وزير الثقافة السعودي: “البحر الأحمر” ساهم في تمكين الشباب وتعزيز حضور المملكة السينمائي

يشهد القطاع الثقافي في المملكة العربية السعودية تحولاً جذرياً، ويبرز مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي كأحد أبرز تجليات هذا التطور. ففي كلمته خلال افتتاح النسخة الخامسة من المهرجان في جدة، أكد الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، على الدور المحوري الذي يلعبه المهرجان في تعزيز المشهد السينمائي السعودي، وتمكين الشباب، وتحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة. هذا المهرجان لم يعد مجرد حدث سينمائي، بل منصة ثقافية عالمية تعكس ديناميكية المملكة وتطلعاتها المستقبلية.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: منصة للتحول الثقافي
أشار الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان إلى أن الثقافة تعتبر من أقوى أدوات التأثير عالمياً، والسينما تحتل مكانة مرموقة ضمن هذه الأدوات. فهي بمثابة جسر يربط بين الشعوب، ويعزز التفاهم المتبادل، ويساهم في بناء عالم أكثر ترابطاً. النسخة الخامسة من المهرجان، التي انطلقت تحت شعار “في حب السينما”، هي ثمرة جهود مضنية ودعم سخي من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مما يؤكد على الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للقطاع الثقافي.
نقلة نوعية في القطاع الثقافي السعودي
خلال السنوات القليلة الماضية، شهد القطاع الثقافي السعودي نقلة نوعية غير مسبوقة، ليصبح ركناً أساسياً في مستقبل المملكة. وقد عملت وزارة الثقافة بجد خلال الأعوام السبعة الماضية على صون التراث العريق للمملكة، وفي الوقت نفسه، بناء مشهد ثقافي متنوع وشامل. يشمل هذا المشهد الأدب والفنون البصرية والموسيقى والحرف اليدوية وفنون الطهي، بالإضافة إلى صناعة الأفلام، مما يشكل منظومة ثقافية متكاملة تعكس الهوية الوطنية وتطلعات الأجيال الجديدة.
هذا التنوع الثقافي يعزز مكانة المملكة كوجهة جاذبة للسياحة الثقافية، ويساهم في تنويع مصادر الدخل، وتحقيق أهداف رؤية 2030 الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن دعم الفنون والثقافة يعزز الإبداع والابتكار، ويساهم في بناء مجتمع حيوي ومزدهر.
تمكين الشباب ودعم المبدعين من خلال المهرجان
شدد وزير الثقافة على أن مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تجسد رؤية المملكة في تمكين الشباب ودعم المبدعين. من خلال برامج الدعم والمبادرات التي تطلقها المؤسسة سنوياً، يتم تعزيز الحضور السعودي في الصناعة السينمائية العالمية. هذه البرامج والمبادرات لا تقتصر على دعم الإنتاج السينمائي، بل تشمل أيضاً تطوير الكفاءات الوطنية، وتوفير فرص التدريب والتأهيل، وتبادل الخبرات مع صناع السينما العالميين.
تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز مكانة المملكة
إن دعم الصناعة السينمائية يساهم بشكل كبير في تحفيز النمو الاقتصادي، من خلال خلق فرص عمل جديدة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز الصادرات الثقافية. كما أن الإنتاج السينمائي يساهم في الترويج للمملكة كوجهة سياحية متميزة، وتسليط الضوء على ثقافتها وتراثها الغني.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يساهم في ترسيخ مكانة المملكة كوجهة سينمائية رائدة، من خلال استضافة نخبة من صناع السينما والفنانين من جميع أنحاء العالم. هذا يعزز من سمعة المملكة كمركز ثقافي عالمي، ويساهم في جذب المزيد من الاستثمارات والفعاليات الثقافية.
فعاليات النسخة الخامسة وشعار “في حب السينما”
انطلقت فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان بمشاركة واسعة من صناع السينما من العالم العربي وآسيا وإفريقيا وأوروبا والأمريكيتين. يجتمع الفنانون والضيوف تحت مظلة واحدة للاحتفاء بالفن السابع وقدرته على توحيد الناس وتقريبهم. هذا التجمع الدولي يعكس التزام المملكة بتعزيز الحوار الثقافي، وتبادل الأفكار، وبناء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة.
شعار المهرجان “في حب السينما” يعبر عن الشغف العميق بالفن السينمائي، والتقدير للدور الذي يلعبه في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية. هذا الشعار يذكرنا بأهمية السينما كأداة للتعبير عن الإبداع، واستكشاف القضايا الإنسانية، وتعزيز التفاهم بين الشعوب.
في الختام، يمثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي علامة فارقة في مسيرة التحول الثقافي الذي تشهده المملكة العربية السعودية. إنه ليس مجرد مهرجان سينمائي، بل منصة عالمية تعكس طموحات المملكة ورؤيتها المستقبلية، وتساهم في بناء مجتمع حيوي ومزدهر، يعتز بتراثه ويستشرف المستقبل.
ندعوكم لزيارة الموقع الرسمي للمهرجان للاطلاع على المزيد من التفاصيل حول الفعاليات والأفلام المشاركة، والمساهمة في دعم هذا الحدث الثقافي الهام.












