اليونيسف: إسرائيل تحرم أطفال غزة من الحليب والتطعيم

أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن قلقها البالغ إزاء استمرار العراقيل الإسرائيلية أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك المواد الأساسية لإنقاذ حياة الأطفال. هذا التأخير يهدد صحة وسلامة آلاف الأطفال في القطاع المنكوب، ويضعف جهود الإغاثة العاجلة.
تدهور الوضع الإنساني في غزة وتأثيره على الأطفال
يشهد قطاع غزة وضعًا إنسانيًا كارثيًا، تفاقم بسبب الحرب المستمرة. تقارير حديثة كشفت عن أن ثلث أطفال غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء، بينما ينام 70% منهم جائعين. هذا الواقع المأساوي يعكس انعدامًا شبه كامل للأمن الغذائي في القطاع، حيث تعيش الأسر في ظروف قاسية للغاية. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الأطفال خطرًا متزايدًا من الأمراض بسبب نقص الرعاية الصحية والمياه النظيفة.
منع إدخال المواد الطبية الحيوية
أكدت يونيسف أن إسرائيل تمنع دخول مواد طبية أساسية إلى غزة، من بينها محاقن التطعيم وزجاجات حليب الأطفال. هذه المواد ضرورية لضمان استمرار حملات التطعيم وحماية الأطفال من الأمراض المعدية. المحاقن، على وجه الخصوص، تنتظر تصاريح الدخول منذ شهر أغسطس، مما يعيق جهود المنظمة في إطلاق حملة تطعيم واسعة النطاق للأطفال.
حملة التطعيم تواجه تحديات جمة
في الوقت الذي تسعى فيه يونيسف إلى تنفيذ حملة تطعيم استدراكية للأطفال دون سن الثالثة، تواجه المنظمة تحديات كبيرة في إدخال المعدات اللازمة. تحتاج يونيسف إلى إدخال 1.6 مليون محقن وثلاجات تعمل بالطاقة الشمسية لتخزين قوارير اللقاح، لكن السلطات الإسرائيلية تماطل في إصدار التصاريح اللازمة.
“الاستخدام المزدوج” كذريعة للعرقلة
أوضح المتحدث باسم يونيسف، ريكاردو بيريس، أن إسرائيل تعتبر المحاقن والثلاجات من المواد ذات “الاستخدام المزدوج”، أي أنها قد تستخدم لأغراض عسكرية ومدنية. ونتيجة لذلك، تجد المنظمة صعوبة بالغة في الحصول على التصاريح الجمركية وتجاوز عمليات التفتيش. ومع ذلك، أكد بيريس على أن هذه المواد ضرورية لإنقاذ حياة الأطفال وحماية صحتهم.
نقص حليب الأطفال وتأثيره على الرضع
بالإضافة إلى منع إدخال المحاقن، تمنع إسرائيل أيضًا دخول كميات كافية من حليب الأطفال الجاهز للاستخدام. يونيسف ذكرت أن 938 ألف زجاجة من حليب الأطفال معلقة عند الحدود، مما يهدد حياة الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية. هذا النقص الحاد في حليب الأطفال يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في غزة، ويضعف قدرة الأسر على توفير الغذاء الكافي لأطفالها.
جهود الإغاثة تعرقلها القيود الإسرائيلية
على الرغم من دخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن وكالات الإغاثة تؤكد أن الكميات التي تدخل لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات السكان. القيود الإسرائيلية المستمرة تعيق وصول المساعدات إلى المحتاجين، وتمنع توزيعها بشكل عادل وفعال. هذا الوضع يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل الأطفال في غزة، ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذهم من الموت جوعًا ومرضًا.
تحذيرات من مجاعة مصطنعة
أعرب فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عن مخاوفه من موت أطفال يعانون من سوء التغذية في غزة. وحذر من أن استخدام الغذاء كسلاح حرب يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن تصورها. هذه التحذيرات تؤكد على الحاجة الملحة إلى رفع القيود الإسرائيلية على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والسماح بوصولها إلى جميع المحتاجين.
الحاجة إلى تدخل دولي عاجل
إن استمرار منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وخاصة المواد الأساسية لإنقاذ حياة الأطفال، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل للضغط على إسرائيل لرفع القيود المفروضة على القطاع، والسماح بوصول المساعدات إلى جميع المحتاجين. يجب أيضًا على الدول المانحة زيادة مساهماتها المالية لتمويل برامج الإغاثة في غزة، وضمان حصول الأطفال على الغذاء والرعاية الصحية اللازمة.
في الختام، الوضع في غزة يتطلب استجابة إنسانية فورية وشاملة. إن حماية الأطفال وضمان حقوقهم الأساسية يجب أن يكون على رأس أولويات المجتمع الدولي. يجب على إسرائيل أن تتحمل مسؤوليتها في تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود.












