“تجويع وقتل”.. الإبادة الجماعية تطال مواطني دارفور على يد ال
11:57 م
الخميس 09 مايو 2024
كتب- محمود عبدالرحمن:
في تقرير مطول بعنوان “المساليت لن يعودوا إلى ديارهم.. التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في الجنينة”، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع في السودان بارتكاب إبادة جماعية في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.
وأكد التقرير الذي أعدته المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، بأن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، عبر استهداف قبيلة “المساليت” الإفريقية غير العربية بشكل متعمد ومنهجي، موضحة أن استهداف المساليت وغيرهم من المجتمعات غير العربية، دفعهم إلى مغادرة المنطقة بشكل دائم، ما يشكّل تطهيراً عرقياً.
يعيش سكان إقليم دارفور في السودان، حالة من الصعوبات غير المسبوقة، وذلك نتيجة تصاعد أعمال القتال بشكل كبير عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة مليط شرق الفاشر في منتصف أبريل الماضي، إذ تمركزت القوات العسكرية بأعداد كبيرة في المنطقة، و تدعمها جماعات مسلحة تخلت عن حيادها في نوفمبر الماضي، وفقًا لتقرير نشرته مجلة “لوبوان”.
وقالت المجلة في تقرير لها، إن قوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب بـ “حميدتي”، استولت على مدينة مليط الاستراتيجية والتي تقع على بعد 60 كيلومترًا من مدينة الفاشر والتي وتعتبر العاصمة الوحيدة من بين عواصم دارفور الخمس التي تصدت لقوات الدعم السريع منذ بداية حروبها مع الجيش.
“نحن نتعايش مع القصف، وربما لم يأت الأسوأ بعد”، بتلك الجملة تصف نجوى آدم، العاملة في المجال الإنساني من مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور الوضع المأساوي الذي يعيشه الأهالي في المنطقة التي تضم حوالي 2.5 مليون نسمة من السكان والنازحين، إذ تتواجد القوات النظامية بأعداد كبيرة في المنطقة، وتحظى بدعم من مجموعات مسلحة، بما في ذلك مجندون جدد، بالإضافة إلى الشخصيات البارزة التي وقعوا على اتفاق جوبا للسلام أكتوبر الأول 2020.
وعبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، في ختام جلسة لمجلس الأمن الدولي في نهاية أبريل الماضي، عن قلقها من خطر وقوع “مذبحة واسعة النطاق”، نتيجة الأوضاع المأساوية.
وأشارت مجلة “لوبوان” إلى إمكانية تجنب سيناريو مشابه لما حدث في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في مدينة الفاشر، إذ يرفض الجيش وأنصاره هذه المرة الانسحاب، بعكس ما حدث في الجنينة، حيث غادرت القوات السودانية المنطقة، مما أدى إلى تنفيذ قوات الدعم السريع عمليات تطهير عرقي بين قبائل المساليت، وأسفر ذلك عن وفاة ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص، وفقًا لتقديرات مجموعة من خبراء الأمم المتحدة.
تقول العاملة في المجال الإنساني، إن قوات الدعم السريع تصر على أنهم عبيد ولا يستحقون الحياة، تتذكر عندما عثرت على جثة جارتها ممزقة بفعل قذيفة، حيث قصفت قوات الدعم السريع حي الوحدة، حيث يعيش الزغاوة بشكل رئيسي”، وفقًا لشهادة العاملة.
وأفاد تقرير أصدره مختبر البحوث الإنسانية التابع لكلية الصحة في جامعة ييل الأمريكية، والذي يعتمد على تحليل صور الأقمار الصناعية، أن 22 مجتمعًا محليًا في شمال دارفور تعرض للاستهداف وحرق المباني المدنية بشكل متعمد من قبل قوات الدعم السريع خلال الفترة من 31 مارس وحتى 25 أبريل الماضيين.
وقالت مجلة لوبوان، إن الحصار الجزئي الذي تفرضه قوات الدعم السريع، يؤدي إلى إبطاء تسليم المساعدات الإنسانية وتقييد تحرك القوافل التجارية، حيث اقتراب السكان من الوصول إلى المرحلة الأخيرة قبل المجاعة.
وحذر آدم أوباما بمنظمة “دعم ضحايا دارفور” غير الحكومية، من أن العديد من الناس يتناولون أقل من وجبة واحدة في اليوم، وأن الأطفال والحوامل وكبار السن يعانون من سوء التغذية، موضحا أنه مع توقف مضخات المياه بسبب سيطرة قوات الدعم السريع على محطات الكهرباء، أصبحت مياه الشرب نادرة.