العوضي ينظم آليات استيراد وتصدير المواد أو المستحضرات المخدرة والمؤثرة عقليا بحال إعلان حالة الطورائ

في إطار سعيها الدائم لتعزيز الأمن الصحي والإنساني، اتخذت وزارة الصحة الكويتية خطوة هامة بتنظيم آليات استيراد وتصدير المواد المخدرة والمؤثرة عقليًا والسلائف الكيميائية، وذلك استجابةً للمرسوم بقانون رقم (159) لسنة 2025. هذا القرار، الذي أصدره وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، يهدف إلى ضمان توفير الاحتياجات الطبية العاجلة في حالات الطوارئ والكوارث، مع الحفاظ على أعلى معايير الرقابة والالتزام بالتشريعات الدولية. يركز هذا المقال على تفاصيل هذا القرار وأهميته في تعزيز الاستجابة الإنسانية في الكويت.
تنظيم استيراد وتصدير المواد الخاضعة للرقابة: نظرة عامة
يهدف القرار الوزاري الجديد إلى وضع إطار تنظيمي واضح لاستيراد وتصدير المواد المخدرة والمؤثرة عقليًا، بالإضافة إلى السلائف الكيميائية المستخدمة في صناعتها. هذه المواد، على الرغم من خطورتها، ضرورية في بعض الحالات الطبية الطارئة، خاصةً خلال فترات الأزمات والكوارث. لذلك، يتيح القرار لوزارة الصحة استيراد هذه المواد بكميات محددة ومراقبة، تلبيةً للاحتياجات الإنسانية العاجلة.
أهمية القرار في حالات الطوارئ
عند إعلان حالة الطوارئ في البلاد، سواء بسبب كوارث طبيعية أو أزمات صحية، قد يكون هناك طلب متزايد على بعض المواد المخدرة والمؤثرة عقليًا، مثل المسكنات القوية أو الأدوية المستخدمة في علاج الصدمات. القرار الجديد يضمن أن وزارة الصحة لديها القدرة على توفير هذه المواد بسرعة وفعالية، دون تأخير قد يعرض حياة المرضى للخطر. كما يراعي القرار التنسيق مع الجهات المعنية لضمان عدم إساءة استخدام هذه المواد.
آليات الاستيراد والتصدير في ظل القانون الجديد
القرار يحدد إجراءات تنظيمية دقيقة لاستيراد المواد الخاضعة للرقابة، بما في ذلك الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المختصة، وتحديد الكميات المستوردة بناءً على الاحتياجات الفعلية لفترة الطوارئ. كما يحدد القرار آليات التصدير لهذه المواد لأغراض إنسانية إلى الدول التي تعلن حالة الطوارئ، وذلك من خلال جمعيات النفع العام والجمعيات الخيرية المختصة، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية.
دور جمعيات النفع العام والجمعيات الخيرية
يلعب القطاع الخاص، ممثلاً في جمعيات النفع العام والجمعيات الخيرية، دورًا حيويًا في تنفيذ هذا القرار. فهذه الجمعيات يمكنها المساعدة في توفير المواد اللازمة للدول المحتاجة، مع ضمان الالتزام بالمعايير الرقابية والقانونية. التنسيق الوثيق بين وزارة الصحة ووزارة الخارجية وجمعيات النفع العام يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها بشكل فعال وشفاف. هذا يعزز من دور الكويت كمركز إنساني عالمي.
التزام الكويت بالمعايير الدولية لمكافحة المخدرات
لا يقتصر هذا القرار على تلبية الاحتياجات الوطنية فحسب، بل يعكس أيضًا التزام دولة الكويت بالمعايير الدولية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية. القرار يتماشى مع ما يصدر عن الهيئة الدولية لمكافحة المخدرات في الأمم المتحدة (INCB)، ويساهم في الجهود العالمية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة. مكافحة المخدرات هي جزء أساسي من الأمن القومي، وهذا القرار يعزز هذا الجانب.
الرقابة والتوازن بين الاحتياجات الإنسانية والأمن
القرار يمثل توازنًا دقيقًا بين الحاجة إلى الاستجابة السريعة للاحتياجات الإنسانية في حالات الطوارئ، والالتزام الصارم بالقانون والرقابة. فمن ناحية، يتيح القرار لوزارة الصحة استيراد وتصدير المواد اللازمة لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة. ومن ناحية أخرى، يضمن القرار أن هذه المواد لا تستخدم في أغراض غير قانونية أو ضارة. هذا التوازن ضروري للحفاظ على الأمن الصحي والأمن القومي.
تعزيز الدور الإنساني للكويت
يعكس هذا القرار حرص وزارة الصحة على ترسيخ الدور الإنساني لدولة الكويت في أوقات الأزمات. فالكويت لديها تاريخ طويل في تقديم المساعدات الإنسانية للدول المحتاجة في جميع أنحاء العالم. القرار الجديد يعزز هذا الدور، ويساهم في تعزيز مكانة الكويت كمركز إنساني عالمي. العمل الإنساني هو جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية الكويتية.
في الختام، يمثل القرار الوزاري بشأن تنظيم استيراد وتصدير المواد المخدرة والمؤثرة عقليًا خطوة هامة نحو تعزيز الأمن الصحي والإنساني في الكويت. القرار يضمن توفير الاحتياجات الطبية العاجلة في حالات الطوارئ، مع الحفاظ على أعلى معايير الرقابة والالتزام بالتشريعات الدولية. نأمل أن يساهم هذا القرار في تعزيز الاستجابة الإنسانية في الكويت، وتعزيز دورها كمركز إنساني عالمي. يمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات حول المرسوم بقانون رقم (159) لسنة 2025 على الموقع الرسمي لوزارة الصحة الكويتية.











