الإنفلونزا الخارقة تضرب بريطانيا | مصراوى

شهدت المملكة المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالإنفلونزا خلال الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بسلالة جديدة ومتحورة تُعرف إعلاميًا بـ “الإنفلونزا الخارقة” أو H3N2. هذا الارتفاع القياسي في دخول المستشفيات يثير قلقًا متزايدًا بين المسؤولين الصحيين ويدعو إلى اتخاذ تدابير وقائية عاجلة. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذه السلالة الجديدة، وأعراضها، وكيفية الوقاية منها، وأهمية التطعيم في ظل هذه الظروف.
الإنفلونزا الخارقة H3N2: تفشي غير مسبوق في بريطانيا
أظهرت البيانات الصادرة عن صحيفة “ديلي ميل” زيادة بنسبة 55% في عدد المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات بسبب الإنفلونزا خلال أسبوع واحد فقط. ويصل متوسط عدد الحالات اليومية إلى حوالي 2660 مريضًا، وهو رقم قياسي يضع النظام الصحي تحت ضغط كبير. هذا الارتفاع المفاجئ في الإصابات بـ الإنفلونزا الخارقة دفع السلطات الصحية إلى تجديد الدعوات للجمهور بارتداء الكمامات، خاصة في الأماكن المغلقة والمزدحمة.
أسباب انتشار السلالة الجديدة
يعزى الانتشار السريع لسلالة H3N2 إلى عدة عوامل، بما في ذلك ضعف المناعة المجتمعية بعد فترة انقطاع عن انتشار الإنفلونزا بشكل واسع خلال جائحة كوفيد-19. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون السلالة الجديدة أكثر قدرة على الهروب من المناعة المكتسبة من التطعيمات السابقة أو الإصابات السابقة. فهم هذه العوامل أمر بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات فعالة للحد من انتشار العدوى.
أعراض الإنفلونزا الخارقة: ما الذي يجب أن تعرفه؟
تتميز سلالة H3N2 بأعراض تظهر بشكل مفاجئ وشديد. تشمل هذه الأعراض ارتفاعًا سريعًا في درجة الحرارة، وآلامًا في الجسم، وإرهاقًا شديدًا، وسعالًا جافًا، والتهابًا في الحلق، وصداعًا، وصعوبة في النوم، وفقدان الشهية.
أعراض إضافية ومضاعفات محتملة
بالإضافة إلى الأعراض التقليدية للإنفلونزا، قد يعاني بعض المرضى من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإسهال والغثيان. في الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي الإنفلونزا إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية، وتفاقم الحالات الصحية المزمنة مثل الربو وأمراض القلب. لذلك، من الضروري طلب العناية الطبية الفورية في حالة ظهور أعراض حادة أو تفاقم الأعراض.
هل اللقاح فعال ضد الإنفلونزا الخارقة؟
على الرغم من أن سلالة H3N2 تختلف عن النسخة التي تم تضمينها في لقاح الإنفلونزا لهذا العام، إلا أن اللقاح لا يزال يوفر حماية جزئية. تشير الدراسات إلى أن اللقاح يمكن أن يقلل من شدة الأعراض ويقلل من خطر دخول المستشفى. لذلك، توصي السلطات الصحية بشدة بالحصول على لقاح الإنفلونزا، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، والعاملين في مجال الرعاية الصحية. التطعيم ضد الإنفلونزا هو خط الدفاع الأول ضد هذه السلالة الجديدة.
تدابير وقائية للحد من انتشار العدوى
بالإضافة إلى التطعيم، هناك العديد من التدابير الوقائية التي يمكن اتخاذها للحد من انتشار الإنفلونزا الخارقة:
- غسل اليدين بانتظام: استخدم الماء والصابون أو معقم اليدين الذي يحتوي على الكحول.
- تغطية الفم والأنف: عند السعال أو العطس، استخدم منديلًا أو الجزء الداخلي من المرفق.
- تجنب الاتصال الوثيق: مع الأشخاص المرضى.
- التهوية الجيدة: حافظ على تهوية جيدة في الأماكن المغلقة.
- التخلص السليم من المناديل: تخلص من المناديل المستخدمة في سلة المهملات المغلقة.
- البقاء في المنزل: إذا كنت مريضًا، ابق في المنزل لتجنب نشر العدوى.
مستقبل مكافحة الإنفلونزا
مع استمرار تطور فيروس الإنفلونزا، من الضروري الاستثمار في البحث والتطوير لإنشاء لقاحات أكثر فعالية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز المراقبة الوبائية لتتبع انتشار السلالات الجديدة وتحديد المخاطر المحتملة. التعاون الدولي وتبادل المعلومات بين الدول أمر بالغ الأهمية لمواجهة التحديات التي تفرضها الإنفلونزا.
في الختام، يمثل تفشي سلالة H3N2 من الإنفلونزا تحديًا صحيًا كبيرًا في المملكة المتحدة. من خلال اتخاذ التدابير الوقائية الموصى بها، والحصول على لقاح الإنفلونزا، والالتزام بإرشادات الصحة العامة، يمكننا الحد من انتشار العدوى وحماية أنفسنا ومجتمعاتنا. لا تتردد في استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من أعراض الإنفلونزا، وشارك هذه المعلومات مع عائلتك وأصدقائك لزيادة الوعي.












