هاسيت يبدي استعداده لرئاسة الفيدرالي ويدفع نحو خفض أكبر للفائدة

أثار تصريح كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني السابق، بتقديمه نفسه كمرشح لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلفاً لجيروم باول، نقاشات واسعة في الأوساط الاقتصادية والسياسية الأمريكية. وكشف هاسيت عن تفضيله لخفض أكبر في أسعار الفائدة خلال اجتماع السياسات في ديسمبر، معرباً عن اتفاقه مع الرئيس السابق دونالد ترمب بشأن ضرورة تخفيف السياسة النقدية. يأتي هذا في سياق تقييم الأداء الاقتصادي، وتأثير الأحداث الأخيرة كالإغلاق الحكومي، على قرارات الفيدرالي.
كيفن هاسيت ورئاسة الاحتياطي الفيدرالي: استعداد وتوقعات
أكد كيفن هاسيت أنه أبلغ الرئيس ترمب باستعداده الكامل لتولي المنصب، مُشيراً إلى أنه يمتلك الخبرة اللازمة لقيادة البنك المركزي. يستند هاسيت في توقعاته لخفض أسعار الفائدة إلى ما وصفه بـ”قراءة المؤشرات” الاقتصادية، والتي تدل على إمكانية خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل. وقد عبّر عن دهشته من عدم قيام باول بخفض أكبر، خاصة مع الأخذ في الاعتبار التحديات الاقتصادية التي واجهت الولايات المتحدة خلال فترة الإغلاق الحكومي، والبيانات الإيجابية التي ظهرت حول التضخم.
تباين الرؤى حول السياسة النقدية
أوضح هاسيت خلال حديثه في فعالية للنادي الاقتصادي في واشنطن، في مقابلة مع ديفيد روبنشتاين، أن الرئيس ترمب يرى إمكانية خفض أسعار الفائدة إلى مستويات أدنى بكثير، وهو يشاركه هذا الرأي. بل وأشار إلى وجود مبرر لخفض يصل إلى 50 نقطة أساس، وهو ما يعكس اختلافاً ملحوظاً في التوجهات بينه وبين رئيس الفيدرالي الحالي.
التأثير الاقتصادي للإغلاق الحكومي الأميركي
لم يغفل هاسيت عن الإشارة إلى الآثار السلبية للإغلاق الحكومي الأميركي الذي انتهى مؤخراً، حيث قدّر تكلفة كل أسبوع من الإغلاق بحوالي 15 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، لفت إلى أن بيانات التضخم لشهر سبتمبر كانت أقل من المتوقع، مما يعزز الحاجة إلى سياسة نقدية أكثر مرونة، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة.
العلاقة مع جيروم باول والتحديات السياسية
على الرغم من الخلاف الواضح حول السياسة النقدية، أكد هاسيت أنه يكن “تقديراً كبيراً” لجيروم باول، وهو موقف يختلف عن انتقادات ترمب العلنية لرئيس الفيدرالي. وأشار إلى أنه تعرّف على باول منذ فترة طويلة، وخاضا معاً العديد من النقاشات الاقتصادية خلال إدارات سابقة، وأن الخلافات حول السياسات كانت موجودة في الماضي أيضاً.
كما تناول هاسيت الجانب السياسي المتعلق بتعيينه المحتمل، موضحاً أنه أجرى محادثات مع الرئيس ترمب حول هذا الموضوع، لكنه فضّل عدم تحديد موعد نهائي للإعلان عن القرار. وأشار إلى الحساسية السياسية في ترشيح بديل لباول قبل انتهاء ولايته في مايو، محذراً من أن إجراءات التأكيد على تعيين شخص بهذا الثقل قد تكون معقدة للغاية وقد تؤدي إلى صراعات طويلة.
إعادة هيكلة محتملة داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي
أشار هاسيت إلى أنه في حال توليه رئاسة الفيدرالي، فإنه يخطط لإعادة هيكلة قسم الأبحاث، مؤكداً على أهمية وجود خبراء متخصصين في بناء نماذج اقتصادية متطورة. وأوضح أن قرارات الفيدرالي يجب أن تكون مستقلة عن الضغوط السياسية، وأن هذا هو النهج الذي لن يسلكه، على عكس ما يراه في بعض الأحيان. ويرى أن الاستثمار في الكفاءات المتنبئة يضمن أداءً أفضل للمجلس في المستقبل، مما يعود بالنفع على الاقتصاد الأمريكي بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يؤكد على ضرورة إبعاد الفيدرالي عن التأثر المباشر بالتوجهات السياسية، والحفاظ على حياديته في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة المالية.
خبرة هاسيت ومؤهلاته لقيادة الفيدرالي
أكد هاسيت على امتلاكه الخبرة اللازمة لقيادة الفيدرالي، حيث قضى خمس سنوات في العمل داخل المجلس، ويعرف العديد من الاقتصاديين الذين يشغلون مناصب قيادية فيه. كما أنه مر بتجربة جلسات التأكيد، وحظي بدعم من الحزبين، مما يدل على قدرته على التعامل مع التحديات السياسية المحتملة. ويعتبر هذا الأمر نقطة قوة له بالمقارنة مع مرشحين آخرين محتملين قد لا يملكون نفس القدر من المعرفة الداخلية والخبرة العملية.
باختصار، يمثل تصريح هاسيت بتقديم نفسه كمرشح لرئاسة الفيدرالي تطوراً مهماً في المشهد الاقتصادي والسياسي الأمريكي. يضاف هذا إلى النقاش الدائر حول مستقبل السياسة النقدية، والتأثير المحتمل لقرارات الفيدرالي على النمو الاقتصادي والاستقرار المالي. وقد يساهم في إعادة تقييم أداء الفيدرالي الحالي، وتعديل المنهجيات المستخدمة في اتخاذ القرارات الاقتصادية. لا شك أن ترشيح هاسيت، وخبرته في مجال التحليل الاقتصادي والسياسة النقدية، يثير تساؤلات مهمة حول مستقبل هذا المنصب المحوري في الاقتصاد الأمريكي.












