رئيس الوزراء ميناء مبارك أحد المرتكزات الإستراتيجية للتنمية الاقتصادية في الكويت

تحت رعاية كريمة وحضور سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء، شهدت الكويت أمس خطوة تاريخية نحو تعزيز مكانتها الاقتصادية واللوجستية على الصعيدين الإقليمي والدولي. تم توقيع عقد الهندسة والتوريدات والبناء لمشروع ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان، وهو مشروع طموح يهدف إلى تحقيق التكامل اللوجستي مع دول المنطقة ودعم مستهدفات رؤية «الكويت 2035». هذا المشروع، الذي يمثل نقطة تحول في مسيرة التنمية الكويتية، سيساهم بشكل كبير في تنويع القاعدة الاقتصادية وتعزيز مصادر الدخل الوطني.
ميناء مبارك الكبير: ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية في الكويت
يمثل ميناء مبارك الكبير أكثر من مجرد مشروع بنية تحتية؛ إنه استثمار استراتيجي في مستقبل الكويت. وقع عقد المشروع عن الجانب الكويتي وزيرة الأشغال العامة د.نورة المشعان، وعن الجانب الصيني نائب رئيس شركة الصين للاتصالات والإنشاءات المحدودة تشن تشونغ، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين. أكد سمو رئيس مجلس الوزراء في كلمته خلال الحفل على أن هذه العلاقات مبنية على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة، وأن هذا المشروع هو تتويج لرؤية قيادية حكيمة وإرادة سياسية مشتركة لتعزيز التعاون.
أهمية الميناء في حركة التجارة الإقليمية والدولية
يُعد الميناء محورًا استراتيجيًا للتنمية الاقتصادية في الكويت، حيث يعزز دور البلاد في حركة التجارة الإقليمية والدولية. يهدف المشروع إلى تحقيق التكامل اللوجستي مع دول المنطقة، وتعزيز الربط بين الموانئ والمراكز الإقليمية وسلاسل الإمداد العالمية. هذا التكامل سيساهم في دعم التجارة البينية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي مع الدول المجاورة، مما يجعل الكويت مركزًا لوجستيًا حيويًا في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، سيعزز التكامل اللوجستي من قدرة الكويت على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
تعزيز رؤية «الكويت 2035» وتنويع مصادر الدخل
لا يقتصر دور ميناء مبارك الكبير على الجانب اللوجستي والتجاري فحسب، بل يمتد ليشمل دعم مستهدفات رؤية «الكويت 2035». يساهم المشروع في تنويع القاعدة الاقتصادية وتعزيز مصادر الدخل الوطني، من خلال استحداث فرص عمل نوعية وتنمية القدرات الوطنية في القطاعات اللوجستية والتجارية والخدمية المرتبطة به. هذا التنويع الاقتصادي ضروري لتقليل الاعتماد على النفط وتعزيز الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل.
فرص العمل وتنمية القدرات الوطنية
من المتوقع أن يوفر مشروع ميناء مبارك الكبير آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، مما يساهم في خفض معدلات البطالة وتعزيز القوى العاملة الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، سيوفر المشروع فرصًا تدريبية وتطويرية للعاملين في القطاعات اللوجستية والتجارية، مما يساهم في بناء جيل جديد من الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة التنمية الاقتصادية في البلاد. كما أن تطوير البنية التحتية للميناء سيجذب الشركات العالمية المتخصصة في الخدمات اللوجستية، مما سيعزز نقل المعرفة والتكنولوجيا إلى الكويت.
شراكة كويتية صينية استراتيجية
إن توقيع عقد مشروع ميناء مبارك الكبير يمثل تتويجًا لعلاقات قوية ومتميزة بين الكويت والصين. أكد سمو رئيس مجلس الوزراء على عمق العلاقات الكويتية الصينية القائمة على الثقة والاحترام المتبادل وتلاقي المصالح المشتركة. هذه الشراكة الاستراتيجية تعكس رؤية قيادية حكيمة في كلا البلدين الصديقين وإرادة سياسية مشتركة لتعزيز التعاون البناء على مختلف الأصعدة. إن اختيار شركة صينية رائدة لتنفيذ هذا المشروع الحيوي يعكس الثقة في قدرات الشركات الصينية وخبرتها في مجال البنية التحتية.
مستقبل واعد للكويت في مجال الخدمات اللوجستية
يمثل مشروع ميناء مبارك الكبير نقطة انطلاق لمستقبل واعد للكويت في مجال الخدمات اللوجستية. من خلال تطوير البنية التحتية للنقل البحري وتعزيز الطاقة التشغيلية والقدرة الاستيعابية لشبكة الموانئ الوطنية، ستتمكن الكويت من تقديم خدمات لوجستية متكاملة وعالية الجودة للشركات والمستثمرين من جميع أنحاء العالم. كما أن الموقع الاستراتيجي للكويت يجعلها بوابة مثالية للتجارة بين الشرق والغرب، مما يعزز دورها كمركز إقليمي للتجارة والخدمات اللوجستية. إن هذا المشروع يمثل استثمارًا في مستقبل الكويت، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي.
في الختام، يمثل مشروع ميناء مبارك الكبير علامة فارقة في مسيرة التنمية الكويتية، وهو ركيزة أساسية لتحقيق رؤية «الكويت 2035». من خلال تعزيز دور البلاد في حركة التجارة الإقليمية والدولية، وتنويع القاعدة الاقتصادية، وتنمية القدرات الوطنية، سيساهم هذا المشروع في بناء مستقبل مشرق للكويت وشعبها. ندعو الجميع إلى دعم هذا المشروع الحيوي والمساهمة في تحقيق أهدافه الطموحة.








