نتفليكس: عرض باراماونت لشراء وارنر براذرز “كان متوقعاً” وواثقون من الفوز

يشهد قطاع الترفيه العالمي تحولات جذرية، وتتصدر عمليات الاندماج والاستحواذ عناوين الأخبار. آخر هذه التطورات، إعلان تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة نتفليكس، عن ثقته التامة في إتمام صفقة الاستحواذ على استوديوهات وارنر براذرز ديسكفري (WBD) مقابل ما يقارب 83 مليار دولار. يأتي هذا بعد منافسة شرسة مع عروض استحواذ عدائية من شركتي باراماونت سكاي دانس وكومكاست، حيث تمكنت نتفليكس من التفوق بعرضها الأسبوع الماضي.
نتفليكس واثقة من إتمام صفقة الاستحواذ على وارنر براذرز
أكد ساراندوس، خلال مشاركته في مؤتمر UBS العالمي للإعلام والاتصالات في نيويورك، أن عرض باراماونت كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن نتفليكس لديها بالفعل “صفقة منجزة” وهي “سعداء للغاية بها”. وأضاف أن هذه الصفقة تعتبر “رائعة لمساهمينا، رائعة للمستهلكين، وطريقة ممتازة لخلق الوظائف وحمايتها في قطاع الترفيه”. وتؤكد هذه التصريحات على رؤية نتفليكس الإيجابية للمستقبل بعد إتمام عملية الاستحواذ.
تفاصيل عروض الاستحواذ المتنافسة
عرضت باراماونت الجديد عرضًا نقديًا بالكامل بقيمة 30 دولارًا للسهم، بينما كان عرض كومكاست أقل من حيث السيولة النقدية، حيث قدمت “حصة كبيرة من الأسهم في شركة الترفيه المدمجة”، وفقًا لتصريحات مايك كافاناه، رئيس كومكاست، في المؤتمر نفسه. هذا الاختلاف في هيكل العروض يعكس استراتيجيات مختلفة للشركات المتنافسة في سعيها للسيطرة على أصول WBD.
تأثير عمليات الاندماج والاستحواذ على صناعة الترفيه
أثارت هذه الموجة من عمليات الاندماج والاستحواذ قلقًا واسعًا في الأوساط الإبداعية، حيث يخشى البعض من أن هذه الصفقات قد تؤدي إلى تقليص خيارات الإنتاج والعرض، وبالتالي تقليص سوق العمل في هذا القطاع. ومع ذلك، يرى كافاناه أن عمليات التوحيد تساعد الشركات على تعزيز استراتيجياتها طويلة المدى وتحقيق قيمة أكبر.
في أكتوبر الماضي، وضعت وارنر براذرز نفسها أمام خيار الاستحواذ، وذلك قبيل خططها لتقسيم الشركة إلى كيانين. وقد تلقت الشركة عروضًا من نتفليكس وباراماونت وكومكاست للحصول على أصول الاستوديو والبث الخاصة بـWBD في عملية متعددة الجولات. وفي نهاية المطاف، أُعلن عن فوز نتفليكس بعرضها الذي يتضمن دفع 23.25 دولارًا نقدًا و4.50 دولارات من أسهم نتفليكس عن كل سهم من أسهم WBD، بقيمة مؤسسية تقارب 83 مليار دولار.
رد فعل باراماونت وشكوكها حول العملية
أعربت باراماونت عن شكوكها حول “عدالة وكفاية” العملية في رسالة إلى مجلس إدارة WBD الأسبوع الماضي. ومع ذلك، أكد جريج بيترز، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، أن الصفقة تصب في مصلحة المستهلك من خلال تقديم قيمة أكبر، وفي مصلحة صناع المحتوى من خلال زيادة الإنفاق على المحتوى.
نتفليكس وتعهداتها بالحفاظ على الوظائف
عند سؤاله عن تعليق الرئيس ترمب الأخير بشأن الصفقة، قال ساراندوس إن مصالح الرئيس تتماشى مع مصالح نتفليكس، وهي “خلق الوظائف وحمايتها”. وأوضح أن عرض باراماونت يتضمن وفورات في التكاليف بقيمة ستة مليارات دولار، والتي من المرجح أن تأتي من تقليص الوظائف، بينما نتفليكس لا تخطط لتقليص الوظائف بل لخلق المزيد منها. هذا التعهد بالحفاظ على الوظائف يمثل نقطة جذب رئيسية في صفقة الاستحواذ.
وأضاف ساراندوس أنه والرئيس ترمب تبادلا الحديث مرارًا منذ الانتخابات بشأن التحديات التي تواجه صناعة الترفيه. هذا يشير إلى وجود حوار مستمر بين نتفليكس والإدارة الأمريكية حول مستقبل القطاع.
مستقبل صناعة البث والترفيه
تعتبر صفقة الاستحواذ هذه بمثابة علامة فارقة في صناعة البث والترفيه، حيث تجمع بين واحدة من أكبر خدمات البث (نتفليكس) وواحدة من أكبر شركات الإنتاج السينمائي (وارنر براذرز). من المتوقع أن تؤدي هذه الصفقة إلى تغييرات كبيرة في المشهد التنافسي، وتقديم المزيد من الخيارات للمستهلكين، وزيادة الاستثمار في المحتوى.
في الختام، يبدو أن نتفليكس على وشك إتمام صفقة تاريخية ستعيد تشكيل صناعة الترفيه. مع ثقة ساراندوس الواضحة وتعهداته بالحفاظ على الوظائف، يبدو أن الشركة مستعدة لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص التي ستنشأ بعد إتمام عملية الاستحواذ. تابعونا لمزيد من التحديثات حول هذا الموضوع المثير.












