مؤرخ سويدي: بعد سقوط جدار برلين شهدنا أكبر انخفاض لمستوى الفقر في العالم
تحدث المؤرخ السويدي والبروفيسور يوهان نوربيرغ، (50 عاماً)، عن الرأسمالية، وقال في مقابلة مع صحيفة «إيل باييس» الإسبانية، إن البشرية تمكنت من تخفيض الفقر أكثر من أي وقت مضى في الفترة الأخيرة منذ سقوط جدار برلين، وإن العولمة لاتزال مهمة بعكس ما يعتقد البعض بفشلها. وفي ما يلي مقاطع من المقابلة:
■ قلت إن العدل الاجتماعي بحاجة إلى مزيد من رأس المال، وليس إلى الأقل، ما رأيك؟
■■ لسنوات عدة ركز علماء السياسة على الصعوبات التي تواجه الإنسانية، مثل: المواليد، والوفيات، وسوء التغذية المزمنة، واتضح أننا نملك الحل، وهو الرأسمالية. وفي الماضي أي قبل بضعة عقود، تمكّنا من تقليل الفقر في العالم، والوفيات، والجوع أكثر من أي وقت مضى في التاريخ. وحدث ذلك في أماكن حيث يوجد مزيد من الحرية الاقتصادية.
■ كتبت ذات مرة «نحن بحاجة إلى أسواق حرة لإنهاء الفقر والجوع» وهناك تحسن، ولكن الجوع لايزال موجوداً.
■■ لا أعتقد أننا سننتهي أبداً من هذه المشكلات، ولكن الدول التي حصلت على الحرية التجارية والاقتصادية، تمكنت القضاء على الفقر تقريباً.
■ هل تمكنت الحمائية التجارية من الفوز بالمعركة الجدلية حول اللاجئين؟ والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قال إن المدافعين عن العولمة هم أشخاص لا يهتمون كثيراً ببلادهم؟ ما رأيك؟
■■ أعتقد أن ترامب يعتبر مؤشراً مبكراً على انتشار الأحزاب اليمينية في كثير من بلاد العالم. وهو أمر ينذر بأمور فظيعة، لأن الواقع عكس ذلك، ولأن مناصر العولمة هو شخص يهتم كثيراً ببلده لدرجة أنه يريد أن يُثريها أشخاص آخرون. وهو يريد الوصول إلى المزيد من العقول، والمزيد من المواهب، والمزيد من العمل الجاد والمزيد من الابتكار من أماكن أخرى أيضاً. وإذا انغلقت على نفسك خلف حدودك، فسيتعين عليك الاكتفاء بكل ما لديك هناك.
■ ما الذي تريد قوله لمن يعتقدون أن العولمة فشلت؟
■■ إذا قلنا إن العولمة هي الفترة التي بدأت منذ سقوط جدار برلين، وهي السنوات الـ30 الماضية، فهي الفترة التي شهدنا فيها أسرع انخفاض للفقر في المجتمع البشري. وتم إنتاج أكثر من ثلث الثروة التي وصلت إليها البشرية على مستوى الناتج المحلي الإجمالي الرأسمالي، وهي نتيجة مذهلة، وأعتقد أننا سننظر إلى هذه الفترة، ونقول إنها كانت اللحظة المحورية عندما انتقلنا من الحديث عن المجاعات الكبرى والفقر في العالم إلى التفكير في كيفية تعاملنا مع عالم، حيث المزيد من الابتكارات والثقافة والسلع والخدمات تأتي مما كنا نعتبره العالم الفقير. لقد كان هذا نجاحاً هائلاً. إذاً، فهي لم تفشل في مؤشرات مستوى معيشة الإنسان، لا أعتقد ذلك.
■ كيف ترد على الذين يقولون «أنت مفرط في تفاؤلك»؟
■■ هذه القضية المتعلقة بالعولمة تستند إلى مجرد النظر إلى المؤشرات الموضوعية لمستويات المعيشة والنظر إلى ما هو ممكن، لأننا رأيناه على أرض الواقع، وبطريقة ما نتحدث غالباً عن ذلك باعتباره معجزات عندما يحدث، لكنه ليس معجزة، لأننا مررنا بالأشياء نفسها تاريخياً في السويد، وفي بريطانيا، وفي إسبانيا. في اللحظة التي بدأنا فيها فتح الأسواق، وتطوير أعمال أكثر قدرة على المنافسة، خرجنا من الفقر المدقع، وهذا أمر هائل. والآن، لدينا رد فعل عنيف ضد العولمة، وضد التجارة.
■ في عام 2018 قلت «نحن مدمنو الأخبار السيئة»، هل لايزال رأيك كما هو؟
■■ نحن مدمنو الأخبار السيئة كما كنا من قبل. أعتقد أننا نحصل على الإحساس السيئ من مجرد الإشعارات التي تومض على هواتفنا المحمولة بأن كل شيء يشتعل في كل مكان. ونظراً لأن إشعارات هاتفي المحمول لم تعمل لثلاثة أيام، أدركت بعد فترة أنني أصبحت شخصاً أكثر سعادة. وأصبحت أكثر استرخاءً، لأنني لم أتمكن على الفور من الوصول إلى جميع جرائم القتل والحروب والفظائع التي ارتكبت في جميع أنحاء العالم.