مقالات

السيطرة على حريق “استوديو مصر” دون خسائر بشرية

أعلنت محافظة الجيزة عن السيطرة الكاملة على الحريق الذي اندلع داخل أحد مواقع التصوير في “استوديو مصر” بمنطقة المريوطية، وذلك في بيان رسمي صدر مساء الجمعة. و لحسن الحظ، لم تسفر هذه الحادثة عن أي خسائر بشرية، مما طمأن المسؤولين والعاملين في صناعة السينما المصرية. هذا الحريق، الذي أثار قلقًا بالغًا، يتعلق تحديدًا بديكورات مسلسل “الكينج” المرتقب، ويثير تساؤلات حول إجراءات السلامة في استوديو مصر.

تفاصيل الحريق وجهود الإطفاء

بدأت عمليات إطفاء الحريق بعد بلاغ تلقته غرفة عمليات الحماية المدنية بالجيزة. وتم الدفع بخمس سيارات إطفاء للسيطرة على النيران التي اشتعلت في ديكورات منطقة التصوير المفتوحة. تمكنت فرق الإطفاء من محاصرة الحريق ومنع امتداده إلى المناطق المجاورة، بما في ذلك البنية التحتية للاستوديو والمباني المحيطة. أكد المحافظ عادل النجار سلامة الموقع السينمائي التاريخي، مشيرًا إلى أن الأضرار اقتصرت على الديكورات.

الأضرار المادية المبدئية

وفقًا للرئيس التنفيذي للشركة القابضة للسينما، عز الدين غنيم، فقد التهم الحريق ديكور الحارة الخاص بمسلسل “الكينج”، وتسبب في أضرار كبيرة. لحسن الحظ، وقع الحريق قبل بدء التصوير الفعلي وحضور طاقم العمل، مما ساهم في تجنب وقوع إصابات. و صرح غنيم لـ”الشرق” أن النيابة العامة قد بدأت بالفعل تحقيقاتها لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث، ومن المتوقع الكشف عن النتائج خلال الساعات القليلة القادمة.

تصريحات رسمية وتأكيدات على السلامة

حرص وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، على التأكيد على سلامة استوديو مصر التاريخي ومحتوياته من أي أضرار جسيمة. وأضاف أن النيران لم تتعدى الديكورات الخاصة بمسلسل “الكينج” وأن البنية التحتية للاستوديو سليمة. وأشار الوزير إلى أهمية التنسيق الفوري مع الجهات المعنية، وتحديدًا النيابة المختصة والحماية المدنية، للوقوف على ملابسات الحريق وأسباب اندلاعه.

استوديو مصر: تاريخ عريق وإرث سينمائي

يُعد استوديو مصر صرحًا سينمائيًا عريقًا، ويُعتبر أقدم استوديو سينمائي في منطقة الشرق الأوسط. تأسس الاستوديو على يد الاقتصادي المصري طلعت حرب في السابع من مارس عام 1935، كجزء من جهوده لدعم السينما المصرية. وقد ساهم الاستوديو بدور فعال في تطوير صناعة السينما في مصر على مر العقود.

نشأة وتطور استوديو مصر

بدأ استوديو مصر بإنتاج فيلم قصير للترويج للمنتجات المصرية، ثم قدم “نشرة أخبار أسبوعية” كانت تُعرض في دور السينما قبل الأفلام. كما قام الاستوديو بإرسال فرق فنية من المخرجين والمصورين المصريين إلى أوروبا لتلقي التدريب واكتساب الخبرات في مختلف جوانب فن السينما. ويعتبر فيلم “وداد” الذي تم إنتاجه عام 1935، وبطولة كوكب الشرق أم كلثوم، أول إنتاج سينمائي للاستوديو.

دور استوديو مصر في السينما المصرية

على الرغم من التطورات التكنولوجية الهائلة في صناعة السينما، حافظ استوديو مصر على مكانته كرمز للإبداع والابتكار. وقد شهد الاستوديو تطورات كبيرة في مجالات الديكور والتصوير والمونتاج، بالإضافة إلى توفير بلاتوهات مجهزة لعمليات التصوير المختلفة. و ساهم بشكل كبير في دعم موقع مصر الريادي في المجال الفني والإقليمي. كما يشتهر الاستوديو بديكورات “الحارة المصرية” التقليدية التي ظهرت في العديد من الأفلام المعروفة.

التحقيقات مستمرة لكشف سبب الحريق

في الوقت الحالي، تتجه الأنظار إلى نتائج التحقيقات التي تجريها النيابة العامة لتحديد السبب الرئيسي وراء اندلاع الحريق. من المرجح أن يتم الكشف عن تفاصيل إضافية خلال الساعات القادمة. ويهدف التحقيق إلى استبعاد أي فرضيات تتعلق بقصد إشعال الحريق، وتحديد ما إذا كانت هناك أخطاء في إجراءات السلامة أو صيانة الديكورات قد ساهمت في وقوع الحادث. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الجهات المعنية لتقييم الأضرار المادية بشكل كامل وتحديد خطة لإعادة ترميم الديكورات المتضررة والعودة للإنتاج في أقرب وقت ممكن.

الخلاصة والآفاق المستقبلية

على الرغم من الحادث المؤسف الذي وقع في استوديو مصر، إلا أن التأكيدات الرسمية على سلامة البنية التحتية والجهود السريعة التي بذلت للسيطرة على النيران تُطمئن محبي السينما المصرية. التحقيقات الجارية ستساعد في تحديد أسباب الحريق واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره في المستقبل. إن استوديو مصر يظل صرحًا سينمائيًا شامخًا ورمزًا للإبداع المصري، ونتطلع إلى رؤية المزيد من الإنتاجات السينمائية المتميزة تخرج من بين جدرانه. ندعوكم لمتابعة التطورات المتعلقة بهذا الحريق، والتعبير عن دعمكم للسينما المصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى