مقالات

تعرف على الفائزين بجوائز سوق البحر الأحمر في دورته الخامسة

شهد حفل توزيع جوائز سوق البحر الأحمر لهذا العام إقبالاً غير مسبوقاً وتتويجاً لمجموعة متميزة من المشاريع السينمائية والدرامية الطموحة. لم يكن هذا الحدث مجرد احتفال بالإبداع، بل كان تأكيداً على مكانة السوق كمنصة حيوية لدعم صناعة الأفلام في العالم العربي وأفريقيا وآسيا، وتقديم الدعم اللازم لصناع الأفلام الموهوبين.

سوق البحر الأحمر: منصة لدعم السينما العربية والإفريقية والآسيوية

ضم برنامج سوق البحر الأحمر هذا العام 40 فيلماً طويلاً ومسلسلاً في مراحل مختلفة من الإنتاج، بدءاً من التطوير وصولاً إلى ما بعد الإنتاج. وقد تم تصميم الجوائز لتوفير دعم مالي وفني شامل، يشمل جوائز نقدية وعينية، بالإضافة إلى برامج متخصصة مثل “اللودج” و”معمل المسلسلات”. تهدف هذه المبادرات إلى تمكين المخرجين والمنتجين من تحويل رؤاهم الإبداعية إلى واقع ملموس، وتقديم أعمال سينمائية ذات جودة عالية تلامس الجمهور.

تأكيد على النمو والتوسع

في كلمته خلال الحفل، أكد فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، على التطور الكبير الذي شهده سوق البحر الأحمر هذا العام. وأشار إلى تضاعف عدد المشاركين مقارنة بالدورة السابقة، حيث استقبل السوق 166 جهة عرض عبر 90 جناحاً. هذا النمو يعكس الثقة المتزايدة في السوق كمنصة مؤثرة عالمياً، وقدرته على جذب المشاريع السينمائية الواعدة من مختلف أنحاء المنطقة.

وأضاف بالطيور أن الجوائز المقدمة ليست مجرد دعم مالي، بل هي عنصر فعال في تمكين صناع الأفلام من تطوير مشاريعهم وتحقيق نقلة نوعية في مسيرتهم المهنية، مما يساهم في تعزيز المشهد السينمائي الدولي.

مواهب وقصص واعدة من المنطقة

من جانبها، أشارت شيڤاني بانديا مالهوترا، المدير العام لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، إلى أن الدورة الحالية كشفت مجدداً عن الكم الهائل من المواهب والقصص الملهمة القادمة من المنطقة. وأكدت أن الفائزين يعكسون تنوعاً إبداعياً لافتاً، وأن العديد من المشاريع التي تلقت دعماً من السوق في الدورات السابقة قد نجحت في الوصول إلى جماهير عالمية، مما يبرهن على الاستدامة والأثر الإيجابي الذي يحققه السوق.

هذا النجاح يعزز مكانة السينما العربية كقوة صاعدة في صناعة الأفلام العالمية، ويشجع على المزيد من الاستثمار في المشاريع السينمائية المحلية.

دعم الجيل الجديد من رواد القصة

هولي دانيال، مدير سوق البحر الأحمر، اعتبرت أن السوق أصبح نقطة ارتكاز أساسية لدعم الجيل الجديد من رواة القصص. وأشارت إلى نماذج ملموسة لمشاريع سبق دعمها، مثل فيلم “غرق” للمخرجة زين دريعي وفيلم “نجوم الأمل والألم” للمخرج سيريل عريس، واللذين يشاركان هذا العام في مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة، مما يؤكد فعالية منظومة الدعم التي يقدمها السوق.

تفاصيل جوائز الدورة الحالية

تنوعت الجوائز المقدمة في سوق البحر الأحمر هذا العام، وشملت دعماً للإنتاج والتسويق والتوزيع، بالإضافة إلى خدمات فنية متخصصة. ففي فئة الجوائز المقدمة من الشركاء، حصل المنتج فهد سمّان عن فيلم “ضِلّ” على منحة للمشاركة في مهرجان روتردام السينمائي الدولي. كما منحت شبكة راديو وتلفزيون العرب جوائز إنتاج لمشروعي “رحيل نبيل” و”ضِلّ”، بالإضافة إلى جائزة لمشروع عربي آخر، فيلم “بيت وبيت”.

وواصلت الجوائز توزيعها، حيث فاز فيلم “من الصفر للألف” بجائزة شركة “بلو بي برودكشنز”، وحصد فيلم “الابنة” جائزة شركة “سي إن سي”. كما نال فيلم “ضِلّ” جائزة “دي تي إس” لخدمات الصوت، في حين فاز فيلم “بيتمان” بجائزة شركة «فيلم مور» لخدمات ما بعد الإنتاج الرقمي، بالإضافة إلى جائزة سوق البحر الأحمر لمرحلة ما بعد الإنتاج بقيمة 40 ألف دولار.

وفي محور التسويق والتوزيع، فاز فيلم “جثمان أخضر” بجائزة نقدية وخدمات تسويقية من شركة “حبّار”، وحصل على جائزة أخرى من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”. كما ذهبت جائزة خدمات المونتاج من شركة “ليث برودكشن” إلى فيلم “عن الحبّ وقوانين سبتمبر”، وفاز فيلم “الابن الضالّ” بجائزة “إيزي للتوزيع” لتوزيعه في تونس.

الاعتراف بالمشاريع المتميزة

اختتم سوق البحر الأحمر فعالياته بتكريم المشاريع المتميزة في فئة المشاريع قيد التطوير، حيث منحت لجنة التحكيم جائزة الإشادة الخاصة لفيلم “البارح العين ما نامت”، والجائزة الرئيسية لفيلم “بينيمانا”. وعلى صعيد المسلسلات، فاز كل من “مدينة المال” و”أعراض جانبية” بجائزتي مسلسلات سوق البحر الأحمر. كما حصد فيلم “لالتقاط السماء الساقطة” جائزة الإشادة الخاصة، ومنح جائزة التميّز لمخرج جديد لفيلم “رماد يوقظ النار”.

وفي الختام، يمثل سوق البحر الأحمر فرصة استثنائية لصناع الأفلام في المنطقة، وخطوة مهمة نحو تعزيز مكانة السينما العربية على الساحة العالمية. من خلال الدعم المالي والفني الذي يقدمه، يساهم السوق في إطلاق العنان للإبداع وتقديم أعمال سينمائية ذات جودة عالية تلامس القلوب والعقول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى