يقوم الناس باللجوء إلى مقاطعة البضائع عادةً عندما يكونون عازمين على التعبير عن رفضهم أو احتجاجهم ضد سياسات أو ممارسات معينة. يعتبر القرار بمقاطعة البضائع أداة سلمية للتعبير عن الرفض، ويتم تحقيقها عن طريق عدم شراء المنتجات أو استخدام الخدمات التي يتم مقاطعتها.
تاريخيًا، شهدت العديد من الأحداث التي تضمنت مقاطعة البضائع، ومن بين هذه الأحداث:
مقاطعة البويكوت في جنوب أفريقيا (1959-1994): كانت مقاطعة البويكوت تستهدف نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. دعا النشطاء العالميون إلى عزل جنوب أفريقيا اقتصاديًا وثقافيًا ورياضيًا. تم مقاطعة المنتجات الجنوب أفريقية والشركات التي تعمل فيها للضغط على الحكومة الجنوب أفريقية لإلغاء سياسات الفصل العنصري.
مقاطعة البويكوت في الولايات المتحدة (1955-1960): كانت حركة مقاطعة البويكوت في الولايات المتحدة تستهدف العنصرية والتمييز ضد الأمريكيين الأفارقة. تم تنظيم المقاطعة في مقاطعة الحافلات في مونتغمري، ألاباما، والتي بدأت برفض الأمريكيين الأفارقة الجلوس في المقاعد الخلفية للحافلات، واستمرت حتى تحقيق انتصار قضائي في قضية بروان ضد مجلس التعليم في العام 1954.
مقاطعة الأبيض في جنوب أفريقيا (1984-1994): كانت حملة مقاطعة الأبيض تهدف إلى الضغط على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا من خلال مقاطعة المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات التي تستفيد من النظام العنصري. قادت هذه الحملة إلى تحقيق تغييرات كبيرة في البلاد ونهاية الفصل العنصري.
مقاطعة السلع الإسرائيلية (2005-الآن): تمت مقاطعة بعض المنتجات والشركات الإسرائيلية على نطاق عالمي كجزء من حملة مقاطعة، تجارة، وعقوبات (BDS)، والتي تهدف إلى الضغط على إسرافتراضًا أن وجدت بعض الأحداث التاريخية الهامة المرتبطة بمقاطعة البضائع:
حركة المقاطعة في الهند (1920-1930): شهدت الهند حركة المقاطعة الواسعة النطاق ضد الحكم الاستعماري البريطاني. دعا الزعماء الوطنيون إلى مقاطعة المنتجات البريطانية وعدم شرائها، وتم تنفيذ حملات واسعة النطاق للتوعية والمقاطعة الاقتصادية للضغط على الاستعمار.
مقاطعة الشاي في الولايات المتحدة (1773): وقعت حادثة قوارب الشاي في ميناء بوسطن عام 1773، وهي حادثة احتجاجية ضد فرض الضرائب البريطانية على الشاي. قامت مجموعة من النشطاء برمي شحنة الشاي في الميناء، وقد انتشرت حركات مقاطعة الشاي في عدة مستوطنات أمريكية تعبيرًا عن رفضها للضرائب البريطانية.
مقاطعة القمصان البريطانية في الهند الكولونيالية (1905): أقام الهنود النشطاء حملة لمقاطعة القمصان البريطانية في الهند احتجاجًا على سياسة التقسيم البنجابي التي اعتمدتها الحكومة البريطانية. تمت المقاطعة عن طريق رفض شراء وارتداء القمصان البريطانية، وتم استخدام ثقافة القمصان الهندية التقليدية بدلاً منها.
مقاطعة البضائع الجنوب أفريقية في مكتبة الكونغرس (1986): أقرت مكتبة الكونغرس الأمريكية قانونًا يتعلق بمقاطعة البضائع الجنوب أفريقية، وذلك احتجاجًا على سياسة الفصل العنصري المعمول بها في جنوب أفريقيا. تضمن القانون وقف استيراد المنتجات الجنوب أفريقية إلى الولايات المتحدة، وكان جزءًا من الضغط الدولي لإنهاء الفصل العنصري.
مقاطعة السكر في الولايات المتحدة (1764-1776): كانت هذه المقاطعة جزءًا من حملة الاحتجاج ضد فرض الضرائب البريطانية على السكر. دعا النشطاء الأمريكيون إلى عدم شراء السكر البريطاني واستخدام بدائل محلية.
مقاطعة البضائع البريطانية في الثورة الأمريكية (1774-1783): خلال الثورة الأمريكية، قامت المستعمرات الأمريكية بمقاطعة البضائع البريطانية كوسيلة للمقاومة ضد الاستعمار البريطاني. تم تطبيق حظر تجاري على المنتجات البريطانية، وتم تشجيع الإنتاج المحلي والصناعات الأمريكية.
مقاطعة البضائع الجنوب أفريقية في حركة المقاطعة العالمية ضد الفصل العنصري (1980s-1990s): في فترة ما بعد الحرب الباردة، شهدت حملة المقاطعة العالمية توسعًا في مقاطعة البضائع الجنوب أفريقية للضغط على نظام الفصل العنصري. تم تنفيذ حظر تجاري وعقوبات دولية ضد جنوب أفريقيا لإحداث تغيير سياسي واجتماعي في البلاد.
مقاطعة البضائع الإسرائيلية في حركة مقاطعة، تجارة، وعقوبات (BDS) (2005-الآن): يستمر النشطاء في تنفيذ حملة عالمية لمقاطعة المنتجات والشركات الإسرائيلية كاحتجاج على السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. يهدف الحركة إلى الضغط على إسرائيل لتحقيق تغييرات سياسية واجتماعية عبر العالم.
هذه بعض الأحداث التاريخية التي شملت مقاطعة البضائع. يجب ملاحظة أن هناك العديد من الأحداث الأخرى التي تندرج ضمن حركات المقاطعة التي تهدف إلى التعبير عن الاحتجاج على سياسات أو أنظمة غير مقبولة.
