وزير العدل انضمام الكويت للبروتوكول الثاني الملحق باتفاقية لاهاي يعزز حماية التراث خلال النزاعات المسلحة

انضمام الكويت إلى البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي: خطوة لتعزيز حماية التراث الثقافي
تعتبر حماية التراث الثقافي والإنساني جزءًا لا يتجزأ من الأمن والاستقرار الدوليين، وفي هذا السياق، اتخذت دولة الكويت خطوة هامة نحو تعزيز هذا الدور من خلال الانضمام إلى البروتوكول الثاني لعام 1999 الملحق باتفاقية لاهاي لعام 1954. هذا القرار، الذي أعلنه وزير العدل المستشار ناصر السميط رئيس اللجنة الوطنية الدائمة للقانون الدولي الإنساني، يعكس التزام الكويت الراسخ بقيم الإنسانية والحفاظ على الهوية الثقافية، ويضعها في مصاف الدول التي تولي اهتمامًا بالغًا بحماية الممتلكات الثقافية في أوقات النزاعات المسلحة. حماية التراث الثقافي هي جوهر هذا الانضمام، وستكون محور حديثنا في هذا المقال.
أهمية انضمام الكويت للبروتوكول الثاني
إن موافقة مجلس الوزراء الكويتي على مشروع مرسوم بقانون بالموافقة على الانضمام إلى هذا البروتوكول يمثل نقطة تحول في جهود حماية التراث الكويتي، سواء كان ثقافيًا أو دينيًا أو تاريخيًا. فالبروتوكول الثاني يقدم إطارًا قانونيًا دوليًا متينًا لحماية هذه الممتلكات من التدمير أو النهب أو أي شكل من أشكال الاعتداء أثناء النزاعات المسلحة.
تعزيز الإطار القانوني الدولي
يأتي هذا الانضمام في سياق دعم دولة الكويت لقواعد القانون الدولي الإنساني، ومواءمة تشريعاتها الوطنية مع الالتزامات الدولية. وهذا بدوره يعزز الأطر القانونية والمؤسسية ذات الصلة، ويساهم في خلق بيئة أكثر أمانًا لحماية التراث في جميع أنحاء العالم. كما يرسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن الكويت تعتبر حماية التراث مسؤولية جماعية.
حماية الهوية الوطنية
التراث الثقافي هو انعكاس للهوية الوطنية، وهو ما يميز دولة عن أخرى. من خلال حماية هذا التراث، تحافظ الكويت على ذاكرتها الجماعية، وتعزز شعور الانتماء والوحدة الوطنية بين مواطنيها. كما يساهم في نقل هذه الهوية إلى الأجيال القادمة، لضمان استمراريتها.
تفاصيل البروتوكول الثاني وأهدافه
البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي يمثل إضافة هامة للاتفاقية الأصلية، حيث يوسع نطاق الحماية ليشمل ليس فقط الآثار والممتلكات الثقافية ذات الأهمية الكبيرة، بل أيضًا الممتلكات الثقافية ذات القيمة الرمزية أو الدينية أو التاريخية.
توسيع نطاق الحماية
يهدف البروتوكول إلى منع الأضرار التي تلحق بالممتلكات الثقافية بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء كانت نتيجة أعمال عسكرية أو إرهابية أو كوارث طبيعية. كما يشدد على ضرورة احترام الممتلكات الثقافية، وعدم استخدامها لأغراض عسكرية.
آليات التنفيذ والرقابة
يتضمن البروتوكول آليات لتنفيذ أحكامه، بما في ذلك إنشاء سجلات للممتلكات الثقافية، وتدريب الأفراد العسكريين على احترام التراث الثقافي. كما يوفر آليات للرقابة والتحقيق في أي انتهاكات قد تحدث. هذه الآليات تضمن تطبيق فعال للبروتوكول، وتحقيق أهدافه المرجوة.
دور اللجنة الوطنية الدائمة للقانون الدولي الإنساني
لعبت اللجنة الوطنية الدائمة للقانون الدولي الإنساني في الكويت دورًا محوريًا في إنجاز هذا الملف، من خلال جهودها الدؤوبة في دراسة البروتوكول، وإعداد مشروع المرسوم بقانون، والتنسيق مع الجهات المعنية.
التعاون والتنسيق
أشاد المستشار ناصر السميط بالتعاون البناء من قبل وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، وجميع الجهات الممثلة في اللجنة. هذا التعاون يعكس الالتزام المشترك بحماية التراث الثقافي، وأهمية العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق هذا الهدف.
تعزيز الوعي بالقانون الدولي الإنساني
تسعى اللجنة الوطنية الدائمة للقانون الدولي الإنساني إلى تعزيز الوعي بأحكام القانون الدولي الإنساني، ونشرها بين جميع فئات المجتمع، بما في ذلك القوات المسلحة، ووسائل الإعلام، والمنظمات غير الحكومية. وهذا يساهم في خلق ثقافة تحترم القانون الإنساني، وتحمي حقوق الإنسان في جميع الظروف.
مستقبل حماية التراث في الكويت
إن انضمام الكويت إلى البروتوكول الثاني يمثل بداية لمرحلة جديدة في جهود حماية التراث الثقافي. ومن المتوقع أن يتخذ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خطوات إضافية لتعزيز هذه الحماية، من خلال تطوير سجلات الممتلكات الثقافية، وتنظيم برامج تدريبية للأفراد العسكريين، وتوعية الجمهور بأهمية التراث. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للكويت أن تلعب دورًا قياديًا في المنطقة في مجال حماية التراث الثقافي، من خلال تبادل الخبرات مع الدول الأخرى، والمشاركة في المبادرات الإقليمية والدولية.
ختامًا، يمكن القول أن قرار الكويت بالانضمام إلى البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي هو قرار حكيم ومسؤول، يعكس التزامها بقيم الإنسانية، وحماية التراث الثقافي، وتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين. ندعو الجميع إلى دعم هذه الجهود، والمساهمة في الحفاظ على تراثنا الثقافي للأجيال القادمة. يمكنكم متابعة آخر المستجدات حول هذا الموضوع من خلال زيارة موقع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.












