اخبار الامارات

متطوعة تساعد هولنديين على تتبع جذورهم اليابانية

لا يعرف كثيرون عن وجود مجموعة من الهولنديين-اليابانيين، الذين ولدوا خلال الحرب العالمية الثانية، وقد وُلدوا لرجال يابانيين ونساء هولنديات محليات في جزر الهند الشرقية الهولندية (إندونيسيا الحالية)، عندما كانت تحت الاحتلال الياباني، وناهز عمر العديد من أفراد هذه المجموعة، الآن، الـ80 عاماً.

والسيدة يوكو واتانوكي، مواطنة يابانية من محافظة أويتا، تعيش في هولندا، وتدعم المواطنين المختلطين، الهولنديين اليابانيين، منذ 30 عاماً، لتحقيق رغبات أولئك الذين يريدون التعرف إلى آبائهم. وتقول، «باعتباري مواطنة يابانية، لا أستطيع أن أتركهم بمفردهم». وتستمر في مقابلة الأشخاص الذين تحطمت حياتهم بسبب الوضع الذي كان عليهم أن يمروا به.

ووُلدت واتانوكي، البالغة من العمر 64 عاماً، في مدينة بونغو أونو، بمحافظة أويتا، ودرست في كلية العلوم الصحية بجامعة كيوشو. والتقت زوجها الهولندي، جان هويس، 70 عاماً، في غانا، حيث تم تعيينها ممرضة للصحة العامة مع متطوعي التعاون الخارجي الياباني، وتعيش في مقاطعة غيلديرلاند، في شرق هولندا، منذ عام 1990.

وبعد نحو عام من انتقال واتانوكي إلى هولندا، سألتها امرأة مسنة في كنيسة محلية عما إذا كانت يابانية. وعندما أجابت بنعم، عانقتها المرأة وقالت إنها ولدت في جزر الهند الشرقية الهولندية، وعاشت في معسكر اعتقال ياباني أثناء الاحتلال.

وأخبرت المرأة واتانوكي أن العديد من الهولنديين الذين مروا بالتجربة نفسها يكرهون الجيش الياباني. وقالت لها المرأة، «لكن لم يكن هذا هو الحال معي، لأن جندياً يابانياً أنقذ حياة أختي المريضة، من خلال تقديم الفواكه لها سراً». وكانت المحادثة بمثابة نقطة البداية بالنسبة لواتانوكي للتعرف إلى العلاقات بين هولندا وإندونيسيا واليابان. وخلال حرب المحيط الهادئ، احتل الجيش الياباني جزر الهند الشرقية الهولندية، بعد الاستيلاء على الأراضي من القوات الهولندية في عام 1942. ولثلاث سنوات، حتى بعد نهاية الحرب، أُجبر العديد من الهولنديين المحليين على العمل كأسرى حرب أو تم وضعهم في معسكرات الاعتقال.

وفي الوقت نفسه، ولد عدد من الأطفال لرجال يابانيين ونساء هولنديات محليات. وبعد هزيمة اليابان في الحرب، عاد معظم الرجال إلى اليابان، تاركين وراءهم النساء والأطفال، بينما ذهبت غالبية النساء والأطفال إلى هولندا.

لقد كان صراعاً مستمراً. وتقول واتانوكي، «حتى لو تمكنا من التعرف إلى الأب، فإنه أو الأشخاص المعنيين سيترددون في الاجتماع بسبب وضعهم الحالي»، موضحة، أن الواقع القاسي لايزال قائماً بعد أكثر من نصف قرن من انتهاء الحرب.

ووفقاً لـ«جاي آي إن»، وهي منظمة للمواطنين الهولنديين اليابانيين، يُعتقد أن نحو 800 طفل ولدوا خلال الحرب. وذكرت السفارة الهولندية في اليابان، أن الرقم غير معروف بسبب نقص المعلومات الدقيقة.

وفي التسعينات، بدأ بعض أولئك الذين انتقلوا إلى هولندا، عندما كانوا أطفالاً، في البحث عن آبائهم. وفي عام 1994، التقت واتانوكي شخصاً هولندياً-يابانياً من الجيل الثاني، تم تقديمه لها في هولندا، وبدأ المساعدة في ترجمة المستندات اللازمة للبحث. وفي النهاية، انضمت إلى مجموعة من المؤيدين، في البحث عن الآباء في اليابان.

وفي عام 2012، أنشأت واتانوكي ومجموعة من اليابانيين الذين يعيشون في هولندا، جمعية لمواصلة أنشطتهم ومساعدة أولئك الذين يبحثون عن آباء في اليابان.

ولد يوهان في مارس 1945 في مقاطعة جاوة الشرقية في جزر الهند الشرقية الهولندية، لرجل ياباني وامرأة هولندية محلية. ونظراً لوفاة والدته بعد وقت قصير من ولادته، قام جداه بتربيته. ونشأ يوهان دون أن يعرف والده، لكنه يتذكر بوضوح عندما كان صبياً أنه تعرض للمضايقة من أقاربه الذين قالوا له، «أنت ابن رجل ياباني.. لديك عيون صغيرة!».

• 800 طفل ولدوا خلال الحرب من آباء يابانيين وأمهات هولنديات.


تناقص الطلبات

تمكنت مجموعة واتانوكي من العثور على نوع من الوثائق في 64 حالة، والتعرف إلى الآباء في 42 منها. ومع ذلك، في 15 من هذه التحقيقات الناجحة، رفض الآباء أو أقاربهم اللقاء.

وفي الحالات الـ26 التي تيسر ترتيب لقاءات لها، كانت 21 حالة تتعلق بالأقارب، وخمس حالات فقط تتعلق بالآباء أنفسهم. وعدد طلبات البحث عن الآباء اليابانيين يتناقص مع مرور الوقت. ولكن في حالة حديثة، تمكن رجل هولندي-ياباني من الوصول إلى عائلة والده المتوفى في اليابان، بمساعدة مجموعة واتانوكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى