نواف الأحمد.. أمير الحكمة يترجل
ترجل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، تاركاً خلفه مسيرة حافلة في خدمة وطنه وأمته والإنسانية عموماً، إذ حققت الكويت في عهده قفزات تنموية واقتصادية في مختلف المجالات، كما أسهمت حكمته وحنكته في تعزيز الاستقرار والازدهار للشعب الكويتي الشقيق.
وحرص، رحمه الله، على تعزيز الروابط الأخوية الوثيقة مع دولة الإمارات، إذ جمعته علاقة وطيدة ومتميزة مع قيادتها الرشيدة، وواصلت العلاقات الإماراتية الكويتية في عهده تطورها في المجالات كافة، تجسيداً للشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين الشقيقين، ومستوى التنسيق التام بينهما حيال جميع القضايا والمستجدات العربية والعالمية، انطلاقاً من وحدة المصير والمصالح المشتركة.
ولد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في 25 يونيو 1937، وهو الابن السادس من الأبناء الذكور للأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح، أمير الكويت العاشر.
وعاش الفقيد وتربى في بيت الحكم، قصر دسمان، وتلقى تعليمه في مدارس الكويت المختلفة، بداية في مدارس حمادة وشرق والنقرة، ثم في الشرقية والمباركية. وقد تميز بالحرص على مواصلة تحصيله العلمي، وظلت هذه الصفة تلازمه في ما بعد، وتجلت بتشجيعه طلبة العلم في مختلف مراحل التعليم، انطلاقاً من رؤية سموه بأهمية التحصيل العلمي الذي يعتبر أساس تقدم المجتمعات ورقيها.
بدأ رحلة عمله السياسي في 12 فبراير 1962 بعد توليه مسؤوليات محافظة حولي، وتمكن من تحويلها إلى مدينة تعج بالنشاط التجاري والاقتصادي.
ويعد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح المؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية في الكويت بشكلها الحديث.
وبعد توليه حقيبة وزارة الدفاع في 26 يناير 1988 دأب على تطوير العمل فيها بشقيه العسكري والمدني، وعمل على تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بالأسلحة والآليات الحديثة.
وتولى الفقيد في 2 أبريل 1991، عند تشكيل أول حكومة كويتية بعد حرب تحرير الكويت وعودة الشرعية، حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وفي 16 أكتوبر 1994 تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني، حيث ترك بصمات واضحة لإعادة ترتيب وتنظيم الحرس الوطني، وتحقيق التوافق والتوازن بين الجندي والإنسان.
وفي 16 أكتوبر 2003 صدر مرسوم أميري بتعيين المغفور له الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، وفي 7 فبراير 2006 أصدر الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، أمراً أميرياً بتزكية الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد.
وفي 29 سبتمبر 2020 تولى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في الكويت الشقيقة، خلفاً لأخيه الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ليصبح الحاكم السادس عشر لدولة الكويت.