اخبار الكويت

الأمين العام لمجلس التعاون الشراكة الخليجية – الأوروبية نموذج للأمن والاستقرار الإقليمي

  • البديوي يدعو إلى تحرك دولي عاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية في غزة ودعم المبادرة الأمريكية للسلام
  • النزاعات الإقليمية المستمرة تُلقي بظلالها على المصالح المشتركة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي لا سيما في مجالات الملاحة والطاقة والاستثمار

أسامة دياب

أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي أن الشراكة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي تمثل ركيزة أساسية لتعزيز الأمن الإقليمي والاستقرار العالمي، مشيراً إلى أن هذا التعاون يمكن أن يشكّل نموذجاً فاعلاً للتنمية والسلام المشترك في ظل التحديات المتصاعدة التي تواجه المنطقتين.

جاء ذلك في مجمل كلمته خلال افتتاح المنتدى الرفيع المستوى الثاني للأمن الإقليمي والتعاون، الذي تستضيفه الكويت، بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين الخليجي والأوروبي.

وأوضح الأمين العام أن الأوضاع الجيوسياسية الراهنة في المنطقة وصلت إلى “منعطف خطير يتطلب وقفة دولية وأخلاقية جادة”، مندداً بالانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في غزة وما تمثله من تهديد لأمن واستقرار الشرق الأوسط، داعياً إلى “تحرك دولي فاعل لوقف هذه الجرائم فوراً ووضع حدّ للسياسات المتطرفة التي تقوّض فرص السلام”.

كما رحّب بالمبادرة التي قدّمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، معتبراً أنها “تشكل فرصة لإرساء مسار جاد نحو وقف العنف واستعادة الاستقرار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، تمهيداً لتحقيق سلام عادل ودائم قائم على القانون الدولي ومبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.

وأكد البديوي أن مجلس التعاون سيواصل العمل مع الشركاء الدوليين لضمان إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووضع حد لجرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل، مشدداً على ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة.

وفي حديثه عن أولويات الأمن الإقليمي، شدد الأمين العام على أن رؤية مجلس التعاون تقوم على “بناء شراكات استراتيجية لمعالجة بؤر التوتر وضمان أمن إمدادات الطاقة واستقرار أسواق النفط، وتعزيز أمن الملاحة وحرية المرور البحري، والحفاظ على نظام منع الانتشار النووي”.

وأشار إلى أن النزاعات الإقليمية المستمرة تُلقي بظلالها على المصالح المشتركة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، لا سيما في مجالات الملاحة والطاقة والاستثمار، موضحاً أن “ثلاثة من أهم المضايق البحرية العالمية تقع في المنطقة، وأن أي تهديد لها ينعكس على حركة التجارة والطاقة في العالم بأسره”.

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أعرب عن قلق مجلس التعاون من استمرار الغموض حول هذا الملف، مؤكداً أن “أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة تهدد أرواح المدنيين وأمن الاقتصاد العالمي”، داعياً إيران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف مستويات التخصيب العالية.

وحول الحرب في أوكرانيا، شدد البديوي على موقف مجلس التعاون الثابت الداعي إلى احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، ورفض استخدام القوة أو التهديد بها، لافتاً إلى أن “المجلس يدعم الحلول السلمية عبر الحوار والمفاوضات ويثمّن الجهود الدبلوماسية والمبادرات الدولية لإنهاء الحرب.”

كما أشار إلى النجاحات التي حققتها الوساطات الخليجية في تبادل الأسرى وتقديم المساعدات الإنسانية، فضلاً عن الجهود الرامية إلى تسهيل تصدير الحبوب والإمدادات الغذائية حفاظاً على الأمن الغذائي العالمي.

واختتم الأمين العام تصريحه بالتأكيد على أن هذا المنتدى يمثل “منصة مهمة للحوار والتنسيق بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي في مواجهة الأزمات الإقليمية والعالمية، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى