ستراوس وزوجته إيدا من أكثر القصص المؤثرة المرتبطة بغرق تيتانيك. كان إيسيدور، وهو رجل أعمال ثري، وزوجته إيدا، من بين الضحايا الأبرز في الكارثة. تشير الروايات ولقطات من الفيلم الشهير إلى أنهما كانا يحتضنان بعضهما البعض بينما كانت السفينة تغرق.

وعُرض على إيسيدور مقعد في قارب النجاة نظراً لتقدمه في السن، لكنه رفض بشدة، مفضلاً البقاء مع زوجته. إيدا، بدورها، رفضت ترك زوجها، وأصرت على مشاركته مصيره. شوهد الزوجان آخر مرة وهما جالسان على سطح السفينة، متشبثين ببعضهما البعض في مواجهة الأمواج المتلاطمة. هذه الصورة المؤلمة أصبحت رمزاً للحب الأبدي والتضحية في وجه الموت.

تاريخ الساعة وعودتها إلى عائلة ستراوس

لم تنجُ الساعة من الغرق، بل تم استعادتها بعد الكارثة وأُعيدت إلى عائلة ستراوس. ظلت الساعة في حوزة العائلة لأجيال، كذكرى عزيزة لإيسيدور وإيدا. بعد سنوات طويلة، قررت العائلة عرضها في المزاد العلني، مما أتاح الفرصة للمهتمين بـ تاريخ تيتانيك و التحف البحرية امتلاك قطعة فريدة من هذا التاريخ.

تفاصيل الساعة وأهميتها التاريخية

تم تقديم الساعة كهدية لإيسيدور ستراوس بمناسبة عيد ميلاده الثالث والأربعين في عام 1888. الساعة مصنوعة من الذهب عالي الجودة وتحمل نقوشاً شخصية. بالإضافة إلى قيمتها المادية، تحمل الساعة قيمة رمزية كبيرة، فهي تمثل قصة حب وتضحية لا تُنسى. إن بيعها بهذا السعر القياسي يعكس الاهتمام المتزايد بـ تذكارات تيتانيك وتقدير الأجيال الجديدة لهذه القصص الإنسانية.

بيع رسالة مؤثرة لإيدا ستراوس

لم تكن ساعة جيب إيسيدور هي القطعة الوحيدة التي بيعت في المزاد العلني. كما بيعت رسالة كتبتها إيدا ستراوس على أوراق رسمية من تيتانيك أثناء وجودها على متن السفينة، مقابل 100 ألف جنيه إسترليني (حوالي 131 ألف دولار). تضيف هذه الرسالة بعداً آخر إلى قصة الزوجين، وتكشف عن مشاعرهما وأفكارهما في الأيام الأخيرة من حياتهما.

لماذا يزداد الاهتمام بـ تيتانيك؟

على الرغم من مرور أكثر من قرن على غرق تيتانيك، لا يزال الحادث يثير اهتماماً عالمياً كبيراً. يعود هذا الاهتمام إلى عدة عوامل، منها:

  • الدراما الإنسانية: قصص الركاب والضحايا، مثل قصة إيسيدور وإيدا ستراوس، تلامس القلوب وتثير التعاطف.
  • الفيلم الشهير: فيلم “تيتانيك” الذي أخرجه جيمس كاميرون ساهم بشكل كبير في إحياء ذكرى السفينة وزيادة الوعي بقصتها.
  • الغموض والإثارة: حطام السفينة، الذي يقع على عمق كبير في المحيط الأطلسي، لا يزال يحمل الكثير من الأسرار والغموض.
  • التحف التاريخية: اكتشاف وتحليل تذكارات تيتانيك يوفر رؤى جديدة حول الحياة على متن السفينة والظروف التي أدت إلى غرقها.

مستقبل تذكارات تيتانيك

من المتوقع أن يستمر الاهتمام بـ تيتانيك و تذكاراتها في النمو في السنوات القادمة. مع استمرار عمليات البحث والاستكشاف في حطام السفينة، قد يتم اكتشاف المزيد من التحف التي تلقي الضوء على هذه الكارثة المأساوية. كما أن القصص الإنسانية المرتبطة بـ تيتانيك ستظل تلهم الأجيال القادمة. إن بيع ساعة جيب إيسيدور ستراوس بسعر قياسي هو دليل على القيمة التاريخية والعاطفية التي تحملها هذه التذكارات.

في الختام، يمثل بيع ساعة جيب إيسيدور ستراوس حدثاً بارزاً في عالم المزادات و التحف التاريخية. إنها قصة مؤثرة تذكرنا بالدراما الإنسانية التي رافقت غرق تيتانيك، وتدعو إلى التفكير في قيم الحب والتضحية والشجاعة. هل تعتقد أن قيمة هذه التذكارات ستستمر في الارتفاع؟ شاركنا رأيك في التعليقات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى