العثور على الصندوق الأسود لطائرة رئيس أركان الجيش الليبي المنكوبة

أعلنت السلطات التركية اليوم العثور على الصندوق الأسود للطائرة الليبية التي تحطمت قرب أنقرة، مما يثير الأمل في كشف ملابسات هذه الفاجعة التي أودت بحياة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، الفريق أول ركن محمد علي الحداد، والوفد المرافق له. هذا الحادث المأساوي، الذي وقع مساء الثلاثاء، أثار موجة من الحزن في ليبيا وأعلن الحداد العام لمدة ثلاثة أيام. التحقيقات جارية الآن لتحديد الأسباب الدقيقة وراء تحطم الطائرة الليبية، مع التركيز على تحليل بيانات الصندوق الأسود.
تفاصيل العثور على الصندوق الأسود وبدء التحقيقات
أكد وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، العثور على الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت الخاص بالطائرة. هذا الاكتشاف يعتبر خطوة حاسمة في عملية التحقيق، حيث يحتوي الصندوق الأسود على بيانات مهمة حول رحلة الطائرة، بما في ذلك التسجيلات الصوتية للمحادثات في قمرة القيادة والمعلومات المتعلقة بأداء الطائرة.
فرق التحقيق باشرت عملها فوراً في موقع الحطام، الواقع على بعد حوالي كيلومترين من قرية كسيك كاواك التابعة لقضاء هايمانا بالقرب من أنقرة. عمليات البحث استمرت طوال الليل وحتى فجر اليوم، بهدف جمع أكبر قدر ممكن من الأدلة التي قد تساعد في فهم ما حدث. من المتوقع أن يستغرق تحليل الصندوق الأسود بعض الوقت، لكنه سيوفر معلومات قيمة للخبراء.
تحديد هوية الضحايا
كما أعلنت السلطات التركية عن وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة، والبالغ عددهم ثمانية أشخاص. بالتزامن مع ذلك، كشفت حكومة الوحدة الوطنية الليبية عن أسماء الضحايا، وهم: رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، الفريق أول ركن محمد علي الحداد، ومستشاره محمد العصاوي دياب، ورئيس أركان القوات البرية، الفريق ركن الفيتوري غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري، العميد محمود القطيوي، والمصور في مكتب إعلام رئيس الأركان العامة، محمد عمر أحمد محجوب، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين لم يتم الكشف عن هوياتهم بعد.
ردود الفعل الرسمية والإعلان عن الحداد العام
أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية الحداد الرسمي في عموم البلاد لمدة ثلاثة أيام، تعبيراً عن الحزن العميق على فقدان رئيس الأركان ورفاقه. وقد نعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، الضحايا في بيان رسمي، مؤكداً أنهم كانوا عائدين من أنقرة.
من جانبه، أعلن وزير العدل التركي عن فتح تحقيق رسمي في ملابسات حادثة الطائرة الليبية، وذلك بالتعاون مع الجهات الليبية المختصة. التحقيق يهدف إلى تحديد ما إذا كانت هناك أي أخطاء أو إهمالات ساهمت في وقوع الحادث، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره في المستقبل.
مسار الطائرة والظروف الجوية المحيطة بـ سقوط الطائرة
كانت الطائرة الليبية في طريقها من مطار أسن بوغا في أنقرة إلى العاصمة الليبية طرابلس، عندما سقطت بعد فترة قصيرة من الإقلاع. لم يتم حتى الآن تحديد السبب الدقيق للسقوط، ولكن التحقيقات تركز على عدة احتمالات، بما في ذلك الأعطال الفنية، والظروف الجوية السيئة، والخطأ البشري.
تشير التقارير الأولية إلى أن الأحوال الجوية كانت مستقرة نسبياً في وقت الحادث، ولكن لا يمكن استبعاد تأثير أي عوامل جوية غير متوقعة. سيقوم فريق التحقيق بفحص سجلات الطقس والبيانات الجوية الأخرى بعناية لتحديد ما إذا كانت قد لعبت أي دور في تحطم الطائرة الليبية.
التعاون الليبي التركي في التحقيقات
يشهد التحقيق في حادثة سقوط الطائرة تعاوناً وثيقاً بين السلطات الليبية والتركية. وقد أبدت الحكومة التركية استعدادها لتقديم كل الدعم اللازم للجان التحقيق الليبية، بما في ذلك توفير الخبراء والمعدات اللازمة.
من المتوقع أن يزور وفد رفيع المستوى من الجانب الليبي تركيا في الأيام القادمة، للمشاركة في عملية التحقيق ومتابعة التطورات على أرض الواقع. يهدف هذا التعاون إلى الوصول إلى نتائج دقيقة وشفافة، وكشف الحقيقة الكاملة وراء هذه المأساة.
التحديات التي تواجه التحقيق
تواجه عملية التحقيق عدة تحديات، من بينها جمع الأدلة من موقع الحطام المتناثر، وتحليل بيانات الصندوق الأسود المعقدة، وتحديد سبب الحادث بشكل قاطع. بالإضافة إلى ذلك، قد يستغرق التحقيق وقتاً طويلاً، نظراً للظروف الصعبة وتعقيد الإجراءات.
ومع ذلك، فإن السلطات التركية والليبية مصممة على بذل كل الجهود اللازمة لكشف الحقيقة وتقديم المسؤولين عن الحادث إلى العدالة. إن العثور على الصندوق الأسود يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه، ويمنح الأمل في أن يتمكن المحققون من الوصول إلى نتائج قاطعة في أقرب وقت ممكن. الهدف الأسمى هو فهم أسباب تحطم الطائرة الليبية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.












