اخبار الاقتصاد

سعر الذهب يستقر بعد ارتفاع 5 أيام وسط تحليل البيانات الأميركية

شهد سعر الذهب تراجعًا طفيفًا اليوم، بعد خمسة أيام متتالية من المكاسب القوية، وذلك مع قيام المستثمرين بتقييم أحدث البيانات الاقتصادية الصادرة من الولايات المتحدة. البيانات أظهرت استمرار التباطؤ في سوق العمل الأمريكي، مما أثار تساؤلات حول مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. هذا التراجع في سعر الذهب يأتي بعد فترة صعود ملحوظة هذا العام، حيث ارتفع المعدن الثمين بأكثر من 60%، بينما تضاعف سعر الفضة أكثر من مرتين.

تراجع سعر الذهب: نظرة على أسباب الانخفاض

أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي الصادرة يوم الثلاثاء ضعف نمو الوظائف خلال شهر نوفمبر، وارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له في أربع سنوات. هذه المؤشرات عادة ما تدفع المستثمرين إلى توقع قيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد. ومع ذلك، يبدو أن السوق لم يستجب بقوة لهذا التباطؤ، حيث امتنع المتداولون عن زيادة رهاناتهم على المزيد من التيسير النقدي في المدى القريب.

يعزى هذا التردد إلى الاعتقاد بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يكون أقل ميلاً للاعتماد بشكل كبير على هذه البيانات بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الحالية والاضطرابات التي تشهدها. حاليًا، يقدر المتداولون احتمالية خفض سعر الفائدة في يناير بنسبة 20% فقط، مما يشير إلى أنهم لا يتوقعون تحولاً سريعًا في السياسة النقدية.

تأثير أسعار الفائدة على الذهب

عادة ما تعتبر أسعار الفائدة المنخفضة عاملاً إيجابياً بالنسبة للذهب، وذلك لأن الذهب لا يدفع فوائد. عندما تنخفض أسعار الفائدة، يصبح الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يبحثون عن بدائل للاستثمارات ذات العائد الثابت. ومع ذلك، فإن التردد الحالي في توقع تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة يقلل من جاذبية الذهب.

التركيز يتجه نحو بيانات التضخم

ينصب تركيز المستثمرين الآن على بيانات التضخم الأمريكية المقرر صدورها يوم الخميس، بالإضافة إلى تصريحات العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المتوقع أن يتحدثوا طوال الأسبوع. ستوفر هذه البيانات والتصريحات رؤى إضافية حول توقعات الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم ومستقبل السياسة النقدية، مما قد يؤثر بشكل كبير على سعر الذهب.

يعتبر التضخم أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على سعر الذهب. عادة ما يرتفع سعر الذهب في أوقات ارتفاع التضخم، حيث يعتبره المستثمرون وسيلة للحفاظ على قيمة أموالهم. ومع ذلك، إذا أظهرت بيانات التضخم تباطؤًا، فقد يقلل ذلك من جاذبية الذهب.

أداء الذهب والفضة هذا العام

على الرغم من التراجع الطفيف اليوم، لا يزال أداء الذهب والفضة قويًا للغاية هذا العام. ارتفع سعر الذهب بأكثر من 60%، بينما تضاعف سعر الفضة أكثر من مرتين، مما يجعلهما على وشك تحقيق أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 1979. يعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، بما في ذلك زيادة مشتريات البنوك المركزية وتدفقات الأموال إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.

وفقًا لمجلس الذهب العالمي، ارتفعت حيازات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب شهريًا هذا العام باستثناء شهر مايو. يشير هذا إلى أن المستثمرين ما زالوا يثقون في الذهب كأصل آمن ومخزن للقيمة.

أسعار المعادن الثمينة الأخرى وتطورات السوق

في الوقت الحالي، استقر سعر الذهب عند 4305.55 دولارًا للأونصة في تمام الساعة 12:21 ظهرًا بتوقيت نيويورك. وكان قد سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4381.52 دولارًا للأونصة في أكتوبر. في المقابل، انخفض سعر الفضة بنسبة 0.8%. ومع ذلك، ارتفع سعر كل من البلاتين والبلاديوم. وانخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.2%.

هذه التطورات تشير إلى أن هناك تباينًا في أداء المعادن الثمينة المختلفة، حيث يستفيد البلاتين والبلاديوم من عوامل خاصة بها. بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض مؤشر الدولار الفوري قد يدعم سعر الذهب، حيث أن الذهب عادة ما يكون مقومًا بالدولار الأمريكي.

الخلاصة والتوقعات المستقبلية

باختصار، شهد سعر الذهب تراجعًا طفيفًا اليوم بعد فترة صعود قوية، وذلك مع قيام المستثمرين بتقييم أحدث البيانات الاقتصادية الأمريكية. ومع ذلك، لا يزال أداء الذهب والفضة قويًا للغاية هذا العام، ومن المتوقع أن يستمر الطلب على الذهب كأصل آمن ومخزن للقيمة. من المهم متابعة بيانات التضخم وتصريحات الاحتياطي الفيدرالي في الأيام القادمة، حيث أنها ستوفر رؤى إضافية حول مستقبل سعر الذهب. ننصح المستثمرين بمراقبة السوق عن كثب واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة بناءً على أحدث المعلومات المتاحة.

لمزيد من المعلومات حول استثمارات الذهب، يمكنك زيارة [رابط لمقال آخر عن الذهب على نفس الموقع].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى