اخبار الامارات

المرشحون خارج الحزبين يُشكلون تهديداً لبايدن وترامب

يواجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، مجموعة متزايدة من المنافسين المحتملين لمحاولته إعادة انتخابه؛ من جميع أنحاء الطيف السياسي، ما يعقّد جهوده لإعادة بناء ائتلافه قبل «مباراة العودة» المحتملة ضد دونالد ترامب.

وتتوسّع قائمة المرشحين المستقلين والأطراف الثالثة، خارج الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والذين يترشحون للرئاسة في عام 2024، مدفوعة بضعف معدلات التأييد لكل من بايدن وترامب. وقد أنتجت تقييماتهما الضعيفة فئة من الناخبين الأميركيين الذين تصفهم استطلاعات الرأي والاستراتيجيون بأنهم «كارهون مزدوجون محبطون من كلا الحزبين».

وروبرت كينيدي جونيور، سليل الأسرة السياسية الأميركية الشهيرة وابن شقيق الرئيس السابق الراحل جون كينيدي، ترشح للرئاسة كمستقل منذ أشهر عدة، كما فعل الناشط والفيلسوف التقدمي، كورنيل ويست.

وفي الأسبوع الماضي، قالت الناشطة اليسارية، جيل ستاين، التي غالباً ما يلومها الديمقراطيون على الإضرار بحملة هيلاري كلينتون الرئاسية ضد ترامب في عام 2016، إنها ستجدد ترشيحها للبيت الأبيض، عن حزب الخضر في عام 2024. وإضافة إلى ذلك، أعلن السيناتور الديمقراطي الوسطي، جو مانشين، من ولاية فرجينيا الغربية، أنه لن يسعى لولاية جديدة في الكونغرس في الأيام الأخيرة، ما أثار تكهنات بأنه ربما يستعد، أيضاً، لإطلاق حملة للبيت الأبيض. ويعتبر مانشين زعيماً محتملاً للاستحقاق الرئاسي، وهو مدعوم من منظمة «بدون تصنيف»، وهي منظمة وسطية.

الأغلبية المنطقية

وقال مانشين لدى إعلانه تقاعده من مجلس الشيوخ «ما سأفعله هو السفر عبر البلاد، والتحدث علناً لمعرفة ما إذا كانت هناك مصلحة في خلق حركة لتعبئة الوسط وجمع الأميركيين معاً». وأشادت حركة «بدون تصنيف»، التي يقودها السيناتور الديمقراطي السابق، جو ليبرمان، وحاكم ولاية ماريلاند الجمهوري السابق لاري هوجان، بمانشين بشكل كبير. وقالت إنها ستقرر بحلول أوائل عام 2024 ما إذا كانت ستحاول تقديم بطاقة «وحدة» للانتخابات ومن سيكون عليها. وقالت الحركة: «السناتور جو مانشين هو صوت لا يكل للأغلبية المنطقية في أميركا وحليف قديم لحركة بدون تصنيف».

وفي حين أن المرشحين المستقلين والأطراف الثالثة قد يسحبون الأصوات بعيداً عن كل من بايدن وترامب، فإن بعض الديمقراطيين يخشون من أن الرئيس الحالي قد يكون الأكثر عرضة للخطر. وفي هذا السياق، حذر مارك وارنر، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فرجينيا، مانشين من البقاء خارج سباق 2024 في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، هذا الأسبوع.

وقال وارنر «لديه مساحة للدفاع عن العمليات والشراكة بين الحزبين. وأعتقد أن هذا شيء إيجابي، ولكن لا يمكنني أن أتخيل أي عالم يمكن فعل أي شيء فيه من شأنه أن يساعد دونالد ترامب على إعادة انتخابه».

سابقة مُزعجة

وفقاً لمتوسطات الاستطلاعات الوطنية التي جمعها موقع «ريل كلير بوليتكس»، يتمتع ترامب بميزة 1.1 نقطة مئوية على بايدن في المواجهة المباشرة، لكن هذا التفوق ينمو إلى 2.7 نقطة مئوية عندما يتم إضافة كينيدي وويست كخيارات للناخبين. وفضلاً عن السابقة المزعجة بالنسبة للديمقراطيين في عام 2016، عندما كان عدد أصوات ستاين في الولايات المتأرجحة الرئيسة أعلى من هامش ترامب على كلينتون، فإن حملة بايدن ستضع في اعتبارها أيضاً سباق عام 1992. وفي تلك الحالة، خسر الرئيس الجمهوري جورج بوش الأب إعادة انتخابه أمام بيل كلينتون، بعد الأداء القوي الذي قدمه المرشح المستقل، روس بيرو، الذي حصل على ما يقرب من 19% من الأصوات الوطنية. ومن ناحية أخرى، إذا ظهر مرشح قوي للحزب الليبرالي في عام 2024، فقد يؤدي ذلك إلى سحب الدعم من ترامب.

ولايزال العديد من المحللين السياسيين والاستراتيجيين، في واشنطن، يشككون في أن مرشحي الطرف الثالث والمستقلين سيكونون عاملاً ذا أهمية كبيرة، في عام 2024. ويتطلب الأمر مبالغ كبيرة من المال، ودعماً شعبياً كبيراً، وجهة كبيرة لتنظيم حملة رئاسية ناجحة يمكنها الوصول إلى بطاقات الاقتراع والمنافسة في كل ولاية. وقد نجح بايدن في إبقاء الأغلبية الساحقة من الديمقراطيين إلى جانبه مع اقترابه من عام 2024. ويُعد دين فيليبس، النائب الديمقراطي المعتدل عن ولاية مينيسوتا، والكاتبة المعروفة ماريان ويليامسون، منافسيه الوحيدين على ترشيح الحزب الديمقراطي، ولا يعتبران تهديدين كبيرين، في هذه المرحلة.

من جهته، قال محلل الأبحاث في شركة بيكون بوليسي أدفايزرز، ماكسويل شولمان، إنه من المعتاد بالنسبة للناخبين أن يقولوا إنهم قد يصوتون لمرشح طرف ثالث قبل فترة من الانتخابات، «عندما تبدو المخاطر افتراضية»، لكن «هذا العدد يتناقص» مع اقتراب الانتخابات. ويقول كايل كونديك، من مركز السياسة بجامعة فيرجينيا «مهما كانت استطلاعات الرأي، فإن الكثير من هؤلاء الناخبين سيعودون إلى منازلهم (لمرشحي الحزب الرئيس) أو لا يصوتون».

ظروف مواتية

في رسالة بريد إلكتروني إلى إذاعة صوت أميركا، قال الباحث في مركز السياسة بجامعة فيرجينيا، كايل كونديك، إن مرشحي الطرف الثالث يمكن أن يؤثروا على الانتخابات الرئاسية القادمة، بشكل كبير. وكتب كونديك «الظروف مهيأة لمرشحي الطرف الثالث للحصول على حصة أكبر من الأصوات مما يحصلون عليه عادة»، موضحاً «إذا تم ترشيح بايدن وترامب، فإن كليهما يتمتع بأرقام تأييد ضعيفة، ما يعني أن شريحة كبيرة من الناخبين سيكون لديهم وجهة نظر غير مواتية لكلا المرشحين».

وتابع كونديك «هذا ما حدث في عام 2016، عندما حصل مرشحو الطرف الثالث على 6% من الأصوات. وغالباً ما يكون مرشحو الطرف الثالث في استطلاعات الرأي أفضل من أدائهم، لكنهم مازالوا، بشكل جماعي، يحصلون على مستوى معين من الدعم المشترك». وأضاف الباحث السياسي «إنه أكثر من أي عام رئاسي نموذجي، هناك العديد من مرشحي الطرف الثالث الذين يتمتعون بمستويات عالية نسبياً من شهرة الأسماء ويمكنهم جذب مجموعة من الفئات السكانية».

وقال كونديك «من المحتمل أيضاً أن يكون هناك الكثير من مرشحي الطرف الثالث المختلفين، وكلهم من المحتمل أن يجتذبوا أنواعاً مختلفة من الناخبين، مثل روبرت كينيدي جونيور، بالنسبة لأصحاب عقلية المؤامرة، وجيل ستاين وكورنيل ويست بالنسبة لأقصى اليسار».

عن «فاينانشيل تايمز» وموقع «في أو أيه»

منافسة ليست للفوز

يقول الخبراء إنه من المستبعد للغاية أن يفوز بالفعل مرشح خارج الحزبين الرئيسين بالرئاسة؛ ولكن هذا لا يعني أن وجودهم الجماعي في السباق لن يكون له أي تأثير. وقال الأستاذ المساعد في العلوم الحكومية بجامعة جورج تاون، هانز نويل «أعتقد أننا يمكن أن نكون واثقين تماماً بأنه لن يتم انتخاب أي من هؤلاء الأشخاص أو أي نوع آخر من مرشحي الطرف الثالث رئيساً في عام 2024».

وقال نويل «لكن الأمر الأكثر ترجيحاً، إلى حد كبير، هو أن وجود أحد هؤلاء المرشحين، أو مجموعة منهم على بطاقة الاقتراع، يؤثر في نتيجة الانتخابات». وأضاف أن الصعوبة تكمن في «محاولة معرفة أي من مرشحي الحزب الرئيس من المرجح أن يخسر ناخبيه أمام بدائل الطرف الثالث، خصوصاً إذا حصل ديمقراطي سابق مثل مانشين على ترشيح حركة «بدون تصنيف»، فيبدو على الأرجح أن وجود مرشحي الطرف الثالث سيضر بايدن أكثر مما سيضر ترامب.

ويتفق أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز السياسة الأميركية بجامعة دنفر، سيث ماسكيت، مع الرأي القائل بأن الدور الأكثر ترجيحاً، الذي سيلعبه أي مرشح من طرف ثالث في نوفمبر المقبل هو دور المُفسد.

في حين أن المرشحين المستقلين قد يسحبون الأصوات بعيداً عن كل من بايدن وترامب، فإن البعض يخشى من أن الرئيس الحالي قد يكون الأكثر عرضة للخطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى