اخبار الاقتصاد

أسعار الفضة تتجاوز 60 دولاراً مع دعم المضاربين للزخم الصعودي

شهدت أسعار الفضة ارتفاعاً ملحوظاً في الأيام الأخيرة، حيث تجاوزت حاجز الـ 60 دولاراً للأونصة للمرة الأولى يوم الثلاثاء، لتواصل مكاسبها بقوة. وارتفعت الأسعار بشكل أكبر يوم الأربعاء لتسجل مستوى قياسي جديد، مدفوعة بمجموعة من العوامل تشمل نقص الإمدادات المتزايد وتوقعات بسياسة نقدية أكثر مرونة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. هذا الارتفاع يثير تساؤلات حول مستقبل سعر الفضة وموقعها كأصل استثماري.

أسباب ارتفاع سعر الفضة التاريخي

يعزى الارتفاع الأخير في سعر الفضة إلى عدة عوامل متضافرة. في المقام الأول، يبرز نقص الإمدادات كقوة دافعة رئيسية. فقد شهدت الأسواق أزمة في المعروض من الفضة منذ شهر أكتوبر الماضي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض. على الرغم من تدفق بعض المعادن إلى خزائن لندن مؤخراً، إلا أن أسعار الاقتراض لا تزال مرتفعة، مما يشير إلى أن الضيق في المعروض لم يختفِ تماماً.

توقعات التيسير النقدي من الفيدرالي الأمريكي

بالإضافة إلى ذلك، تلعب توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي دوراً مهماً في دعم أسعار الفضة. فمن المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بربع نقطة في نهاية اجتماعه في 9 و 10 ديسمبر. تعتبر تكاليف الاقتراض المنخفضة عاملاً إيجابياً للمعادن النفيسة التي لا تدر عائداً، مثل الفضة والذهب.

تصريحات المرشح لرئاسة الفيدرالي

أضافت تصريحات كيفن هاسيت، المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الفيدرالي، المزيد من الزخم لهذه التوقعات. فقد صرح هاسيت برؤيته وجود مجال واسع لخفض أسعار الفائدة بشكل كبير، مما عزز من التفاؤل بشأن سياسة نقدية أكثر مرونة في المستقبل.

الفضة تتفوق على الذهب في الأداء

من الجدير بالذكر أن الفضة حققت أداءً يفوق أداء الذهب هذا العام، حيث ارتفعت بأكثر من الضعف مقارنة بزيادة الذهب التي بلغت 60%. يعكس هذا التفوق الدور المتزايد للفضة ليس فقط كملاذ آمن، بل أيضاً كمادة خام صناعية مهمة. هذا الأداء القوي يجعلها خياراً جذاباً للمستثمرين الذين يبحثون عن تنويع محافظهم الاستثمارية.

مخزونات النحاس الصينية والطلب المتزايد

لا يقتصر نقص الإمدادات على الفضة فحسب، بل يمتد ليشمل أسواق المعادن الأخرى. فقد وصلت المخزونات الصينية من النحاس إلى أدنى مستوياتها في عقد من الزمن، مما يشير إلى طلب قوي من أكبر مستهلك للمعادن في العالم. هذا النقص في الإمدادات العامة يدعم أيضاً أسعار الفضة، حيث أن هناك علاقة ارتباط بين أسعار المعادن المختلفة.

تدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة

يشهد سوق الفضة أيضاً تدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المدعومة بالفضة. ففي الأسبوع الماضي، شهدت هذه الصناديق أكبر تدفق أسبوعي للأموال منذ شهر يوليو، مما يعكس ثقة المستثمرين في استمرار صعود أسعار الفضة. هذه التدفقات تزيد من الطلب على الفضة وتدعم أسعارها.

الرسوم المحتملة على الفضة وتأثيرها

يثير احتمال فرض الولايات المتحدة رسوماً على الفضة بعض القلق في السوق. فقد أضافت إدارة ترمب الفضة إلى قائمة المعادن الحرجة في البلاد الشهر الماضي، مما فتح الباب أمام فرض رسوم جمركية. هذا القلق دفع بعض المتعاملين إلى الاحتفاظ بالمعدن داخل السوق المحلية، مما أبقى المخزونات في مستودعات بورصة “كوميكس” قريبة من مستويات تاريخية مرتفعة على الرغم من تراجعها من ذروة أكتوبر.

نظرة على أداء المعادن الأخرى والدولار

في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الفضة، سجل الذهب تراجعاً طفيفاً إلى 4194.74 دولاراً للأونصة. في المقابل، انخفضت أسعار البلاتين والبلاديوم. بقي مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري ثابتاً بعد إغلاق الجلسة السابقة مرتفعاً بنسبة 0.1%. هذا التباين في أداء المعادن المختلفة يعكس ديناميكيات السوق المعقدة وتأثير العوامل المختلفة على كل معدن.

بحلول الساعة 10:21 صباحاً بتوقيت لندن، كانت الفضة مرتفعة بنسبة 0.5% عند 60.95 دولار للأونصة. (تم تحديث الأسعار حتى تعكس تحركات السوق).

الخلاصة: مستقبل واعد لـ سعر الفضة؟

بشكل عام، يشير الارتفاع الأخير في سعر الفضة إلى قوة الطلب ونقص الإمدادات، بالإضافة إلى التوقعات بسياسة نقدية أكثر مرونة. على الرغم من وجود بعض المخاطر، مثل احتمال فرض رسوم جمركية، إلا أن التوجه العام يبدو إيجابياً. ينصح المستثمرون بمتابعة تطورات السوق عن كثب وتقييم المخاطر قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. هل سيستمر هذا الزخم الصاعد؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام والأسابيع القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى