“نيوم” السعودية تنجز 90% من بناء أكبر مشروع هيدروجين أخضر بالعالم

يشهد العالم تحولاً طاقياً متسارعاً نحو مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، وفي قلب هذا التحول تبرز مشاريع رائدة مثل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر. هذا المشروع الطموح، الذي يُعدّ أحد أهم ركائز رؤية المملكة 2030، يهدف إلى إنتاج وقود مستقبلي مستدام، ويحقق تقدماً ملحوظاً نحو الاكتمال. فمع اقتراب موعد التشغيل، يمثل نيوم للهيدروجين الأخضر خطوة حاسمة نحو ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز عالمي للطاقة النظيفة.
نيوم للهيدروجين الأخضر: تقدم ملموس نحو الواقع
أعلنت شركة نيوم للهيدروجين الأخضر عن تحقيق نسبة إنجاز تقارب 90% في أعمال البناء والتشييد في جميع مواقع المشروع، وفقاً لما نشره موقع “رينيوابلز ناو” المتخصص في أخبار الطاقة المتجددة. هذا الإعلان يؤكد التزام الشركة بجدولها الزمني الطموح، ويُبشر ببدء إنتاج الهيدروجين الأخضر في موعده المحدد. يُتوقع أن يبدأ المشروع في تسليم أول شحنات من الأمونيا الخضراء في بداية عام 2027، مما يمهد الطريق لتلبية الطلب العالمي المتزايد على هذا الوقود النظيف.
أهداف المملكة في سوق الهيدروجين العالمي
تأمل المملكة العربية السعودية أن يساهم مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في تحقيق ما يقرب من 10% من الهدف العالمي لإنتاج الهيدروجين الخالي من الكربون. وقد صرح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، العام الماضي بأن هذا المشروع يمثل جزءاً أساسياً من استراتيجية المملكة للتحول الطاقي وتقليل الانبعاثات الكربونية. هذا الطموح يعكس رؤية المملكة بأن تكون رائدة في مجال إنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر.
في سبتمبر الماضي، أعلنت الشركة عن استكمال عمليات استلام وتركيب المعدات الرئيسية، بما في ذلك توربينات الرياح، وخزانات الهيدروجين، وأجهزة التحليل الكهربائي. وقد تجاوزت نسبة الإنجاز 80% في ذلك الوقت، مما يشير إلى التقدم السريع الذي يحرزه المشروع. هذه المعدات المتطورة ستضمن كفاءة وجودة إنتاج الهيدروجين الأخضر.
استثمارات ضخمة ودعم حكومي قوي
يبلغ إجمالي الاستثمارات في مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر 8.4 مليار دولار أمريكي. وقد حظي المشروع بدعم كبير من الحكومة السعودية، التي تعتبره عنصراً حيوياً في تحقيق أهدافها الطاقية والاقتصادية. كما أن شركة نيوم للهيدروجين الأخضر كانت أول شركة سعودية تحصل على ترخيص صناعي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يعكس الثقة التي توليها الحكومة للمشروع وقدرته على النجاح.
إنتاجية المشروع وتطبيقات الهيدروجين الأخضر
يقع المشروع في قلب مدينة أوكساجون المستقبلية، ويستهدف الوصول إلى قدرة إنتاجية تبلغ 600 طن يومياً من الهيدروجين الأخضر على شكل أمونيا. لتحقيق هذا الهدف، سيتم استكمال توليد 4 غيغاواط من الطاقة المتجددة، من خلال مزيج من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بحلول منتصف عام 2026. هذه الطاقة المتجددة ستستخدم في عملية التحليل الكهربائي للمياه، لإنتاج الهيدروجين الأخضر دون انبعاثات كربونية.
تعتبر الأمونيا الخضراء وسيلة فعالة من حيث التكلفة لتخزين ونقل الهيدروجين الأخضر، مما يجعلها حلاً مثالياً لقطاعي النقل والصناعة على المستوى العالمي. يمكن استخدام الأمونيا الخضراء كوقود بديل في السفن والطائرات، وكذلك كمادة خام في إنتاج الأسمدة والمواد الكيميائية الأخرى.
نيوم والهيدروجين الأخضر: مستقبل الطاقة النظيفة في السعودية
إن مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر لا يمثل مجرد استثمار في تكنولوجيا جديدة، بل هو أيضاً استثمار في مستقبل الطاقة النظيفة في المملكة العربية السعودية. من خلال هذا المشروع، تسعى المملكة إلى تنويع مصادر دخلها وتقليل اعتمادها على النفط، بالإضافة إلى المساهمة في جهود مكافحة تغير المناخ على مستوى العالم.
فيشال وانشو، الرئيس التنفيذي لـ”أوكساجون”، توقع في مقابلة سابقة مع “الشرق” أن يبدأ مصنع نيوم للهيدروجين الأخضر، الذي يتم تنفيذه بالشراكة بين “أكوا باور” و”إير برودكتس” و”نيوم”، الإنتاج الفعلي في نهاية عام 2026. هذا التأكيد يعزز التوقعات الإيجابية حول مستقبل المشروع ودوره في تحقيق أهداف المملكة في مجال الطاقة النظيفة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن نجاح مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر سيشجع على تطوير مشاريع مماثلة في مناطق أخرى من المملكة، مما سيؤدي إلى زيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر وتوسيع نطاق استخدامه. هذا التحول نحو اقتصاد الهيدروجين سيخلق فرص عمل جديدة ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
خلاصة
يمثل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر علامة فارقة في مسيرة المملكة العربية السعودية نحو مستقبل طاقي مستدام. مع تحقيق نسبة إنجاز عالية ودعم حكومي قوي، فإن المشروع على وشك أن يصبح حقيقة واقعة، وأن يلعب دوراً محورياً في سوق الوقود النظيف العالمي. إن الاستثمار في الهيدروجين الأخضر هو استثمار في مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وهو دليل على التزام المملكة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة. تابعوا آخر التطورات حول مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر لمعرفة المزيد عن هذا المشروع الرائد ومساهمته في تشكيل مستقبل الطاقة.











