اخبار الاقتصاد

مستقبل الاستثمار في السعودية: النسخة التاسعة من مؤتمر FII تتصدر المشهد العالمي

تستعد الرياض لاستضافة النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السعودي (FII9)، الذي يلعب دوراً محورياً في مستقبل الاستثمار في السعودية، من خلال تعزيز الفرص الاستثمارية وفتح آفاق جديدة أمام الشركات العالمية والمحلية. من المتوقع أن يحضر المؤتمر أكثر من 20 رئيس دولة ونائب رئيس، إلى جانب آلاف المستثمرين والخبراء، مع تركيز خاص على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كقوة صاعدة تؤثر على مستقبل الاقتصاد السعودي.

حضور عالمي قياسي يعكس مكانة الرياض

تتميز نسخة هذا العام من FII بمشاركة قياسية للقادة العالميين، بينهم نائب رئيس الصين والرئيس السوري أحمد الشرع، بالإضافة إلى قادة من الأردن والعراق وباكستان وموريتانيا وألبانيا وبنغلاديش وكوبا ورواندا. ويعكس هذا التوسع في نطاق المؤتمر حرص المنظمين على إشراك الجنوب العالمي في الحوار الاقتصادي، ما يعزز مكانة الرياض كمركز عالمي للاقتصاد والاستثمار.

وأوضح ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار، أن النسخة الحالية ستكون الأكبر من حيث مستوى الحضور السياسي، حيث لم يتجاوز عدد القادة المشاركين في النسخ السابقة ثلاثة رؤساء دول، بينما تصل النسخة الحالية إلى أكثر من 20 شخصية قيادية، ما يمثل رقماً قياسياً جديداً للمؤتمر. ويشير هذا الحضور الرفيع إلى ثقة القادة العالميين في قدرة FII على الجمع بين الاستثمار والابتكار والتقنيات المستقبلية في منصة واحدة.

صفقات استثمارية قياسية وفرص حقيقية

منذ انطلاقه عام 2017، شهد مؤتمر FII توقيع صفقات استثمارية تفوق قيمتها 200 مليار دولار في مجالات تشمل الطاقة النظيفة والنقل والخدمات اللوجستية والتمويل والذكاء الاصطناعي. وتجاوزت قيمة الصفقات في النسخة الثامنة وحدها 60 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتجاوز النسخة الحالية هذا الرقم مع توقيع أكثر من 40 صفقة واتفاقية جديدة خلال يوم الاستثمار المخصص للصفقات الكبرى.

أبرز النقاط الاستثمارية

  • توقيع صفقات تتجاوز 60 مليار دولار في مجالات متعددة تشمل الطاقة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
  • مشاركة شركات عالمية مثل جوجل ومايكروسوفت وإنفيديا، إلى جانب دعم الشركات الناشئة عبر برنامج FII Ventures.
  • التركيز على الاستثمار الذي يحقق أثرًا حقيقيًا على الاقتصاد العالمي وليس مجرد توقيع مذكرات تفاهم.
  • دعم الابتكار وريادة الأعمال عبر استثمارات أولية وتمويل إضافي للشركات الناشئة، ما يعزز فرص النمو ويوفر أكثر من 2000 وظيفة جديدة.

وأشار أتياس إلى أن اليوم الثالث من المؤتمر سيخصص بالكامل للاستثمار، حيث سيتم الإعلان عن صفقات ضخمة تشمل عقود شراكة وتمويل مشاريع استراتيجية، ما يعكس تحول المؤتمر إلى منصة فعلية لتحقيق الأثر الاقتصادي وليس مجرد نقاش نظري.

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: محور النقاش

شهدت النسخ السابقة هيمنة قطاع المال على المؤتمر بنسبة 70%، إلا أن النسخة الحالية تعكس تحولاً جذرياً نحو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، اللذين أصبحا القوة المهيمنة على FII. ويستعرض المؤتمر أحدث الابتكارات في هذا المجال، ويستضيف نخبة من قادة التكنولوجيا العالميين، بما في ذلك شركات ناشئة مبتكرة مدعومة عبر برنامج FII Ventures، الذي يركز على تسريع نمو الشركات الواعدة.

كما سيتم إطلاق النسخة الرابعة من تقرير Priority Compass الذي يصدره المعهد سنوياً لرصد توجهات الاقتصاد العالمي وأولويات التنمية والاستثمار، مع التركيز على تأثير الذكاء الاصطناعي على الأسواق والقطاعات المختلفة، بما في ذلك الطاقة والخدمات المالية والصناعات الحديثة.

من الرياض إلى طوكيو وميامي: استراتيجية عالمية

بعد انتهاء فعاليات الرياض، سينتقل معهد مبادرة مستقبل الاستثمار لتنظيم قمة “FII Priority” في طوكيو بين 30 نوفمبر والأول من ديسمبر، بمشاركة أكثر من 500 شخصية دولية، على أن تنتقل الفعاليات لاحقاً إلى ميامي وأوروبا وآسيا في 2026. يعكس هذا التنقل الاستراتيجي حرص المملكة على ترسيخ مكانتها كمركز عالمي عابر للقارات للاستثمار والتقنيات الحديثة.

دور البنوك الآسيوية في السوق السعودي

تلعب البنوك الآسيوية، مثل Mitsubishi UFJ وSumitomo Mitsui، دوراً متزايداً في السوق السعودية بعد افتتاح مقرات لها في الرياض، حيث ساهمت في تمويل مشاريع ضخمة تشمل الطاقة والبنية التحتية، بما يعزز الشراكات بين المملكة والدول الآسيوية. ويؤكد هذا الدور المتنامي على قوة المملكة في جذب الاستثمارات الأجنبية وتوسيع شبكة العلاقات الاقتصادية.

ختاما

تؤكد النسخة التاسعة من مؤتمر FII على قدرة الرياض على استقطاب قادة العالم وأهم المؤسسات المالية والشركات التقنية، ما يعزز مكانة المملكة كمركز اقتصادي عالمي. ومع التركيز على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توقيع صفقات استثمارية قياسية، يصبح المؤتمر منصة حقيقية لتبادل الخبرات وفتح أبواب الازدهار للجميع، محققاً تأثيراً مستداماً على الاقتصاد السعودي والعالمي، ومثبتاً أن المملكة أصبحت وجهة لا غنى عنها للمستثمرين ورواد الأعمال على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى