إعلاميون إماراتيون زيارة صاحب السمو الأمير للإمارات تحمل دلالات إستراتيجية مهمة
أكد إعلاميون إماراتيون أهمية الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى الإمارات، باعتبارها دلالة على أن تعزيز الروابط الخليجية يتصدر أولويات سموه، وأن سموه ماض على نهج أسلافه الأمراء الراحلين في الأهمية الاستراتيجية للبعد الخليجي بالنسبة للكويت.
وأجمع هؤلاء الإعلاميون ـ في تصريحات متفرقة لـ «كونا» اليوم الثلاثاء، على تميز العلاقات الوثيقة والتاريخية بين الكويت والإمارات، وأن هذه العلاقة الاستراتيجية من شأنها تعزيز التعاون والتضامن بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
وشددوا على الروابط الوثيقة التي شهدت على مر عقود طويلة تعاونا مثمرا وتبادلا ثقافيا واقتصاديا ثريا وسط الآفاق الواسعة والطموحة التي يتطلع إليها البلدان الشقيقان.
من جانبه، قال المدير العام لوكالة أنباء الإمارات (وام) محمد الريسي إن العلاقات الأخوية بين الإمارات والكويت عميقة الجذور وقوية المرتكز في موازاة التعاون المثمر والمستمر بينهما في مختلف المجالات.
وأضاف الريسي أن العلاقات الثنائية تعكس أيضا التاريخ المشترك والوشائج الوثيقة بينهما وسط جهود مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والثقافة والسياسة وغيرها.
ولفت إلى ما تحظى به دولة الكويت من مكانة خاصة ومميزة في قلوب الإماراتيين الذين يثمنون دورها الإنساني والسياسي في دعم القضايا الخليجية والعربية والإنسانية علاوة على أن دولة الكويت شريك استراتيجي مهم للإمارات في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.
وأوضح الريسي أن العمل المشترك بين الكويت والإمارات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية يستند للثقة المتبادلة والتفاهم المشترك، ما من شأنه تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة ودعم جهود السلام والتعاون الإقليمي.
من جانبه، قال رئيس قسم الإعلام بجامعة الإمارات العربية المتحدة د.أحمد المنصوري إن زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى الإمارات ولقاءه رئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تأتي ضمن الجهود التي يبذلها سمو الأمير في إطار التواصل وتعزيز مجالات التعاون بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف المنصوري أن الزيارة وهي الأولى لسموه إلى الإمارات بعد توليه مقاليد الحكم وبعد زيارات مماثلة قام بها إلى الدول الخليجية الشقيقة الأخرى تهدف إلى ترسيخ مجالات التعاون وتعزيز الروابط التاريخية المتجذرة بين الأشقاء الخليجيين.
وأكد أهمية الزيارة، لاسيما أن تعزيز الروابط الخليجية يندرج ضمن أهم أولويات صاحب السمو، مشيرا إلى أن هذا النهج ليس بغريب على سموه فهو يكمل مسيرة أمراء وحكام دولة الكويت فيما يتعلق بالأهمية الإستراتيجية للبعد الخليجي بالنسبة للكويت.
وأفاد في هذا الشأن بأن العلاقات الخليجية البينية وتعزيزها وبحث مجالات التعاون المشترك التي تحقق آمال الشعوب الخليجية من الأولويات التي يعمل القادة الخليجيون على تعزيزها وتذليل كافة السبل لتحقيقها.
وذكر أن الزيارة تعتبر أيضا فرصة لتفعيل قرارات ومبادرات القمم الخليجية السابقة التي أطلقت مبادرات عديدة هدفها تحقيق الرخاء والازدهار للشعوب الخليجية مثل مجالات التعاون الأمني والاقتصادي والتنمية والبيئة والطاقة والتكنولوجيا وغيرها من مجالات التعاون.
وأشار إلى أن هذه الزيارة المباركة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تطورات سياسية بدءا من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الأشقاء في غزة وتطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وفي العراق وسورية.
وقال «لا شك أن من أولويات القادة الخليجيين العمل على وقف العدوان وتأكيد فتح المعابر من أجل إغاثة سكان غزة والعمل على حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
من ناحيته، أكد الرئيس التنفيذي لدائرة الاتصال والعلاقات الحكومية في شبكة أبوظبي للإعلام عبدالرحيم النعيمي، أن زيارة سمو الأمير إلى الإمارات تحمل دلالات واعتبارات مهمة لأنها الزيارة الأولى لسموه بعد توليه مقاليد الحكم في 16 ديسمبر الماضي، ولا شك فإن كل اللقاءات والزيارات المتبادلة لقيادتي البلدين تحظى بأهمية خاصة لما للعلاقات بينهما من تميز وخصوصية.
وأضاف النعيمي أن العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين تشمل مختلف أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيرا إلى أن الزيارة تتجاوز جغرافية الزمان والمكان وتصل إلى الأخوة الصادقة قبل أن تتلاقى المصالح وتنسجم الأفكار وتتوحد الرؤى ووجهات النظر في مجمل القضايا المحلية والدولية.
وبين أن القمة بين صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كونهما زعيمين بارزين من حكماء وزعماء العرب والعالم لها دلالات كبيرة من حيث توقيتها وأهميتها ومن حيث نتائجها، فهي تبرهن بما لا يدع مجالا للشك أن الأهداف واحدة والغايات متوافقة.
وذكر أن الأرقام والإحصاءات الخاصة بالتبادل التجاري والتدفقات الاستثمارية والحركة السياحية بين البلدين تؤكد نمو العلاقات الاقتصادية المزدهرة والمسيرة المثمرة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الشقيقين، لاسيما خلال العقود القليلة الماضية وكذلك متانة العلاقات وتكامل الاقتصاد في البلدين الشقيقين.
وبين أن إجمالي التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال السنوات العشر بين عامي 2012 و2021 بلغ نحو 300 مليار درهم (نحو 25 مليار دينار) بمعدل نمو قدره 92%.
وأوضح أن «مجمل ذلك يجعل من الزيارة الأولى لسمو أمير الكويت إلى الإمارات بعد توليه مقاليد الحكم منطلقا يحمل الكثير من الإشارات والرسائل الإيجابية المفرحة والمعززة لعمق العلاقات الإماراتية ـ الكويتية».
وقال النعيمي إن المحيط الإقليمي والعالمي ينظر لتطور العلاقات الإماراتية ـ الكويتية وحكمة القيادتين في البلدين الشقيقين باهتمام كبير، إذ أسهمت تلك العلاقات والمواقف المشتركة في استقرار الأوضاع والحفاظ على مسيرة عمل مجلس التعاون الخليجي والعمل العربي المشترك إذ كان للإمارات والكويت إسهامات تاريخية في دعم القضايا الخليجية ووحدة دول المجلس وأيضا القضايا العربية والإسلامية والإنسانية.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار حمد الكعبي إن زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد ولقاءه أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يؤكدان عمق ومتانة العلاقات الأخوية التي تجمع الإمارات والكويت وقيادتيهما والمكانة الخاصة التي تحظى بها الإمارات لدى الكويت وشعبها الشقيق.
وأضاف الكعبي أن البلدين الشقيقين يسيران على الطريق ذاته في المحافل الدولية وعلى الصعد كافة الهادفة إلى دعم السلم والاستقرار في المنطقة والعالم وينطلقان من رؤية مشتركة لتحقيق الرقي والازدهار لشعبيهما.
وذكر أن الإمارات والكويت تدشنان عهدا متجددا من التعاون المشترك مع تولي صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد مقاليد الحكم مع وجود العديد من الفرص الواعدة لتطوير علاقات البلدين في إطار اهتمامهما المتبادل بالحفاظ على الالتزامات الخليجية والعربية واستمرار دورهما الفاعل على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأفاد بأن الزيارة بمنزلة انطلاقة جديدة للعلاقات، مشيرا إلى أنها تأتي وسط الكثير من المتغيرات والتحديات التي تواجهها المنطقة والعالم وفي ضوء تطلعات الشعبين الإماراتي والكويتي إلى مزيد من التطوير والتنمية.
وأكد أن الزيارة تمهد الطريق نحو المزيد من الشراكة لتوسعة أطر العمل لدعم وتعزيز مسيرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي ومناقشة أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك على نحو يعزز التعاون الدولي ودعم الدور العربي في المحافل الدولية.
من ناحيته، قال رئيس تحرير جريدة «العين» الإماراتية أحمد العلوي إن زيارة سمو الأمير تعتبر حدثا مهما يعكس التقدير والاحترام بين البلدين الشقيقين ومن شأنها ترسيخ العلاقات التاريخية والاستراتيجية بينهما في مختلف المجالات، لاسيما أن الجانبين تربطهما روابط أسرية واجتماعية وتاريخية تمتد إلى عقود طويلة وتتجسد في مواقف التآزر والتعاضد في كل الظروف والأزمات.
وأوضح العلوي أن هذه الزيارة تؤكد ما وصلت إليه العلاقات الثنائية من تطور ملحوظ منذ أن أرسى دعائمها المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخوه سمو الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراهما، في إطار العلاقة الأخوية التي ترسخت عبر عقود من الزمن وتوطدت منذ اللقاء الذي جمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالمغفور له الشيخ صباح السالم عام 1973.
وأضاف أن الزيارة تكسب أهمية خاصة أيضا علاوة على أنها الأولى لسموه بعد توليه مقاليد الحكم كونها تأتي وسط تطورات سريعة ومتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط مما يتطلب تعزيز التنسيق والتشاور والتضامن بين الدول العربية خصوصا الخليجية لمواجهة التحديات والتهديدات التي تهدف إلى زعزعة استقرارها وأمنها وسيادتها.