حوار| مؤلف “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”: حادث قاسي ألهم
11:30 م
الإثنين 23 ديسمبر 2024
جدة- منى الموجي:
تجربة شبابية وإنسانية مختلفة، رحلة خاضها فريق “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”، رغبة في تحقيق حلمهم، متسلحين بالصدق والإيمان بأنهم يصنعون ما يستحق أن يرى النور، وهو ما لمسه الجمهور الذي شاهد الفيلم عند عرضه في أكثر من مهرجان الفترة الماضية، وأبدوا إعجابهم به إلى جانب نقاد وصنّاع السينما الذين أشادوا به. “مصراوي” كان له الحوار التالي مع مؤلف العمل الكاتب محمد الحسيني، على هامش فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
كيف وجدت رد فعل جمهور مهرجان البحر الأحمر السينمائي بعد مشاهدة الفيلم؟
في البداية، فريق عمل الفيلم كان ينتظر التعرف على رد فعل جمهور المهرجان بشدة، لأنه أول عرض لجمهور عربي، صحيح في مهرجان فينيسيا كان رد الفعل إيجابي جدا، لكن الجمهور كان أجنبي غير ناطق بالعربية، لذلك كنا ننتظر رد فعل من جمهور يفهم العمل بمصريته، والحمد لله رد الفعل كان عظيما جدا، وما قرأته على مواقع التواصل الاجتماعي بعد العرض كان عظيما، الحمد لله نجحنا في الاختبار العربي.
هل كان رد فعل الجمهور في مهرجان فينيسيا مختلفا؟
كان أيضا عظيما جدا لكن هناك جمل معينة وأمور تتعلق بالشخصيات والكلام لن يفهمها سوى جمهور مصري أو عربي، في النهاية الجمهور الأجنبي شاهد شريط مترجم وهذا أيضا بالنسبة لي عظيم، لأنهم استطاعوا التواصل معه وأحبوه، لكن في مهرجان البحر الأحمر الوضع مختلف، الجمهور هنا يفهم لغتك ومصرية الفيلم.
حدثنا عن رحلتك مع “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”؟
رحلة الفيلم على مستوى كتابة السيناريو وتطويره، بدأت تقريبا قبل 8 أعوام، بينها عام استغرقناه في التصوير، الرحلة بدأت من المخرج خالد منصور، هو صاحب القصة، وتجمعنا صداقة منذ أكثر من 10 أعوام، عملت معه في فيلمين قصيرين، وفيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” هو فيلمنا الروائي الطويل الأول.
بدأ الفيلم بصورة ذهنية بسيطة عند خالد، والذي كان يرى شخصا يجلس في مكان مقطوع يحتضن كلبه، ولم يكن لديه تصور واضح إلى أين ستأخذه هذه الصورة لتصبح قصة، إلى أن وقعت حادثة كلب الأهرام، والتي ألهمته القصة، وكان حادث قاسي ارتكبه مجموعة من البشر بعد أن عض كلب أحدهم، فأخذوه وضربوه حتى الموت، والتقط خالد هذا الخيط، وبدأ يفكر ماذا لو لو صاحب الكلب قرر ألا يتخلى عنه؟، ما الذي كان سيحدث وقتها؟، وبدأت الحدوتة حول هذه الفرضية، وكبرت لتعبر عن جيلنا وعلاقتنا بالمدينة وعلاقة البشر ببعضهم البعض، وأشياء كثيرة حاولنا التعبير عنها من خلال حدوتة بسيطة.
الفيلم إنساني وخاص.. هل شعرتك بالخوف ألا يكون تجاري ولا يجد إقبال من الجمهور عند طرحه بـ”السينمات”؟
منذ اللحظة الأولى وأثناء العمل على السيناريو قررنا ألا نصنع فيلما نخبويا أو للمهرجانات كما يُقال، أردنا إحداث توازن بين القيمة الفنية التي تستطيع أن تراها المهرجانات العالمية فيه، وفي نفس الوقت نقدم الحكاية الحلوة التي يندمج معها الجمهور في أي وقت وفي أي مكان، الفيلم لا يخاطب فقط الجمهور العربي هو يحكي قصة عالمية، أي شخص يمكنه فهمها، هي قصة بسيطة وحرصنا أن تظل محافظة على متعتها كتجربة سينمائية، يحبها الجمهور وينجذب لها ويقدر على تفهم دوافع شخصياتها، ويرى نفسه، حاولنا الوصول لـ”سكريبت” جيد وقصة مكتوبة جيدًا والباقي للجمهور لأنه هو الحكم.
هل شغلكم التفكير أن يكون رأي البعض أن القصة بسيطة وأن الأزمة تنتهي بتخلي البطل عن الكلب؟
هذا كان تحديا في الكتابة، وهي جملة نسمعها على لسان الشخصيات داخل العمل، ويكمن التحدي إننا نوضح للناس إنها علاقة استثنائية جدا وأبعاد شخصية البطل نفسها و(التروما) التي يعاني منها وعلاقته بكلبه أكبر من فرضية “ما يسيب كلبه”، مهمتي ككاتب سيناريو وبعد ذلك مهمة الإخراج كانت كيف نورط الجمهور في الحدوتة، وأن يكون قراره هو ألا يترك البطل كلبه وأنه لا يجب أن يتخلى عنه.
ومن كان صاحب فكرة الربط بين ذكريات البطل مع والده بصوت “الكينج” محمد منير؟
المخرج خالد منصور، هي جزئية خاصة به، هو مرتبط جدا بألبوم شبابيك للمطرب الكبير محمد منير، وفكرة الرجوع للتسجيلات بين حسن ووالده تطورت مع الوقت، البطل لا يعرف غير ومضات من الماضي عن علاقته بوالده، موجودة في هذه الشرائط وفكرة التعبير عن العلاقة بينهما أخذت وقتا، إلى أن خرجت في ذلك الشكل الشاعري الغنائي، واختيار الأغنية كان من المخرج، بسبب حبه لألبوم شبابيك، أنا كنت أعرف منير ما بعد تلك المرحلة، لكن خالد متعلق به شعوريا جدا، وهذه كانت القطعة الناقصة في العلاقة الزمنية بين حسن ووالده.