اخبار الاقتصاد

أسهم وعملات الأسواق الناشئة تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية

مع اقتراب نهاية العام، تشهد أسواق الأسهم والعملات الناشئة حالة من التفاؤل الحذر، مدفوعة بتوقعات إيجابية ولكن مع تداول محدود بسبب العطلات. يظهر اتجاه واضح نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، حيث يراقب المستثمرون عن كثب تطورات الذكاء الاصطناعي وسياسات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. هذا المقال يسلط الضوء على أداء هذه الأسواق، والعوامل المؤثرة في صعودها، والتحديات التي قد تواجهها في الفترة القادمة، مع التركيز على تحليل حركة أسواق الأسهم الناشئة.

أداء قوي لأسواق الأسهم الناشئة في ظل تداول ضعيف

شهد مؤشر “إم إس سي آي” لأسهم الأسواق الناشئة ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.6% في التداولات الآسيوية، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 14 نوفمبر. يعكس هذا الارتفاع استمرار الثقة في إمكانات النمو التي تتمتع بها هذه الأسواق، على الرغم من حجم التداول المنخفض الذي تشهده عادةً في فترة العطلات. وتشير التقديرات إلى أن هذا الأداء يضع المؤشر في مسار تحقيق أفضل مكاسب أسبوعية له منذ الأسبوع المنتهي في 28 نوفمبر.

هيمنة التكنولوجيا على المكاسب الإقليمية

تصدرت أسواق كوريا الجنوبية وتايوان قائمة المكاسب الإقليمية، مدفوعة بشكل رئيسي بأداء قطاع التكنولوجيا القوي. حققت أسهم شركة “سامسونج إلكترونيكس” ارتفاعًا قياسيًا، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز أداء المؤشر العام. يعتبر قطاع التكنولوجيا محركًا رئيسيًا للنمو في هذه الأسواق، ويستفيد من التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

في المقابل، أغلقت بعض الأسواق مثل إندونيسيا وهونغ كونغ أبوابها بسبب العطلات، مما أثر على حجم التداول العام. ومع ذلك، لم يمنع ذلك المؤشر من تحقيق مكاسب ملحوظة.

عملات الدول الناشئة في طريقها لتحقيق مكاسب متتالية

بالتوازي مع أداء الأسهم القوي، تشهد عملات الدول الناشئة أيضًا تحسنًا ملحوظًا. ارتفع مؤشر أداء هذه العملات بنسبة 0.6% منذ الجمعة الماضية، متجهاً نحو تسجيل رابع مكاسب أسبوعية متتالية، وهو الأكبر منذ شهر أغسطس. يعكس هذا الارتفاع تزايد الإقبال على الأصول المقومة بعملات الدول الناشئة، مدفوعًا بتوقعات النمو الإيجابية وانخفاض المخاطر العالمية.

يُعد هذا التحسن في أداء العملات بمثابة دعم إضافي لالاستثمار في الأسواق الناشئة، حيث يساهم في زيادة العائدات على الاستثمارات المقومة بالدولار الأمريكي.

توقعات مستقبلية: الذكاء الاصطناعي وأسعار الفائدة هما المفتاح

بينما تبدو أسهم الأسواق الناشئة على وشك إنهاء العام على ارتفاع، مع مكاسب تقدر بنحو 30% حتى الآن، يرى مراقبو السوق أن التوقعات المستقبلية لا تزال غير مؤكدة. يعتمد مسار هذه المكاسب بشكل كبير على اتجاهات الذكاء الاصطناعي وسياسات أسعار الفائدة التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي.

صرح شاروت شانانا، كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في “ساكسو ماركتس” (Saxo Markets) في سنغافورة، بأن “قناعة المستثمرين بموضوع الذكاء الاصطناعي لا تزال متفاوتة. هذا هو المحرك الأكثر أهمية”. وأضاف أن الارتفاع قد يستمر إذا بقي الدولار الأمريكي ضعيفًا، لكن الاختبار الأكبر سيكون عند عودة السيولة إلى الأسواق في أوائل يناير.

تأثير الوون الكوري واليوان الصيني على المشهد العام

لعب الوون الكوري دورًا رئيسيًا في تعزيز أداء عملات الأسواق الناشئة يوم الجمعة، وذلك بفضل ضعف الدولار الأمريكي وتدفقات الاستثمار إلى الأسهم المحلية. ارتفع الوون إلى أقوى مستوى له منذ 4 نوفمبر، بعد أن أكدت السلطات الكورية التزامها بالتدخل لمنع أي ضعف مفرط في العملة.

في الوقت نفسه، استقر اليوان الصيني بعد أن حدد البنك المركزي سعره المرجعي اليومي عند مستوى أقل من تقديرات السوق، في إشارة إلى رغبته في إبطاء ارتفاع العملة. جاءت هذه الخطوة بعد أن تجاوز اليوان حاجز 7 يوانات مقابل الدولار يوم الخميس، وهو مستوى نفسي لم يشاهده منذ سبتمبر 2024. هذه التحركات في اليوان تعكس سعي الصين للحفاظ على استقرار عملتها وتجنب أي تأثير سلبي على صادراتها.

الخلاصة: تفاؤل حذر مع نظرة مستقبلية معقدة

بشكل عام، تشهد أسواق الأسهم الناشئة وعملات الدول الناشئة زخمًا إيجابيًا مع اقتراب نهاية العام. ومع ذلك، يظل التفاؤل حذرًا، حيث يعتمد مستقبل هذه الأسواق على تطورات الذكاء الاصطناعي وسياسات الاحتياطي الفيدرالي. من المهم للمستثمرين مراقبة هذه العوامل عن كثب واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. نوصي بمتابعة آخر الأخبار والتحليلات المتعلقة بالاستثمار في الأسواق الناشئة لتقييم المخاطر والفرص المتاحة بشكل أفضل. هل تعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في دفع نمو هذه الأسواق؟ شارك برأيك في التعليقات أدناه!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى