باهو بخش: “سواقة الستات” يجمعني بـ هالة خليل وهذه مشاريعي الجديدة

باهو بخش: رؤية مختلفة في صناعة السينما المصرية
في خضم المشهد السينمائي المتنامي، تبرز أسماء تسعى لتقديم محتوى متنوع ومختلف، وتساند المبدعين في تقديم أعمالهم الفريدة. من بين هذه الأسماء، تتربع المنتجة باهو بخش على عرش صناعة السينما المستقلة، مقدمةً رهانًا جريئًا على الأفلام التي تلامس الروح وتثير التفكير. هذا الحوار الذي أجراه “مصراوي” معها على هامش فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي يكشف عن رؤيتها، وتحدياتها، ورغبتها الدائمة في إضافة قيمة حقيقية للسينما المصرية. باهو بخش، الاسم المرادف للدعم والإبداع، تشاركنا أفكارها حول صناعة الأفلام، واختيار المشاريع، وتطور الذوق العام للجمهور.
“ولنا في الخيال حب”: تحدي السائد ورؤية مخرجة موهوبة
حقق فيلم “ولنا في الخيال حب” نجاحًا كبيرًا، إذ أثار إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء. عندما سُئلت باهو بخش عن الأسباب التي دفعتها لتقديم هذا الفيلم على الرغم من اختلافه عن الأعمال السينمائية السائدة، أشارت إلى الشغف والرؤية الواضحة للمخرجة سارة رزيق. قالت: “المخرجة سارة رزيق كان عندها شغف ورؤية واضحة جداً، ولم أصادف من قبل مخرجة منذ الجلسة الأولى لها مع الإنتاج تقول إنها تريد أن يضع الموسيقى للعمل موسيقار بعينه، واختارت من البداية التعاون مع الفنان خالد حماد”. وأضافت أن الفيلم احتفى بالقاهرة وأكاديمية الفنون ومعهد السينما بطريقة مميزة، وهو ما شجعها على المضي قدمًا به رغم المخاطر.
لماذا تندر هذه النوعية من الأفلام؟
أوضحت باهو بخش أن هذا النوع من الأفلام ليس شائعًا حتى على المستوى العالمي، معتبرةً أنه يظهر ويختفي مثل الموضة. هذا النمط من الإنتاج غالباً ما يواجه صعوبات في التمويل والتسويق، ولكنه في نفس الوقت يمثل فرصة لإثراء المشهد السينمائي وتقديم تجارب جديدة للجمهور.
نقد توجهات الإنتاج: التوازن بين الفن والتجارة
في كثير من الأحيان، يوجه اتهام لبعض شركات الإنتاج بالاستسهال والتركيز على الأفلام التجارية ذات المضمون الخالي من العمق. باستفسارها عن هذا الأمر، ردت باهو بخش بأن التركيز في الفترات الأخيرة قد انصبّ على الأفلام الكوميدية والأكشن والخيال العلمي، لكنها أكدت أن الأعمال المشابهة لـ “ولنا في الخيال حب” تحتاج إلى مخرج يتمتع برؤية فنية خاصة، وقدرة على دمج الموسيقى والرقص بشكل متناغم.
دور المخرج والإبداع في الفيلم
أشارت إلى أن الفيلم استطاع تحقيق هذا التوازن بفضل إيمي رزيق، التي تولت تصميم الرقصات، وعمر رزيق، الذي أظهر مهارة عالية في الرقص، مؤكدةً أن عائلتهم تمثل مزيجاً فريداً من المواهب الفنية. كما أكدت على أهمية وجود سيناريو يشجع على استخدام الأغاني والرقصات بشكل طبيعي وخدمة للقصة، وهو ما تحقق في الفيلم، حيث استمتع الجمهور بالأغنية وربطها بسياق الأحداث.
شكر المبدعين: دور المنتج في دعم التجارب الفنية
لا يخفى على أحد الشكر والتقدير الذي يوجهه صنّاع الأفلام لـ باهو بخش، مؤكدين أنها الداعم الرئيسي لظهور أعمالهم للنور. وعن ذلك، قالت: “أنا والمنتج صفي الدين محمود كل واحد عنده تجربة، وهو ما يفتح باباً لكثيرين”. وأضافت أن التعاون بينهما يتيح لهما تقديم دعم متنوع للمخرجين، بدءًا من توفير التمويل وصولًا إلى المساعدة في اختيار المواهب المناسبة. كما أكدت على أهمية الدعم المستمر للمواهب الشابة ومنحهم الفرصة الأولى لإثبات أنفسهم. هذا الدعم للمواهب الجديدة يعتبر حجر الزاوية في نهج باهو بخش.
التنوع والاختلاف: علامة مميزة في أعمال باهو بخش
تحدثت باهو بخش عن حرصها الشديد على التنوع والاختلاف في أعمالها، مؤكدةً أنها لا تغفل الجانب المادي، بل تسعى إلى إيجاد توازن بين الإبداع والربح. لهذا السبب، تدخل في شراكات مع منتجين آخرين، مثل جابي خوري وأحمد بدوي، بالإضافة إلى دعم فنانين كبار مثل أستاذ محمود حميدة، الذين يضيفون قيمة كبيرة للأعمال التي يشاركون فيها.
التبني للمواهب الجديدة والإنتاج المشترك
كما أشارت إلى دعمها لفيلم المخرجة مي سعد “ضايل عنا عرض”، الذي حاز على جائزة الجمهورية، منوهةً بأهمية الانفتاح على المواهب الجديدة لخلق التنوع والإثارة في صناعة السينما. فالتبني للأفكار الجديدة والمنتجين الصاعدين يضمن استمرارية الحياة في هذا الفن.
مشاريع مستقبلية: نظرة على أحدث أعمال باهو بخش
كشفت باهو بخش عن مجموعة من المشاريع المستقبلية التي تعمل عليها، بما في ذلك فيلم “أحمد في عزبة الصفيح” بطولة هند صبري وطارق لطفي وأحمد داش، ومشروع “أولاد البلاد”، وهو عمل فلسطینی، أردني، مصري، سعودي. وأشارت إلى أنها تعمل أيضًا على فيلم جديد للمخرجة هالة خليل بعنوان “سواقة الستات”، بالإضافة إلى فيلم “كوارشي” وفيلم “مشاكل داخلية”. هذه المشاريع تعكس التزامها بتقديم أعمال متنوعة ومختلفة، تجمع بين المواهب المصرية والعربية.
السينما القصيرة: مختبر المواهب واكتشاف النجوم
لا يقتصر اهتمام باهو بخش على الأفلام الروائية الطويلة، بل تمتد إلى الأفلام القصيرة، التي تعتبرها “مختبرًا للمواهب”. أوضحت أنها ترى في الأفلام القصيرة فرصة لاكتشاف المخرجين والتقنيين والممثلين الجدد، وأنها تفضل تقديمهم في أعمال قصيرة قبل إشراكهم في مشاريع أكبر. وأعطت أمثلةً مثل اكتشافها لمحمد جاد، مدير التصوير، ونورا فوزي، مهندسة الديكور، من خلال أفلام قصيرة، قبل أن يشاركا في أعمالها الروائية.
الخلاصة: رهان على مستقبل السينما المصرية
باختصار، باهو بخش هي منتجة مصرية تسعى جاهدة لتقديم سينما مختلفة ومبتكرة. فهي تؤمن بأهمية دعم المواهب الشابة، وتشجع على التنوع والانفتاح، ولا تخشى تحدي السائد. من خلال أعمالها، تساهم في إثراء المشهد السينمائي المصري والعربي، وتثبت أن السينما الجيدة يمكن أن تحقق النجاح التجاري والنقدي في الوقت ذاته. إنها نموذج للمنتج الذي يرى في السينما رسالة فنية وإنسانية، وليس مجرد وسيلة للربح.












