مقالات

عروض أولى وجلسات حوارية لنادين لبكي وشون بيكر في اليوم الرابع من “البحر الأحمر”

يواصل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في يومه الرابع تألقه، مستقطباً المزيد من النجوم وصناع الأفلام من جميع أنحاء العالم. يشهد المهرجان إقبالاً كبيراً من الجمهور والنقاد على حد سواء، وذلك بفضل البرنامج الغني والمتنوع الذي يقدمه، والذي يحتفي بالسرديات الملهمة ويعزز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز صاعد لصناعة السينما. ويسهم هذا الحدث الثقافي الهام في تعزيز التبادل الثقافي بين الشرق والغرب، وتقديم أعمال سينمائية جديدة تعكس التنوع والإبداع في المنطقة والعالم.

يوم حافل بالعروض الأولى والأفلام المميزة في مهرجان البحر الأحمر

شهد اليوم الرابع من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي مجموعة من العروض الأولى المميزة للأفلام المشاركة في دورة هذا العام. افتُتحت السجادة الحمراء في ميدان الثقافة في جدة بحضور حشد من النجوم والمشاهير، مع التركيز على السينما السعودية الجديدة. تم عرض فيلم “نور” للمخرج عمر المقرّي، الذي يروي قصة ملهمة للاعب كرة القدم السعودي محمد نور، بدءاً من نشأته المتواضعة وصولاً إلى تحقيق الشهرة والنجاح.

السينما السعودية تتألق

لم يقتصر التألق على فيلم “نور” فحسب، بل شهدت السجادة الحمراء أيضاً عروضاً لفيلمي “رأيت رسم الرمال” للمخرج عبدالله الحمدي، والذي يتميز بأسلوبه الفني الفريد وتداخله بين الواقع والخيال، وفيلم “دوائر الحياة” للمخرج خالد الدسيماني، الذي يقدم رؤية جديدة للمشهد الفني السعودي. بالإضافة إلى ذلك، عُرضت باقة مميزة من الأفلام القصيرة السعودية، مما يعكس تنوع المواهب والإبداعات في هذا المجال. هذه الأفلام تعكس طموحات الجيل الجديد من المخرجين السعوديين ورغبتهم في تقديم أعمال فنية ذات مستوى عالمي.

أفلام من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم

لم يغفل مهرجان البحر الأحمر السينمائي عن تقديم أفلام من مختلف أنحاء العالم. في إطار مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة، عُرض فيلم “تراك ماما” للمخرجة الكينية زيبورا نياروري، الذي يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الأمهات في كينيا، وفيلم “بارني” للمخرج الصومالي محمد شيخ، الذي يقدم قصة مؤثرة عن فتاة مفقودة في قرية صومالية هادئة. كما عُرض فيلم “يونان” للمخرج السوري أمير فخر الدين، الذي يتناول قضايا الاغتراب والأحلام المندثرة.

عودة كلاسيكيات السينما العربية

بالإضافة إلى الأفلام الحديثة، حرص المهرجان على تكريم السينما الكلاسيكية. شهدت السجادة الحمراء عرضاً لفيلم “أومراو جان” الكلاسيكي لعام 1981، والذي تم ترميمه خصيصاً للمهرجان. يعتبر هذا الفيلم من أبرز الأعمال التي تركت بصمة واضحة في السينما الهندية، ويجسد قصة مغنية وراقصة وشاعرة محلية. هذا العرض يعكس التزام مهرجان البحر الأحمر بتقديم أبعاد ثقافية مختلفة وتعزيز الحوار السينمائي.

نجوم وصناع الأفلام يشاركون في جلسات حوارية ملهمة

لم يقتصر مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي على العروض السينمائية فحسب، بل استضاف أيضاً مجموعة من الجلسات الحوارية الملهمة التي جمعت نخبة من النجوم ورواد صناعة الأفلام من مختلف أنحاء العالم. تضمنت هذه الجلسات مشاركة المخرج الأميركي الشهير شون بيكر، رئيس لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة، والمخرجة اللبنانية نادين لبكي، والممثلة المصرية مي عمر.

نادين لبكي: الإنسان هو مصدر الإلهام

خلال جلستها الحوارية، أكدت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي على أهمية المساحة التي يمنحها التمثيل للممثل لاستكشاف مختلف الشخصيات والتعبير عنها بحرية. وقالت إن الإنسان هو مصدر إلهامها الرئيسي، وأن استكشاف أدق تفاصيل السلوك البشري هو جوهر كل فيلم تقدمه. وأضافت أن السينما لها دور محوري في تغيير واقع الإنسان، وأن هذه المهنة هي مهنة نبيلة تسعى إلى لمس مشاعر وقيم الناس. وأشارت إلى أن قوة الفن تكمن في قدرته على إحداث فرق، مهما كان بسيطاً، في حياة الأفراد والمجتمعات.

مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يمثل منصة حيوية لدعم صناعة السينما في المنطقة وتعزيز التبادل الثقافي بين الشرق والغرب. من خلال برامجه المتنوعة وعروضه المميزة، يساهم المهرجان في ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة رائدة في عالم السينما. نأمل أن يستمر هذا المهرجان في تحقيق النجاح والازدهار، وأن يظل منصة للإبداع والابتكار في مجال السينما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى