مقالات

داكوتا جونسون في “البحر الأحمر”: عملي بالإنتاج كشف لي وجهاً قبيحاً للصناعة

أشعلت النجمة الأمريكية داكوتا جونسون فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة بحديث صريح وجريء، كاشفة عن جوانب غير مسبوقة من تجربتها في صناعة السينما، سواء كممثلة أو منتجة. وكشفت جونسون عن طموحاتها المستقبلية من خلال شركتها الإنتاجية TeaTime Pictures، مما جعلها محط أنظار الحضور والمهتمين بالصناعة. يعتبر هذا الحوار من أبرز اللحظات في المهرجان، حيث قدمت داكوتا رؤية متعمقة حول الإنتاج والتمثيل والتطور الفني، وعلاقتها المعقدة بـصناعة السينما.

داكوتا جونسون: من التمثيل إلى الإنتاج.. قصة شغف

لم يكن دخول داكوتا جونسون عالم الإنتاج مجرد تغيير في المسار، بل خطوة طبيعية نابعة من نشأتها في أسرة سينمائية. فقد أمضت طفولتها وشبابها في مواقع التصوير، تراقب والديها، الممثلين دون جونسون وميلاين جريفيث، وهما يتعاملان مع مختلف جوانب الإنتاج. وأوضحت جونسون أنها لطالما رغبت في أن تكون جزءًا أكبر من هذه العملية، وأن تساهم في صناعة الأفلام من منظور أوسع. تأسست شركتها TeaTime Pictures عام 2019 بالشراكة مع رو دونيلي، التنفيذية السابقة في نتفليكس، لتجسد هذه الرغبة وتحولها إلى واقع ملموس.

TeaTime Pictures: رؤية فنية تركز على القصص النسائية

أعربت داكوتا جونسون عن شغفها بتقديم أعمال فنية تتجاوز المألوف وتستكشف أعماق النفس البشرية. وأشارت إلى أن شركة TeaTime Pictures تنجذب بشكل خاص إلى المشاريع التي تقودها شخصيات نسائية قوية، وتتناول تجارب إنسانية معقدة تتضمن تحولات داخلية وخارجية. وتسعى الشركة من خلال هذه المشاريع إلى إحداث تأثير إيجابي في صناعة السينما، وتقديم محتوى يلامس القلوب ويثير العقول. وأضافت أنهم يبحثون عن كتّاب شجعان يغامرون بتقديم قصص صادقة وجريئة. هذا التوجه الفني لـ TeaTime Pictures يضعها في مكانة متميزة ضمن شركات الإنتاج السينمائي.

أسرار الكواليس وصعوبات الإنتاج

على الرغم من إعلان الشركة عن عدد من المشاريع الواعدة، مثل فيلم الخيال العلمي “Trudy Blue” والفيلم الذي ستخرجه جونسون بنفسها “A Tree Is Blue”، إلا أنها التزمت التكتم خلال الجلسة الحوارية، ولم تفصح عن تفاصيل محددة بشأن هذه المشاريع. ومع ذلك، لم تخش جونسون أن تشارك بصراحة تجربتها في الإنتاج، مؤكدة أنه أصعب بكثير من التمثيل. وقالت: “في التمثيل أشعر أنني داخل فقاعة، لكن في الإنتاج ترى ما خلف الستار.. وهذا قبيح أحياناً”. وأضافت أن اكتشاف ممارسات غير نزيهة من بعض الممولين كان أمرًا محبطًا للغاية، سواء كممثلة أو كمنتجة.

تطور داكوتا جونسون في اختيار الأدوار

تحدثت داكوتا جونسون عن التغير الذي طرأ على طريقة اختيارها للأدوار على مر السنين. وأقرّت بأنها في بداية مسيرتها الفنية كانت تقبل بأدوار بناءً على إقناع الآخرين، دون التأكد من أنها مناسبة لها. ولكن مع نضوج تجربتها، أصبحت أكثر وعياً بـاختيار الأدوار التي تتناسب مع رؤيتها الفنية وتتيح لها استكشاف جوانب جديدة من شخصيتها. وشددت على أنها تبحث الآن عن أدوار تخرجها من منطقة الراحة، وتسمح لها بالتعبير عن مشاعر وأحاسيس دفينة بداخلها.

شراكة فنية ملهمة مع لوكا جواداجنينو

لا يمكن الحديث عن مسيرة داكوتا جونسون الفنية دون ذكر شراكتها الطويلة والمثمرة مع المخرج الإيطالي لوكا جواداجنينو، الذي أخرج لها أفلامًا مثل “Suspiria” و “A Bigger Splash”. وأعربت جونسون عن إعجابها الشديد بجواداجنينو، ووصفته بأنه المخرج الوحيد الذي جعلها تشعر بأنها مرئية بعمق. وروت قصة تلقيها خبر ترشيحها لدور في “A Bigger Splash” أثناء وجودها في حافلة جولة موسيقية، وكيف أن الممثلة تيلدا سوينتون طمأنتها وأكدت لها أنها تستحق هذه الفرصة. ووصفت جونسون العمل مع رالف فاينز وتيلدا سوينتون بأنه كان بمثابة منحنى تعلم ضخم، وأنها أدركت من خلال هذه التجربة أن هذا هو نوع السينما الذي تحبه.

مشاريع قادمة ورؤية مستقبلية

أكدت داكوتا جونسون أنها تعمل حاليًا على عدد من المشاريع الجديدة ضمن TeaTime Pictures، وعلى رأسها فيلمها “A Tree Is Blue”، الذي يضم في بطولته جيسيكا ألبا، وتشارلي إكس سي إكس، وفانيسا بوجاردت. وأوضحت أن معيارها الأساسي في اختيار المشاريع هو التركيز على الأعمال التي تقودها شخصيات نسائية، والكتّاب الشجعان الذين يغامرون بتقديم قصص صادقة. ومع وجود هذه المشاريع الطموحة، يبدو مستقبل داكوتا جونسون في الإنتاج السينمائي واعدًا ومليئًا بالإبداع.

في الختام، تقدم داكوتا جونسون نموذجًا ملهمًا لفنانة متعددة المواهب، تسعى إلى تطوير نفسها باستمرار وتقديم أعمال فنية ذات قيمة. ومع انخراطها المتزايد في الإنتاج، فمن المتوقع أن نشهد المزيد من الإبداع والابتكار في عالم السينما، وأن تساهم TeaTime Pictures في إحداث تغيير إيجابي في هذه الصناعة. ندعوكم لمتابعة أعمالها القادمة والتفاعل مع رؤيتها الفنية الطموحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى