مقالات

جودي فوستر في مراكش: السينما العربية غائبة عن المشهد في أميركا

أعربت الممثلة والمخرجة الأمريكية الشهيرة جودي فوستر عن أسفها لقلة المعرفة بالالسينما العربية في الولايات المتحدة، مشيدةً في الوقت ذاته بالحضور القوي والمتزايد للسينما الإيرانية على الساحة الدولية. جاءت تصريحات فوستر خلال لقاء صحفي على هامش فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث سلطت الضوء على التحديات التي تواجه الأفلام العربية في الوصول إلى جمهور أوسع في أمريكا.

جودي فوستر: غياب السينما العربية عن المشهد الأمريكي

أكدت فوستر أنها تنتظر بشوق فعاليات مهرجان الأوسكار السنوي، وتحديدًا قسم “أفضل فيلم دولي”، لعلها تتاح لها فرصة مشاهدة بعض الإنتاجات العربية. وأوضحت أن هذا الانتظار يعكس نقصًا حقيقيًا في توافر الأفلام العربية في دور العرض أو عبر المنصات الرقمية في الولايات المتحدة. هذا الغياب يمنع المشاهد الأمريكي من اكتشاف تنوع القصص والثقافات التي تقدمهاالسينما العربية.

في المقابل، أشادت فوستر بالسينما الإيرانية، واصفةً إياها بـ “الرائعة”. وأشارت إلى أنها شاهدت مؤخرًا فيلم “It Was Just An Accident” للمخرج الإيراني جعفر بناهي، والذي فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان 2025، معربةً عن إعجابها الشديد به. هذا النجاح الإيراني يعزى إلى المشاركات الفعالة في المهرجانات الدولية الكبرى، والتي تساهم في بناء سمعة قوية للأفلام الإيرانية.

تكريم جودي فوستر في مهرجان مراكش وإعجابها بالمغرب

تم تكريم جودي فوستر (63 عامًا) في الدورة الثانية والعشرين من مهرجان مراكش، الذي اختتم فعالياته في 6 ديسمبر. هذا التكريم يأتي تقديرًا لمسيرتها الفنية المتميزة وإسهاماتها الكبيرة في عالم السينما.

خلال تواجدها في المغرب، أعربت فوستر عن إعجابها الشديد بجمال وتنوع المناظر الطبيعية والثقافة المغربية. وقالت إن المغرب يلهمها بصريًا، مشيرةً إلى مدن مثل مراكش والصويرة التي تتميز بألوانها الدافئة وأجوائها الفريدة. وأضافت أن هذه الأماكن تستحق أن تُصور وتُعرض على الشاشة، وأنها تحمل في طياتها قصصًا تنتظر أن تُروى. الإنتاج السينمائي المغربي يمكن أن يستفيد بشكل كبير من هذه الإمكانات البصرية والثقافية.

مسيرة جودي فوستر الفنية: من التمثيل إلى الإخراج

تحدثت فوستر عن مسيرتها الطويلة في عالم السينما، والتي بدأت منذ الطفولة. وأشارت إلى أن فيلم “Silence of the Lambs” هو العمل الذي غيّر حياتها، وحازت عنه على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة. وصفت الفيلم بأنه “رائع” لأنه يجمع بين عناصر الرعب والمشاعر الإنسانية العميقة، ويتناول قضايا نسائية بذكاء وعمق.

أما بالنسبة لانتقالها إلى الإخراج، فأوضحت أن شغفها بالقراءة ساعدها على تطوير أدواتها السينمائية، بينما أتاح لها التمثيل فهمًا أعمق للتجربة الإنسانية. هذا المزيج من الخبرات والمعرفة ساهم في نجاحها كمخرجة، وقدرتها على تقديم أفلام ذات رؤية فنية متميزة. فن الإخراج يتطلب مزيجًا من المهارات الفنية والإنسانية، وهو ما تتمتع به جودي فوستر.

أهمية دعم السينما العربية وتعزيز حضورها الدولي

تأتي تصريحات جودي فوستر لتؤكد على ضرورة دعم السينما العربية وتعزيز حضورها الدولي. فالسينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي أيضًا أداة قوية للتعبير عن الثقافات والهويات، وتبادل الأفكار والخبرات بين الشعوب.

لتحقيق هذا الهدف، يجب العمل على زيادة الإنتاج السينمائي العربي، وتحسين جودة الأفلام، وتوفير الدعم المالي والفني للمخرجين والمنتجين. كما يجب العمل على تطوير آليات التوزيع والترويج للأفلام العربية، لضمان وصولها إلى جمهور أوسع في جميع أنحاء العالم. تطوير السينما العربية يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من الحكومات والمنظمات الثقافية إلى القطاع الخاص والمبدعين.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تشجيع التعاون بين السينما العربية والسينما العالمية، من خلال تنظيم ورش عمل ومهرجانات مشتركة، وتبادل الخبرات والمعرفة. هذا التعاون سيساهم في رفع مستوى السينما العربية، وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.

في الختام، نأمل أن تلقي تصريحات جودي فوستر الضوء على أهمية السينما العربية، وتشجع المزيد من المهتمين على اكتشاف كنوزها الخفية. دعونا نعمل معًا على بناء مستقبل مشرق للسينما العربية، وجعلها جزءًا لا يتجزأ من المشهد السينمائي العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى