اخبار الاقتصاد

مؤشر “تاسي” السعودي يسجل أطول سلسلة خسائر أسبوعية في عام ونصف

شهد سوق الأسهم السعودية تراجعًا ملحوظًا في الأداء خلال الأسبوع الماضي، مع استمرار فقدان الزخم وتراجع السيولة بشكل مقلق. هذا الانخفاض دفع المؤشر العام “تاسي” لتسجيل رابع خسارة أسبوعية على التوالي، وهي أطول سلسلة من الخسائر منذ نهاية شهر مايو 2024. هذه التطورات أثارت تساؤلات حول مستقبل السوق، خاصة مع اقتراب المؤشر من مستويات الدعم الهامة، وتوقع المحللين بمزيد من التراجعات في الفترة القادمة. ويأتي هذا في ظل غياب محفزات قوية قادرة على إعادة الثقة للمستثمرين.

تاسي يخسر الزخم: نظرة على أداء الأسبوع الماضي

أنهى المؤشر العام “تاسي” جلسة يوم الخميس عند مستوى 10640 نقطة، مما يعكس خسائره المتزايدة. وبلغ إجمالي الخسائر التراكمية على مدار الأربعة أسابيع الماضية حوالي 8.7%، مما يضع السوق على المسار الصحيح لتسجيل أسوأ أداء شهري منذ يونيو 2022. على الرغم من أن المؤشر لا يزال فوق مستويات الدعم الحرجة التي سجلها في سبتمبر الماضي حول 10400 نقطة، إلا أن شهية الشراء لدى المستثمرين لا تزال ضعيفة للغاية، حيث يترقبون مزيدًا من الانخفاض قبل الدخول في صفقات جديدة.

أسباب تراجع سوق الأسهم السعودية

يشير المحللون إلى عدة عوامل رئيسية وراء هذا التراجع في أداء سوق الأسهم السعودية. من أبرز هذه العوامل غياب المحفزات الإيجابية الجديدة التي يمكن أن تدفع المؤشر نحو الأمام. بالإضافة إلى ذلك، يشكل تراجع السيولة تحديًا كبيرًا، حيث انخفض متوسط قيم التداول اليومية بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الجاري ليصل إلى حوالي 2.4 مليار ريال، مقارنة بمستويات تجاوزت 6 مليارات ريال يوميًا في أواخر سبتمبر. هذا الانخفاض في السيولة يعكس ضعف الثقة لدى المستثمرين، ويجعل من الصعب على السوق استعادة زخمها.

القطاعات الأكثر تضررًا

خلال الأسبوع المنصرم، تعرضت القطاعات الرئيسية لضغوط بيعية كبيرة. تراجع قطاع الطاقة بنسبة 4.4%، وهو ما أثر بشكل كبير على المؤشر العام نظرًا لوزن هذا القطاع في السوق. كما انخفض قطاع البنوك بنسبة 2.7%، في حين شهد مؤشر قطاع المواد الأساسية، الذي يضم شركات البتروكيماويات والأسمنت، تراجعًا بنسبة 1.9%.

تراجع أسهم الشركات القيادية

لم يسلم أي من الأسهم القيادية من هذا التراجع العام. سجل سهم “أرامكو” انخفاضًا بنسبة 4.45%، بينما هبط “مصرف الراجحي” بنسبة 3.6%، و”البنك الأهلي” بنسبة 2.2%. كما تراجعت أسهم “أكوا باور” و”سابك” بنسب كبيرة بلغت 9% و2.5% على التوالي، مما يؤكد تأثير هذا التراجع على الشركات الرائدة في السوق.

توقعات المحللين وآفاق المستقبل

يرى محمد زيدان، المحلل المالي الأول لدى “الشرق”، أن سوق الأسهم السعودية ما تزال تحت ضغط بيعي واضح. وأشار إلى أن أي إغلاق للمؤشر العام دون مستوى 10500 نقطة في الفترة المقبلة سيضعف النظرة المستقبلية للسوق على المدى المتوسط والبعيد. ويُرجح زيدان أن السوق قد تختبر مستويات 10250 نقطة ثم 10000 نقطة، وهو سيناريو أقل تفاؤلاً بكثير من التوقعات التي كانت تشير إلى بلوغ 14000 نقطة في بداية العام.

من جهتها، تؤكد ماري سالم، المحللة المالية في “الشرق”، أن المستويات الحالية تضغط بقوة على معنويات المستثمرين. وأضافت أنه في ظل أحجام التداول الضعيفة، يصبح من الصعب دعم المعنويات ما لم تحدث تغييرات جوهرية في السوق. ويرى ثامر السعيد، الرئيس التنفيذي للاستثمار في “بي إل إم إي كابيتال السعودية”، أن انخفاض شهية المستثمرين يعود إلى ضعف نمو الأرباح خلال الربع الثالث، بالإضافة إلى الضبابية التي تخيم على الاقتصاد العالمي، واتجاه بعض المستثمرين السعوديين للاستثمار في الأسواق المالية الأمريكية.

السيولة المتراجعة وتأثيرها على السوق

يعتبر ضعف السيولة أحد أبرز التحديات التي تواجه سوق الأسهم السعودية حاليًا. ففي ظل انخفاض حجم التداول، يصبح من الصعب تحديد اتجاه فني واضح للمؤشر. ومع ذلك، تشير ماري سالم إلى وجود أسهم فردية لا تزال تقدم قيمة جيدة من حيث المكررات وعوائد التوزيعات، ولكن تأثيرها على حركة المؤشر العام محدود.

بشكل عام، تتطلب استعادة سوق الأسهم السعودية لزخمها عودة الثقة لدى المستثمرين، وظهور محفزات إيجابية جديدة. كما أن نتائج الشركات في الربع الرابع، وعودة المؤسسات والصناديق للاستثمار في السوق خلال شهر ديسمبر، قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار المؤشر العام في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى