زيلنيسكي: واشنطن تعرض إجراء محادثات ثلاثية مشتركة مع روسيا وأوكرانيا

في تطور لافت للأحداث، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن عرض أمريكي لإجراء محادثات سلام تجمع بين أوكرانيا وروسيا في ولاية فلوريدا الأمريكية. يأتي هذا العرض في وقت تبدي فيه إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب رغبة جادة في التوصل إلى حل للصراع الدائر. هذه التحركات الدبلوماسية تحمل في طياتها آمالاً في تهدئة التوترات، ولكنها تثير أيضاً تساؤلات حول الشروط والمقايضات المحتملة لتحقيق السلام في أوكرانيا، وهو ما سنستعرضه بتفصيل في هذه المقالة حول مفاوضات السلام الأوكرانية الروسية.
تفاصيل العرض الأمريكي للمحادثات
أعلن زيلينسكي للصحفيين في كييف يوم السبت أن انعقاد هذه المحادثات الثلاثية يعتمد بشكل مباشر على نتائج المشاورات الجارية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. وأضاف أن وفداً أوروبياً متواجداً بالفعل في فلوريدا قد يشارك في هذه المحادثات في حال تم الاتفاق على عقدها. وأوضح الرئيس الأوكراني أن الولايات المتحدة اقترحت صيغةً تجمع أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا، مع إمكانية انضمام ممثلين عن أوروبا لتعزيز الحوار.
“قالت الولايات المتحدة إنها ستعقد اجتماعاً منفصلاً مع ممثلي روسيا، وحسبما أفهم فقد عرضوا صيغة تجمع أوكرانيا– الولايات المتحدة– روسيا، وبما أن هناك أيضاً ممثلين من أوروبا، فربما تنضم أوروبا أيضاً.” هكذا نقل زيلينسكي تفاصيل العرض، مؤكداً على أهمية تقييم نتائج المحادثات الأمريكية الأوكرانية أولاً قبل اتخاذ أي خطوات إضافية. من المنطقي، بحسبه، التأكد من أن هذه المحادثات ستؤدي إلى نتائج إيجابية قبل الدخول في اجتماع مشترك.
المباحثات الأولية ووساطة ترمب
تتزامن هذه التطورات مع وصول وفد أوكراني بقيادة المسؤول الأمني الأعلى روستيم أوميروف إلى الولايات المتحدة لبدء جولة جديدة من المشاورات. سبق هذا الزيارة سلسلة من المناقشات التي أجراها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترمب، مع المسؤولين الأوكرانيين وداعميهم الأوروبيين في برلين.
من المنتظر أن يلتقي ويتكوف وكوشنر بالمبعوث الخاص للكرملين، كيريل ديميترييف، في فلوريدا خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما صرح وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يشغل أيضاً منصب مستشار الأمن القومي بالإنابة للرئيس ترمب، بأنه قد يحضر بعض جوانب هذه الاجتماعات. يُظهر هذا التحرك رغبة واضحة من فريق ترمب في لعب دور فعال في عملية الوساطة.
قضايا الأراضي والضمانات الأمنية
تعتبر قضية الأراضي المتنازع عليها من أهم القضايا الشائكة في أي مفاوضات سلام محتملة. فقد لمح الرئيس ترمب في تصريحات سابقة إلى أنه قد يكون على أوكرانيا التخلي عن بعض الأراضي التي تسيطر عليها روسيا حالياً، وهو الأمر الذي رفضه زيلينسكي بشكل قاطع في أكثر من مناسبة. هذا الموضوع يتعلق بشكل مباشر بـالأزمة الأوكرانية الروسية.
بدوره، أكد زيلينسكي أن كييف تسعى إلى اتفاق سلام عادل وشامل، لا يعتمد على تقسيم الأراضي أو الموارد. وشدد على أهمية الحصول على ضمانات أمنية موثوقة تمنح أوكرانيا الحماية من أي هجمات مستقبلية من قبل روسيا. وأضاف أن أوكرانيا بحاجة إلى معرفة ما الذي سيفعله حلفاؤها في حال تكرار السيناريو السابق. وتشمل هذه الضمانات حزمة ردع قوية، ودعم عسكري للقوات المسلحة الأوكرانية، وتنفيذ حزمة عقوبات صارمة ضد روسيا.
خطة السلام الأمريكية المقترحة
تتضمن خطة السلام الأولية التي وضعتها الولايات المتحدة بالتعاون مع روسيا، والتي تتكون من 28 نقطة، إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا. لكن زيلينسكي أكد على ضرورة وجود وقف لإطلاق النار أو إنهاء كامل للحرب قبل أن تكون الانتخابات ممكنة. ويرى أن الولايات المتحدة تدرك هذه الضرورة، وأنها تبحث عن طرق لمساعدة أوكرانيا في ضمان إجراء انتخابات آمنة وشفافة.
موقف ترمب السابق وتوقعات المستقبل
على الرغم من أن الرئيس ترمب قد ضغط في السابق على أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق مع روسيا، إلا أن روبيو نفى أن يكون المفاوضون الأمريكيون يمارسون ضغوطاً قوية على كييف في الوقت الحالي. يذكر أن ترمب كان قد زعم أنه سينهي الحرب في اليوم الأول من ولايته الثانية، لكن هذه المحاولات لم تثمر بسبب رفض الرئيس بوتين تقديم تنازلات جوهرية.
الآن، مع عودة ترمب إلى السلطة المحتملة، تتجه الأنظار إلى فلوريدا لمعرفة ما إذا كانت هذه المفاوضات ستؤدي إلى تقدم حقيقي نحو إنهاء الصراع. الوضع لا يزال معقداً وغير مؤكد، لكن العرض الأمريكي للمحادثات يمثل خطوة إيجابية في البحث عن حل سلمي للأزمة. ويظل التركيز على تحقيق سلام دائم في أوكرانيا هو الهدف الأسمى.
وفي الختام، يمثل هذا التطور فرصة جديدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. من الضروري متابعة مجريات الأحداث عن كثب، وتقييم الخطوات التي سيتم اتخاذها لتحقيق هذا الهدف. ندعوكم لمشاركة هذا المقال مع المهتمين بالشأن الأوكراني، وتقديم آرائكم حول مستقبل مفاوضات السلام.












