اخبار الاقتصاد

النفط يحافظ على مكاسبه لـ5 أيام وسط تركيز على التوترات والمخزونات

شهدت أسواق النفط العالمية استقرارًا في الأسعار لليوم الخامس على التوالي، مع تذبذب طفيف حول مستويات مهمة. يأتي هذا الاستقرار في ظل تقييمات دقيقة من قبل المتداولين للعوامل المؤثرة، والتي تشمل تصاعد التوترات الجيوسياسية من جهة، وزيادة المخزونات العالمية من جهة أخرى. يظل سعر خام برنت في نطاق 62 دولارًا للبرميل، بعد أن حقق مكاسب ملحوظة خلال الأيام الخمسة الماضية، بينما تجاوز خام غرب تكساس الوسيط حاجز 58 دولارًا. هذا التوازن الدقيق يعكس حالة من الحذر والترقب في الأسواق، حيث يراقب المستثمرون عن كثب التطورات الجيوسياسية وتأثيرها المحتمل على إمدادات أسعار النفط.

تصاعد التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط

تتصدر التوترات الجيوسياسية المشهد، خاصةً مع استمرار جهود واشنطن لاستعادة ناقلة نفط ثالثة قبالة سواحل فنزويلا. يأتي هذا التصعيد كجزء من الضغوط المتزايدة التي يمارسها البيت الأبيض على حكومة نيكولاس مادورو، مما يثير مخاوف بشأن اضطرابات محتملة في إمدادات النفط من فنزويلا. هذه المخاوف تدعم أسعار النفط، حيث يخشى المتداولون من أي نقص في المعروض قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

الوضع في فنزويلا وتأثيره على الشحنات

التحركات الأمريكية في فنزويلا لا تقتصر على استعادة الناقلات فحسب، بل تمتد لتشمل مراجعة شاملة للعلاقات التجارية مع البلاد. هذا الوضع يثير قلق شركات الشحن ومشتري النفط الفنزويلي، الذين يخشون من استهداف شحناتهم أيضًا. النتيجة المحتملة هي زيادة تكاليف الشحن والتأمين، مما قد ينعكس بدوره على أسعار النفط العالمية.

تراكم المخزونات الروسية وتأثيرها على السوق

في الوقت نفسه، تشهد المخزونات الروسية من النفط الخام تراكمًا ملحوظًا في البحر، حيث قفز حجمها بنسبة 48% منذ نهاية شهر أغسطس. هذا التراكم يعكس صعوبات في تصدير النفط الروسي بسبب العقوبات والقيود التجارية. على الرغم من أن هذا قد يبدو عاملاً سلبيًا على المدى القصير، إلا أنه قد يؤدي إلى تقليل المعروض في السوق في المستقبل، مما يدعم أسعار النفط.

ارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة

أظهرت التقارير الأخيرة ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 2.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى زيادة في مخزونات البنزين والمشتقات النفطية الأخرى. هذا الارتفاع في المخزونات يمثل ضغطًا هبوطيًا على الأسعار، حيث يشير إلى أن العرض يتجاوز الطلب. من المقرر إصدار البيانات الرسمية في 29 ديسمبر، بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترمب يوم الأربعاء عطلة رسمية.

نظرة عامة على أداء أسعار النفط خلال العام

من المتوقع أن يختتم خام برنت العام بانخفاض يقارب 16%، وهو ما يمثل أكبر انخفاض سنوي له منذ عام 2020. يعزى هذا الانخفاض إلى توقعات بتجاوز العرض الطلب، مما يؤدي إلى فائض كبير في السوق، خاصةً بعد جائحة كوفيد-19. ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات المحتملة، لا سيما من روسيا وفنزويلا، وهما عضوان رئيسيان في تحالف “أوبك+”، ساهمت في الحفاظ على استقرار نسبي في أسعار النفط.

توقعات مستقبلية وتأثير قرارات أوبك+

على الرغم من المكاسب الأخيرة، يرى المحللون أن المكاسب المحتملة قد تكون محدودة في المستقبل القريب. يتوقعون أن يزداد الفائض في أوائل العام المقبل، مما قد يؤدي إلى مزيد من الضغط على الأسعار. ومع ذلك، فإن قرارات “أوبك+” بشأن مستويات الإنتاج ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار أسعار النفط. أي تخفيض في الإنتاج قد يساعد في دعم الأسعار ومنع المزيد من الانخفاض.

أشار غاو جيان، المحلل في شركة تشيشنغ للعقود الآجلة، إلى أن “العلاوات الجيوسياسية لم يتم استيعابها بعد، في ظل وجود جميع العوامل الإيجابية تقريبًا”. ويعتقد أن التوترات المتصاعدة في فنزويلا وروسيا قد تدعم الأسعار، لكن الفائض المتوقع في المعروض قد يحد من هذه المكاسب. توقعات أسعار النفط تظل غير مؤكدة، وتعتمد على تطورات متعددة في الأسواق العالمية.

تأثير العطلات على التداول

تجدر الإشارة إلى أن تداول النفط سينتهي مبكرًا يوم الأربعاء، وستكون الأسواق مغلقة يوم الخميس بسبب العطلات. وقد أدت هذه العطلات إلى انخفاض أحجام التداول خلال ساعات التداول الآسيوية، مما قد يزيد من تقلبات الأسعار. تحليل سوق النفط يتطلب مراعاة هذه العوامل الموسمية.

في الختام، تشهد أسعار النفط حالة من التوازن الدقيق بين العوامل الجيوسياسية وزيادة المخزونات. على الرغم من المخاوف بشأن الفائض المتوقع في المعروض، فإن التوترات في مناطق رئيسية لإنتاج النفط قد تدعم الأسعار. من المهم متابعة التطورات في هذه المناطق، بالإضافة إلى قرارات “أوبك+”، لتقييم المسار المستقبلي لأسعار النفط. ندعوكم لمشاركة آرائكم حول هذه التطورات وتوقعاتكم لأسعار النفط في العام المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى