بالصور.. سيدة الكونغ فو والكيك بوكسينج.. رحلة مريانة عبد الل
08:04 م
الإثنين 12 أغسطس 2024
كتب ـ محمود عجمي:
مريانة عبد الله، أول مدربة كونغ فو وكيك بوكسينج في أسيوط، بدأت رحلتها في عالم الرياضات القتالية بطريقة غير تقليدية. عندما أراد ابنها الالتحاق بالمدرسة العسكرية، كان عليه ممارسة إحدى الألعاب الرياضية، فاختار الكونغ فو.
بدأت مريانة في مرافقة ابنها إلى صالة الألعاب، حيث كانت تنتظره في الشارع حتى ينتهي من التدريب. لم تكتف بدور الأم المشجعة، بل قررت أن تخوض التجربة بنفسها.
تقول مريانة عبد الله في حوارها مع “مصراوي”: “فكرت في استغلال وقت الانتظار بشكل أفضل، وقررت أن أبدأ ممارسة الكونغ فو. بدأت التدريب مع ابني وأبناء زميلاتي، وسرعان ما شعرت بالسعادة لأنني وجدت نفسي في هذه اللعبة القتالية، رغم التحديات التي واجهتها بسبب العادات والتقاليد في الصعيد.”
لم تتوقف مريانة عند هذا الحد، بل طورت مهاراتها القتالية وحصلت على دورة في الكيك بوكسينج. عملت في العديد من صالات الكونغ فو، بما في ذلك تلك التابعة لمؤسسات حكومية، وحصلت على كورسات تدريبية حتى أصبحت مدربة دولية معتمدة من اتحاد الكونغ فو، كما حصلت على دورة تدريب كيك بوكسينج معتمدة.
أكدت مريانة أن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود، حيث واجهت الكثير من التحديات، بدءًا من العادات والتقاليد التي كانت ترفض فكرة أن تمارس المرأة رياضة قتالية، وصولًا إلى صعوبة اللعبة نفسها. لكن إصرارها وعزيمتها كانتا أقوى، خاصة بعد أن أحبت اللعبة ورأت تأثيرها الإيجابي في نشر ثقافة ووعي مختلف بين الشباب.
تحدثت مريانة عن التحديات والصعوبات التي واجهتها، حيث تعرضت لإيذاء نفسي كبير بسبب رغبة بعض الأشخاص في المجال الرياضي في إيقافها. لكنها قررت أن تتخذ من ذلك تحديًا لإثبات وجودها وذاتها.
تقول مريانة: “لماذا لا أعمل على هذا الموضوع كوني سيدة في الصعيد؟ ما المشكلة في أن أستخدمه كوسيلة لتوعية الأطفال والبنات والسيدات بأهمية هذه الرياضة؟”
وتضيف: “الموضوع لا يفرق بين المدرب سواء كان رجلًا أو سيدة، فقد تكون المرأة أفضل من الرجل أو العكس. نحن نتحدث هنا عن من يستطيع التطوير أكثر ومن يقدم دورًا إيجابيًا. الهدف ليس ماديًا بقدر ما هو كيفية الوقوف على قدمي بمفردي والظهور بهذا الشكل.”
وتؤكد مريانة أنها تواجه القلق والخوف والتوتر، لكنها ترى نفسها مسؤولة عن شخصيات الأطفال الذين تركهم أهاليهم في أيد أمينة. وتقول: “لا أسمح لهم بالأذى أو الضرر، وهذه رسالتي التي أراها ليست سهلة أبدًا. فهذه الرياضة تلعب دورًا نفسيًا مهمًا في بناء شخصية الطفل من أولى مراحله العمرية، وتجعله واعيًا وله دور في المجتمع.”
وتشير إلى أن الموضوع يحتاج إلى خبرة وممارسة وليس مجرد شهادة. وتوجه رسالة لكل أم قائلة: “الرياضة لا تجعل البنت مسترجلة نهائيًا، وهذا ما تسأله كل أم. المتدرب لا يتعرض لأي مواد كيميائية أو عقاقير تخص الهرمونات. الرياضة تعطي ثقة وجرأة كبيرة سواء للولد أو البنت بدون تفريق. دورك كأم هو التشجيع والتحفيز، فأنت تبنين أولادك وتسعين لتكبيرهم في الصحة والتعليم، والرياضة لها تأثير على كل المناحي.”