اخبار مصر

ترانيم في حضن المغارة.. جبل درنكة يشهد احتفالات صيام العذراء (فيديو وص



01:12 م


الجمعة 22 أغسطس 2025

تقرير – محمود عجمي:

شهد دير السيدة العذراء مريم بجبل درنكة بمحافظة أسيوط، على مدار 15 يومًا من شهر أغسطس الجاري، فعاليات احتفالية ضخمة بمناسبة صيام السيدة العذراء، وإحياء ذكرى لجوء العائلة المقدسة إلى مصر هربًا من بطش الملك هيرودس الذي كان يسعى لقتل السيد المسيح في فلسطين.

وشارك آلاف من أبناء الجاليتين الإثيوبية والإريترية، الذين حرصوا على أداء الصلوات والترانيم وفقًا لطقوس الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية، مع الأقباط الأرثوذكس بأسيوط مساء الخميس، في الليلة الختامية للاحتفالات داخل الدير، والتي تزامنت مع ذكرى اختباء العائلة المقدسة داخل مغارة جبل درنكة طلبًا للحماية من بطش الرومان.

وأوضح نيافة الأنبا يوأنس، أسقف إيبارشية أسيوط والبداري وساحل سليم وسكرتير المجمع المقدس، أن وفدًا من الكنيسة الإثيوبية يشارك سنويًا في ختام الاحتفالات، ويضم أكثر من ألفي شخص، يؤدون الصلوات والترانيم وفق الطقس الإثيوبي الأرثوذكسي، وسط ترحيب كبير من الزائرين.

ورددت جموع الزائرين ترانيم روحية مثل “السلام لك يا مريم” و”أمدح في البتول”، تعبيرًا عن محبتهم للسيدة العذراء والسيد المسيح، فيما حرص آلاف الأقباط على إنارة الشموع بجوار الأيقونات داخل المغارة، والتبرك بها والدعاء بشفاعة العذراء، وسط أجواء روحانية مميزة.

كما شارك الزائرون في موكب زفة الأيقونات المعروف بـ”دورة الملكة”، الذي ينطلق من كنيسة المغارة، حيث يصطف القساوسة والرهبان والشمامسة خلف الأيقونات مرددين الترانيم، فيما يتلو الآباء الرهبان صلوات “أصعاد بخور الصلوات” أمام الأيقونة، ويشارك الأنبا يوأنس في الموكب بملابس الرهبان مانحًا البركة للمشاركين.

وشهد الموكب تفاعلًا كبيرًا من الحضور، حيث حرصوا على التبرك بالأيقونات وتقبيل يد الأنبا يوأنس، فيما أطلقت السيدات الزغاريد ترحيبًا به قبل أن تعود الأيقونات إلى كنيسة المغارة.

وتُعد مغارة جبل درنكة، الواقعة داخل دير السيدة العذراء مريم، إحدى أبرز محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر، حيث احتمت بها العائلة عدة أيام بعد ترك فلسطين، وتُعد نقطة انطلاق وعودة في تلك الرحلة التاريخية، وتحظى بمكانة خاصة لدى المسيحيين والمسلمين في صعيد مصر، خاصة بعد إدراجها ضمن مسارات الرحلة المقدسة من قبل الفاتيكان.

وتضم المغارة عدة غرف تحتوي على مجسمات تحاكي حياة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار، بالإضافة إلى كنيسة المغارة التي تحتوي على حجر صخري جلبته السيدة العذراء من الناصرة، وعدد من المخطوطات الأثرية التي توثق تفاصيل الرحلة.

وأكد الأنبا يوأنس استمرار توافد الزائرين على الدير خلال فترة الاحتفالات، مشيرًا إلى أن صيام العذراء يُعد من أهم المناسبات الدينية في مصر، ويجذب آلاف المواطنين لنيل البركة والمشاركة في القداسات الإلهية، والتعرف على المكان الذي شهد اختباء العائلة المقدسة.

وأضاف أن علاقة الشعب المصري بالسيدة العذراء مريم علاقة محبة وتشفع، مشيدًا بتقوى أبناء محافظة أسيوط، ومؤكدًا أن الاحتفالات تشهد حضورًا من المسلمين والمسيحيين، إلى جانب القيادات التنفيذية والمحلية التي تحرص على تقديم التهنئة في ختام الاحتفالات.

ووجّه الأنبا يوأنس الشكر للأجهزة التنفيذية والأمنية التي شاركت في تأمين وتنظيم الاحتفالات، وتوفير نقاط تأمين على الطريق من مدينة أسيوط وحتى دير درنكة، لضمان السيولة المرورية وسلامة الزائرين.

يُذكر أن دير السيدة العذراء بجبل درنكة يُعد من أشهر الأديرة في مصر والعالم، كونه آخر محطات رحلة العائلة المقدسة، ويقع على بعد 10 كيلومترات من مدينة أسيوط، ويرتفع أكثر من 100 متر عن سطح البحر، وكان يُلجأ إليه منذ أيام الفراعنة للاحتماء من فيضان النيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى