قيمة الأندية الإنجليزية المملوكة عربياً تلامس 8 مليارات دولار

شهدت كرة القدم الإنجليزية، وتحديداً الدوري الإنجليزي الممتاز “بريميرليغ”، تحولات جذرية في السنوات الأخيرة، بفضل الاستثمارات الضخمة التي قادتها أندية مملوكة لجهات عربية. فقد كشف موقع “ذا أثلتيك” عن أن القيمة الإجمالية لأندية مثل مانشستر سيتي ونيوكاسل يونايتد وأستون فيلا قد وصلت إلى حوالي 5.9 مليار جنيه إسترليني (8 مليارات دولار تقريباً). هذا الارتفاع في القيمة يعكس ليس فقط التدفق المالي، بل أيضاً التغييرات الكبيرة في الأداء الرياضي والجاذبية التجارية لهذه الأندية. الاستثمار في كرة القدم الإنجليزية أصبح محور اهتمام متزايد، مما أثار تساؤلات حول تأثيره على مستقبل اللعبة.
الاستثمارات العربية في البريميرليغ: نظرة عامة
أصبحت الأندية المملوكة عربياً جزءاً لا يتجزأ من المشهد الاستثماري في الدوري الإنجليزي الممتاز. يمثل المستثمرون الأجانب الآن 78% من ملاك الأندية، مما يؤكد على الجاذبية العالمية للبريميرليغ. ومع ذلك، من المثير للاهتمام أن حوالي 26% فقط من هذه الأندية حققت أرباحاً منذ موسم 2019-2020، مما يطرح تساؤلات حول الاستدامة المالية لهذه الاستثمارات. الاستثمارات العربية، على وجه الخصوص، كانت محط أنظار بسبب حجمها وتأثيرها السريع.
مانشستر سيتي: قصة نجاح استثمارية
يتصدر مانشستر سيتي قائمة الأندية ذات القيمة الأعلى، حيث بلغت قيمته حوالي 6 مليارات دولار. يعود هذا التقييم المرتفع إلى التغييرات الهائلة التي شهدها النادي منذ استحواذ مجموعة سيتي لكرة القدم، التي يرأسها الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس دولة الإمارات، عليه في عام 2008. في ذلك الوقت، كان النادي يعاني، ولكن الاستثمار الاستراتيجي والطموح غير المحدود حوله إلى قوة عظمى في كرة القدم العالمية.
تطور قيمة النادي وعمليات بيع الأسهم
يعكس التطور الملحوظ في قيمة النادي عمليات بيع حصص الأسهم في السنوات الأخيرة. ففي عام 2019، اشترت شركة “سيلفر ليك” الأميركية للاستثمار الخاص حصة 10.4% في “مجموعة سيتي لكرة القدم” مقابل 500 مليون دولار، مما قيم المجموعة بأكملها بحوالي 4.8 مليار دولار. على الرغم من أن هذا التقييم يشمل جميع الأندية التابعة للمجموعة، إلا أن مانشستر سيتي يظل النادي الأكبر والأكثر قيمة.
نيوكاسل يونايتد: صعود مفاجئ بفضل الاستثمار السعودي
شهد نيوكاسل يونايتد تحولاً جذرياً بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي عليه في عام 2021 مقابل 305 ملايين جنيه إسترليني. هذا الاستحواذ أنهى سنوات من المعاناة المالية وفتح الباب أمام طموحات جديدة للنادي. قيمة النادي ارتفعت الآن لتتجاوز مليار دولار، مما يدل على التأثير الفوري للاستثمار.
التحديات المالية والتحسن الرياضي
على الرغم من التمويل الكبير، واجه صندوق الاستثمارات العامة تحديات تتعلق بقواعد الربحية والاستدامة الجديدة. ومع ذلك، تمكن النادي من الحصول على تمويل إضافي من الملاك، حيث بلغ إجمالي التمويل الجديد حوالي 500 مليون جنيه إسترليني في أربع سنوات. هذا الدعم المالي انعكس بشكل إيجابي على أداء الفريق، الذي انتقل من صراع على البقاء إلى المنافسة في دوري أبطال أوروبا وتحقيق أول لقب له في كأس “كاراباو” منذ عقود.
أستون فيلا: مغامرة الملياردير ناصف ساويرس
يحتل أستون فيلا المركز التاسع في التقييم، بقيمة 730 مليون جنيه إسترليني (990 مليون دولار). يعتبر هذا التقييم بمثابة تتويج لمغامرة الملياردير المصري ناصف ساويرس، الذي اشترى النادي مع شريكه ويس إيدنز في عام 2018. في ذلك الوقت، كان أستون فيلا يلعب في دوري الدرجة الأولى ويعاني من أزمة مالية.
التحول من دوري الدرجة الأولى إلى دوري أبطال أوروبا
بفضل الدعم المالي الهائل، تمكن أستون فيلا من العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز وتحقيق تقدم ملحوظ. وصل الفريق إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا هذا العام، وهو إنجاز تاريخي يعكس الطموح والعمل الجاد. ومع ذلك، واجه الملاك بعض المشكلات المتعلقة بالقواعد المالية، ويُعوّل النادي على خطط تجديد ملعبه “فيلا بارك” لتعزيز الإيرادات.
تأثير الاستثمارات العربية على كرة القدم الأوروبية
لا يمكن إنكار أن الاستثمارات العربية قد غيرت وجه كرة القدم الأوروبية، وخاصة في إنجلترا. لقد أدت إلى زيادة المنافسة، وارتفاع مستوى اللعب، وجذب المزيد من المواهب العالمية. ومع ذلك، فإن هذه الاستثمارات تثير أيضاً تساؤلات حول الاستدامة المالية والعدالة الرياضية. الاستثمار في كرة القدم الإنجليزية، مثل أي استثمار آخر، يحمل في طياته فرصاً وتحديات. من الواضح أن الاستثمارات العربية في البريميرليغ قد خلقت ديناميكية جديدة، وسيكون من المثير للاهتمام متابعة تطوراتها في السنوات القادمة. الاستثمار في كرة القدم الإنجليزية يمثل فرصة كبيرة للنمو والتطور، ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة مسؤولة ومستدامة.












