اخبار الاقتصاد

ADP: التوظيف بالشركات الأميركية يتراجع بأقوى وتيرة منذ 2023

شهدت سوق العمل الأمريكية تباطؤاً ملحوظاً في شهر نوفمبر، حيث أظهرت بيانات كشوف الأجور انخفاضاً كبيراً، مما أثار مخاوف متزايدة بشأن ضعف اقتصادي أوسع نطاقاً. هذا التراجع في سوق العمل الأمريكية يمثل تحدياً جديداً للاقتصاد، ويضع ضغوطاً على الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن السياسة النقدية. البيانات الصادرة عن “إيه دي بي ريسيرش” (ADP Research) كشفت عن انخفاض في الوظائف، مما يعكس حالة من الحذر بين الشركات والمستهلكين على حد سواء.

انخفاض حاد في كشوف الأجور الأمريكية

أظهرت بيانات “إيه دي بي ريسيرش” الصادرة يوم الأربعاء انخفاضاً في كشوف الأجور للقطاع الخاص بمقدار 32 ألف وظيفة في شهر نوفمبر. هذا الانخفاض يمثل أكبر وتيرة تراجع منذ أوائل عام 2023، ويشير إلى أن تباطؤ سوق العمل قد يكون أعمق مما كان متوقعاً. هذا التراجع هو الرابع من نوعه في الأشهر الستة الماضية، مما يؤكد استمرار الاتجاه السلبي. كان متوسط تقديرات الاقتصاديين في استطلاع بلومبرغ يشير إلى زيادة متوقعة في الوظائف بمقدار 10 آلاف وظيفة، مما يجعل البيانات الفعلية أكثر إثارة للقلق.

تأثير الإغلاق الحكومي على البيانات

يأتي هذا التقرير في وقت حرج، خاصة مع الإغلاق الحكومي الذي أدى إلى تأخير صدور تقرير الوظائف الحكومي لشهر نوفمبر. وبالتالي، فإن تقرير “إيه دي بي” يحظى بأهمية أكبر من المعتاد، حيث يعتبر من التقارير القليلة المحدّثة المتاحة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماعهم القادم. هذا يعني أن البيانات قد يكون لها تأثير كبير على قرارات السياسة النقدية التي سيتم اتخاذها.

مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ الاقتصاد

التقرير الضعيف الصادر الأربعاء يسلط الضوء على تصاعد المخاوف بشأن تدهور أسرع في الوضع الاقتصادي في أمريكا. هذا التباطؤ يثير تساؤلات حول قدرة الاقتصاد الأمريكي على الحفاظ على زخمه في مواجهة التحديات العالمية، مثل ارتفاع التضخم وعدم اليقين الجيوسياسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض التوظيف قد يؤدي إلى انخفاض الإنفاق الاستهلاكي، مما يزيد من الضغط على الشركات ويؤدي إلى مزيد من التسريحات.

انقسام السياسة النقدية

صناع السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي منقسمون حول ما إذا كانوا سيخفضون أسعار الفائدة في اجتماعهم القادم. يحاولون الموازنة بين تباطؤ سوق العمل واستمرار ارتفاع التضخم. في حين أن خفض أسعار الفائدة قد يحفز النمو الاقتصادي، إلا أنه قد يؤدي أيضاً إلى تفاقم مشكلة التضخم. ومع ذلك، يتوقع المستثمرون على نطاق واسع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل، على أمل أن يساعد ذلك في دعم الاقتصاد.

تحليل “إيه دي بي” وأسباب التراجع

قالت نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في “ADP”، في بيان: “شهدت وتيرة التوظيف تقلبات مؤخراً مع مواجهة أصحاب العمل لمستهلكين أكثر حذراً وبيئة اقتصادية كلية تتسم بعدم اليقين.” وأضافت أن التراجع في نوفمبر كان واسع النطاق، ولكنه مدفوعاً بشكل رئيسي بهبوط في التوظيف لدى الشركات الصغيرة. هذا يشير إلى أن الشركات الصغيرة، التي غالباً ما تكون أكثر حساسية للتغيرات الاقتصادية، هي التي تتأثر بشكل أكبر بالتباطؤ الحالي.

تعتمد “ADP” نتائجها على بيانات كشوف الأجور لأكثر من 26 مليون موظف في القطاع الخاص الأمريكي، مما يجعلها مصدراً موثوقاً للمعلومات حول توظيف الشركات. هذا الحجم الكبير من البيانات يسمح لها بتقديم رؤى قيمة حول اتجاهات سوق العمل.

الآثار المستقبلية والتوقعات

من المهم ملاحظة أن بيانات “إيه دي بي” تختلف عن تقرير الوظائف الحكومي، ولكنها غالباً ما تعتبر مؤشراً أولياً على حالة سوق العمل. إذا أكد تقرير الوظائف الحكومي لشهر نوفمبر هذا الاتجاه السلبي، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ إجراءات تحفيزية. ومع ذلك، فإن التضخم المستمر يمثل تحدياً كبيراً، وقد يحد من قدرة الاحتياطي الفيدرالي على الاستجابة للتباطؤ الاقتصادي.

بشكل عام، فإن بيانات كشوف الأجور لشهر نوفمبر تشير إلى أن سوق العمل الأمريكية تواجه تحديات متزايدة. هذا التباطؤ يثير مخاوف بشأن النمو الاقتصادي المستقبلي، ويضع ضغوطاً على صناع السياسة النقدية لاتخاذ قرارات صعبة. من الضروري مراقبة التطورات القادمة عن كثب لتقييم مدى تأثير هذا التراجع على الاقتصاد الأمريكي.

لمزيد من التحليلات حول الاقتصاد الأمريكي، يمكنك الاطلاع على مقالاتنا الأخرى حول [رابط لمقال ذي صلة] و [رابط لمقال ذي صلة]. تابعونا للحصول على آخر التحديثات والأخبار الاقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى