اخبار الاقتصاد

الأسهم الأميركية تمحو خسائر نوفمبر مع استئناف التداول في بورصة شيكاغو

شهدت الأسواق المالية الأمريكية تداولات هادئة وارتفاعًا طفيفًا في أسعار الأسهم بعد تعطل فني كبير في بورصة شيكاغو التجارية (CME Group) أدى إلى توقف مؤقت لتداولات ما قبل السوق. يأتي هذا الارتفاع في ظل حجم تداول منخفض للغاية، مما يعكس تأثير العطل وتزامنه مع عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة. تراجعت أسعار السندات بشكل طفيف، في حين بقيت أسواق العملات مستقرة نسبيًا.

ارتفاع الأسهم الأمريكية في ظل تداولات ضعيفة وعطل فني

ارتفع مؤشر “إس أند بي 500” بنسبة 0.5% خلال جلسة تداول أقصر من المعتاد، مما ساهم في تقليص الخسائر التي مني بها في بداية شهر نوفمبر. وبالرغم من هذا الارتفاع، ظل حجم التداول أقل بنحو 25% من المتوسط الشهري، مما يشير إلى حذر المستثمرين في أعقاب العطل الفني. كما ارتفع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.8%، مدفوعًا بشكل كبير بأداء سهم “إنتل” القوي. وشهدت أسهم شركة “أمازون” أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1.8%، بينما سجلت “وول مارت” رقمًا قياسيًا في المبيعات خلال يوم الجمعة، وهو أحد أكثر أيام التسوق ازدحامًا في الولايات المتحدة.

تأثير العطل الفني على الأسواق

أثر العطل الذي استمر لفترة أطول من عطل مماثل حدث في عام 2019، على العديد من الأسواق، خاصة تلك المرتبطة بالعقود الآجلة. ووفقًا لشركة “سايروس ون” المشغلة لمركز البيانات، فإن السبب الرئيسي للعطل كان خللاً في نظام التبريد. وقد أدى هذا إلى توقف مؤقت في بعض العمليات التجارية، مما دفع بعض المتداولين إلى تعليق التداول مؤقتًا كإجراء احترازي لتجنب الخسائر المحتملة.

استقرار أسواق العملات وتوقعات الأسواق

على الرغم من العطل الفني، لم تشهد أسواق الصرف الأجنبي تقلبات كبيرة. فقد استأنفت منصة EBS تداولها في الساعة 7:00 صباحًا، مما ساهم في استقرار السوق. ويرى خبراء الأسواق أن تأثير العطل كان محدودًا بسبب تداعيات عطلة عيد الشكر وغياب البيانات الاقتصادية الهامة من الولايات المتحدة.

دانيال نوريان، رئيس قسم التنفيذ والخدمات الكمية في “ليكويد نت”، أوضح أن “تداعيات عطلة عيد الشكر وعدم وجود بيانات أميركية قد يُخففان من تأثير العطل ظاهرياً”. وأضاف نوريان أن “هناك مخاوف كبيرة بشأن تدفقات نهاية الشهر وانتهاء صلاحية الخيارات اليوم في المنتجات الأسبوعية.”

توقعات أسعار الفائدة والأسهم

شهد مؤشر “إس أند بي 500” قبل عطلة عيد الشكر تقليصًا لخسائره ليصل إلى حوالي 0.4%، وذلك بفضل التوقعات المتزايدة بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا في السابق. ومع ذلك، كان المؤشر قد انخفض بنسبة تصل إلى 4.7% خلال شهر نوفمبر، بسبب المخاوف بشأن تقييمات شركات التكنولوجيا المبالغ فيها. قبل العطل الفني، كانت الأسواق تتوقع احتمالًا بنسبة 80% لخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع ديسمبر. هذا التفاؤل بشأن خفض اسعار الفائدة لعب دورًا في دعم الأسهم.

تأثير محدود على الأسواق العالمية

بشكل عام، كانت تحركات الأسهم العالمية هادئة، مع تداول ضعيف. لم يشهد مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي أي تغيير يذكر، في حين قلص مؤشر آسيوي مكاسبه بعد ارتفاع استمر لأربعة أيام. كما استقرت أسعار سندات الخزانة والدولار الأمريكي.

تداعيات على أسواق السلع

في أسواق السلع، كان النفط يتجه نحو تسجيل انخفاض شهري رابع على التوالي، مع ترقب المستثمرين لاجتماع “أوبك+” في نهاية الأسبوع وتقييم تأثير اتفاق السلام المحتمل في أوكرانيا على المعروض. استقر خام برنت فوق 63 دولارًا للبرميل بعد ارتفاع طفيف يوم الخميس.

كما شهد سوق الذهب تداولات متقلبة، تأثرت بشكل مباشر بالعطل الفني في بورصة شيكاغو التجارية. وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.9% قبل أن يقلص مكاسبه مع تطورات الوضع. يتداول ملايين العقود المرتبطة بمؤشرات رئيسية مثل “إس أند بي 500″ و”داو جونز الصناعي” و”ناسداك 100″ بشكل مستمر في بورصة شيكاغو التجارية، مما يجعلها مركزًا حيويًا للتداول العالمي.

استنادًا إلى استراتيجيي بلومبرغ، “في الوقت الحالي، نشهد نوعاً من الترقب قبل العودة المحدودة للسوق الأميركية. يأمل المتداولون أن يتم حل العطل قبل عودة بعض أسواق النقد الأميركية إلى العمل لاحقاً.”

في الختام، على الرغم من العطل الفني الذي أثر على بورصة شيكاغو التجارية، تمكنت الأسواق المالية الأمريكية من الحفاظ على استقرارها نسبيًا، مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة واستقرار أسواق العملات. ومع ذلك، لا يزال المستثمرون حذرين وينتظرون تطورات الوضع واتخاذ الاحتياطات اللازمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى